القوات المشتركة العراقية

أحدثت الهزائم المتلاحقة والضربات الموجعة التي تلقاها تنظيم "داعش" من القوات المشتركة العراقية حالة من الانهيار النفسي بين صفوفه، ما أدى إلى نشوب حالات عراك بين صفوفه من العناصر المحلية، الفارين من الجانب الأيسر، وعناصر التنظيم الأجانب، فيما أقدم التنظيم المتطرف على حرق سجلات تتعلق ببيع وشراء عقارات في الساحل الأيمن لمدينة الموصل.

وكشف مصدر أمني في استخبارات مكافحة التطرف عن زيادة حالات العراك في الآونة الأخيرة، بين عناصر التنظيم المتطرف في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، وعناصره الفارين من الجانب الأيسر، وبين عناصر التنظيم العرب والأجانب، وخاصة في النقاط الأمنية.

وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الشجار وصل الى حد العراك بالأيدي، وتبادل الأعيرة النارية في الهواء، بعد وصف العناصر الأجانب للمحليين من عناصر "داعش" بـ"الجبناء".

وأكد المصدر، أن جميع مظاهر العراك تلك حدثت أمام أعين الناس، وهو ما يشير إلى سوء الحالة النفسية التي يمر بها عناصر التنظيم، داعيًا أهالي الجانب الأيمن إلى استثمار هذا الضعف والخوف لصالحهم، ليكون الخلاص سريعًا وقريبًا من هذه المجموعة المتطرفة.

وفي سياق متصل، كشف مصدر محلي في محافظة نينوى، السبت، عن أن عناصر تنظيم "داعش" أقدموا على إحراق سجلات ووثائق تخص بيع وشراء عقارات، استولى عليها التنظيم في الساحل الأيمن للموصل، خلال سيطرته على المدينة. وأضاف أن السجلات التي أحرقها "داعش" تضم أسماء قادة وعناصر التنظيم المنضمين إليه.

وأشار إلى أن "داعش" يروم من خلال هذه الخطوة إلى إتلاف كل الوثائق التي تبين جرائم عناصره، قبل وصول القوات المسلحة العراقية المشتركة إلى الجانب الأيمن من الموصل، مبينًا أن القوات المشتركة ألقت القبض على مجموعة من عناصر تنظيم "داعش"، في الجانب الأيسر من المدينة. وقال إن القوات العراقية فرضت حظرًا للتجوال في حي القادسية الأولى والثانية، في الجانب الأيسر.

وأضاف المصدر أن القوات فرضت طوقًا أمنيًا محكمًا على الحيين، وشنت حملة مداهمات وتفتيش، إضافة إلى تدقيق للبنايات، مشيرًا إلى أن الحملة أدت إلى القاء القبض على سبعة عناصر، ينتمون إلى تنظيم "داعش".

وذكر بيان لوزارة الدفاع، أن قيادة القوة الجوية، واستنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، نفذت ضربات جوية مركزة، تمكنت خلالها من تدمير مستودعات لتخزين المواد المتفجرة، تحتوي على مواد "c4" و"TNT"، ومعمل لتصنيع الصواريخ، فضلاً عن قتل مجموعة تابعة لـ"داعش"، في قرية عين الوخمة. وأضاف البيان: "يتواصل التنسيق العالي وتبادل المعلومات بين كل من قيادتي القوة الجوية وطيران الجيش من جهة، والمديرية العامة للاستخبارات والأمن، من جهة ثانية، بهدف ملاحقة العناصر المتطرفة واستهدافها، لإفشال أي مخطط يؤخر تقدم القوات المسلحة في معركتها الفاصلة، ضد ما تبقى من هذه العناصر".

وأعلنت وزارة الدفاع، السبت أن الملازم أول إيهاب علي عبد، من الفوج المستقل، في قيادة فرقة المردعة التاسعة، ضمن قاطع المحور الشمالي، وأثناء عمليات "قادمون يا نينوى"، عثر على مصوغات ذهبية، وبعد التحري والتدقيق، سلمت تلك المصوغات الى أهلها، الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم.

وكشف المتحدث الرسمي باسم عمليات بغداد٬ العميد سعد معن٬ السبت٬ عن تفكيك منازل مفخخة في إحدى مناطق حزام بغداد. وقال إن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك 19 منزلاً مفخخًا٬ في منطقة الحلابسة، في حزام بغداد، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية، مع كل اقتحام لمناطق، تكتشف الكثير من المنازل التي يتم تفخيخها من قبل عناصر "داعش"٬ مؤكدًا أن المتطرفين يفخخون المنازل وبعض الأماكن٬ ضمن مخطط مستمر.

ويذكر أن مجلس محافظة بغداد أكد، في وقت سابق٬ وجود "خلايا متطرفة نائمة" في حزام المحافظة٬ داعيًا الحكومة إلى أخذ الحيطة والحذر من تحرك الخلايا النائمة، لتنفيذ عمليات متطرفة.

وبشأن حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على العراق، وست دول أخرى، أحبط رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خطوة اتخذتها "فصائل" في الحكومة، مقربة من إيران، كانت تريد الرد على حظر السفر. ووفق تقرير نشرته وكالة "رويترز" للأنباء، السبت، فإن هذا الصراع يُظهر الموقف الصعب الذي وجد "العبادي" نفسه فيه، حيث ظهر الموقف بالنسبة لـ"العبادي" صعبًا، مساء الأحد، خلال اجتماع لأقوى زعماء الشيعة وممثليهم، عبر مواجهة دعوات للرد بالمثل على حظر دخول أميركا، الذي يشمل سبع دول إسلامية، منها العراق.

وأضاف التقرير أن من يُعدون الأقرب إلى إيران أصروا على أنه يجب أن يرد العراق بحظر دخول المواطنين الأميركيين إليه، على غرار ما فعلته طهران، قبل ذلك بيوم واحد، لكن "العبادي" وجه "تحذيرًا" للزعماء الشيعة من أن حظر دخول الأميركيين سيعرض دعم واشنطن للحرب على تنظيم "داعش" إلى الخطر.

وصوت مجلس النواب العراقي، في 30 يناير/ كانون الثاني، بالموافقة على قرار لجنة العلاقات الخارجية حول القرار الأميركي بمنع دخول العراقيين إلى أراضي الولايات المتحدة، بالتعامل بالمثل، فيما رد "العبادي" على ذلك بأنه لا يريد اتخاذ أي شيء من هذا القبيل، لكنه يدرس كل القرارات، لأن العراق لديه معركة، مبينًا أنه لا يريد الإضرار بالمصلحة الوطنية.