الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن “الاتفاق الإبراهيمي” رافد من روافد السلام يدعم طموحات شعوب المنطقة لتحقيق الرخاء والتقدم، جاء ذلك في كلمة له لمناسبة دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي، والذي افتتحه  نيابة عن سموه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،  صباح أمس عن طريق الاتصال المرئي “عن بُعد” مخاطبًا المجلس: رسالتنا لجميع الأعضاء أن يكونوا خير سفراء لاحتياجات الوطن والمواطنين.. وأن أحد أسرار تفوق بلادنا هو روح الفريق الواحد.

ووجّه  الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خلال كلمته بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي، في ما يلي نصها: “إخواني وأخواتي أعضاء المجلس تستأنفون اليوم أعمال مجلسكم في مرحلة حافلة بالتحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية.ومنذ شهر فبراير الماضي، نواجه مع العالم بأسره جائحة “كورونا” والآثار المترتبة عليها.. لقد غيرت الجائحة كل شيء في حياة البشر وأوضاع الدول وبدلت أولويات الحكومات، وتسببت بجمود الاقتصاد العالمي، وكان أداء دولتنا في مواجهة الجائحة نموذجيًا وفي مستوى تقدمها، ومكانتها، وقدرتها على الإنجاز.. وتعزز هذا المستوى بمواصلة نهجنا في العطاء، حيث قدمنا مساعدات طبية وإغاثية لأكثر من مائة دولة في العالم.. كما تعزز بمضينا قدمًا في برنامج الطاقة النووية السلمية، والبدء بتشغيل مفاعلات محطة براكة.. ومضينا في برنامجنا الفضائي بإطلاق “مسبار الأمل” نحو المريخ.

الأخوة والأخوات:
تعلمون أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقتنا جعلت أمنها واستقرارها جزءًا من الأمن والاستقرار الدوليين وكان علينا أن نكيف دائمًا سياستنا مع ما يدعم مرتكزات أمن واستقرار دولتنا ومنطقتنا، على قاعدة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، والتعايش السلمي وحل الخلافات بالحوار. وفي هذا السياق جاء “الاتفاق الإبراهيمي” رافدًا من روافد السلام يدعم طموحات شعوب المنطقة لتحقيق الرخاء والتقدم.

نعم كان أداؤنا في مواجهة الجائحة نموذجيًا ومحل تقدير منظمة الصحة العالمية، واحترام دول العالم.. لكن الجائحة لم تنتهِ.. سنواصل عملنا في مكافحة الوباء كما يجب.. وأدعو من خلالكم جميع المواطنين والمقيمين إلى تجديد الالتزام بإجراءات الوقاية.. ومتابعة تعليمات الجهات المختصة والامتثال لها.. ومثل كل الأزمات الكبرى، تنطوي أزمة “كورونا” على فرص يمكن البناء عليها. وقد أعددنا للأمر عدته وأعدنا هيكلة الحكومة لتكون أكثر قدرة على مواكبة المتغيرات، وأسرع في اتخاذ القرارات، وأقدر على اغتنام الفرص.. أرجو لكم التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

مراسم الافتتاح
وقد بدأت مراسم الافتتاح بالسلام الوطني ثم آيات من الذكر الحكيم ثم افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الجلسة: “أصحاب السمو والمعالي والسعادة.. الإخوة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.. بسم الله وعلى بركة الله نفتتح اليوم “أمس” دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلسكم الموقر”وقال سموه: “رسالتنا لجميع الأعضاء أن يكونوا خير سفراء لاحتياجات الوطن والمواطنين.. وأن أحد أسرار تفوق بلادنا هو روح الفريق الواحد التي تجمع السلطات التنفيذية والتشريعية لخدمة مصالحنا الوطنية العليا”.

وأضاف سموه في تدوينه على حسابه الرسمي في “تويتر”: “افتتحنا اليوم “أمس” بحمد الله دور الانعقاد الجديد للمجلس الوطني الاتحادي.. رسالتنا لجميع الأعضاء أن يكونوا خير سفراء لاحتياجات الوطن والمواطنين.. وأن أحد أسرار تفوق بلادنا هو روح الفريق الواحد التي تجمع السلطات التنفيذية والتشريعية لخدمة مصالحنا الوطنية العليا”.

وقال  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كلمة الافتتاح “الإخوة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أنا واثق أنكم ستواكبون بإيجابية مسيرة نهضتنا وطموحات شعبنا وأدعوكم لتعزيز التواصل مع أبناء وبنات وطننا والاهتمام بأفكارهم واقتراحاتهم ومطالبهم..أرجو لكم التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

 ترحيب
وألقى معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، كلمة المجلس قال فيها: “يطيبُ لي أنْ أرحبَ بكم جميعًا في افتتاحِ دورِ الانعقاد ِالعادي الثاني للفصل ِالتشريعي السابعَ عشرَ للمجلسِ الوطني الاتحادي، ويُشرفني ويُسعدني كلَ السعادةِ، أصالةً عن نفسي ونيابةً عن كلِ أخواتي وإخواني أعضاء المجلس، أنْ أرفعَ بهذه المناسبةِ إلى مقامِ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومقامِ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب ِالسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحابِ السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، أسمى آيات التقديرِ والامتنانِ والعرفانِ على الدعمِ الكبير لأعمال السلطة التشريعية بالدولةِ مُمثلةً في المجلسِ الوطني الاتحادي، ذلك الدعمُ الذي مَكَّن المجلسَ بكاملِ أعضائه المخلصين، وبكامل لجانه وأمانته العامة، من أنْ يستمرَ في أداءِ مهامِه البرلمانيةِ والدستوريةِ على أكملِ وجه ٍوبتعاونٍ وتكاتف مع حكومتِنا الرشيدة بقيادتِكم، رغم جائحة “كورونا”، التي أرهقت العالمَ من شرقِه إلى غربِه”. وأضاف معالي صقر غباش، “أنه كان، وسيظل، لهذا الدعمِ وذلك التكاتفِ أبلغُ الأثرِ فيما أنجزناه، ولله الحمدُ، وفيما ننوي أنْ ننُجزَه بمشيئةِ الله، فكلنا أملٌ وثقةٌ في أن ذلك التعاونَ والتكاتفَ سيظل دافعًا وباعثًا لأخواتي وإخواني أصحابِ السعادة أعضاءِ المجلس الوطني الاتحادي على بذلِ كل َّما نستطيعُ في مسيرة البناء قناعةً بدورنا في البناءِ، واقتداءً بالقيادة الرشيدة لدولتِنا التي وضعتها بين دولِ العالم في المكان الذي يليقُ بشعبِ وبدولةِ الإمارات”.

تحديات
وقال معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي: “يأتي انعقاد الدور الثاني للمجلس في ظلِ تحدياتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ مُتشعبةٍ، إلا أن دولتَنا بحمد وتوفيقٍ من الله، وبرؤيةٍ ثاقبةٍ من قياداتها الرشيدة المنفتحةِ على دولِ العالم، وتأسيسًا على إرث تاريخي لدولتنا شَيّدَه الآباءُ المؤسسِون في قيّم السلام، وبمبادئ التسامح، ويقف خلف كل ذلك، مؤيدًا وداعمًا، شعبٌ وثَق في إخلاص قيادته لهذا الوطنِ ولكل ذرةٍ من ترابه، لذلك يُباركها في كلِّ تحركاتها، من كل هذه المنطلقات تَمد دولة الإمارات يدها ساعيةً للسلام وللاستقرارِ ليس لكل شعوبِ المنطقةِ العربيةِ فحسب، بل لكلِ دولِ العالم، سلامٌ يتوافق مع ثوابتنا وهويتنا العربية والإسلامية، واستقرار يحافظ على كلِّ مقوماتِ وحقوقِ الشعوبِ العربية ِكلِّها في أنْ تعيشَ في سلامٍ، ودونَ أي تنازلٍ عن أي حقٍ من حقوقِ هذه الشعوبِ في أن تتطلعَ، وتبنيَ لمستقبلٍ مُشرقٍ لكلِّ أجيالها، وأن نكونَ جميعًا شركاءً حقيقيين في إنسانيةٍ تسعى للبناء والرخاء بدلًا من حروبٍ أثقلت كاهلَ الجميع بأضرارِها وبخرابها”.

وأضاف معاليه “أنه على هذا الأساس جاءت مباركة وتأييد المجلس الوطني الاتحادي لمعاهدةِ السلامِ بين الإمارات وإسرائيل، آملًا في غدٍ تتفتحُ فيه أزهار ذلك السلامِ على كلِّ ربوعِ الأمةِ العربية والإسلامية، ويَنعمُ بخيراتها كل عربي، وأنْ ينال َكلُ صاحبِ حق ٍحقَه بمسعى السلام والتوافق، وبلغةِ الحوارِ والتفاوض”.

ركائز
واختتم معالي صقر غباش كلمة المجلس قائلًا “أودُ أنْ أؤكدَ أننا في مجلسنا هذا على يقينٍ تامٍ - يا صاحب السمو- من أنَّ الرصيدَ العميقَ للثقةِ المُتبادِلةِ بين شعبِ الإماراتِ وقياداتهِ الحكيمةِ، والمشاركةِ الفعّالةِ والتعاونِ في أبهى صورهِ بين المجلس الوطني الاتحادي والحكومة في كلِ ما يخصُ قضايا الوطنِ، داخليةً كانت أو خارجيةً، هي ركائزٌ تمثلُ الركنَ الركين والحصنَ المنيعَ في استمرارِ البناء الذي يعلو بتوفيقٍ من المولى، وبقيادةٍ أخلصت كلَّ الإخلاص للوطنِ والمواطنِ، وبعملٍ مخلصٍ وجادٍ من شعبٍ كريمٍ ووفيٍ، كلُ ذلك من أجلِ مستقبلٍ زاهرٍ بالخيرِ والأمنِ والأمانِ لكلِ مَن يعيشُ على أرض الإمارات مُخلصًا لها ولقيادتها، وندعو الله سبحانه وتعالى أن ييُسرَ لقيادتنا الرشيدة ولشعبنا المخلص ولوطننا الغالي على قلوبنا جميعًا، كلَّ سَبيل ٍفيه الخيرُ والرفاهية ُوالأمنُ والأمانُ، والله المُستعانُ، إنه نعمَ المولى ونعم َالنصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وبعد رفع الجلسة الافتتاحية عقد المجلس الوطني الاتحادي جلسته الأولى من دور انعقاده العادي الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر، في ظل الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة فيروس “كورونا”، برئاسة معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي.

وقـــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــــضًأ :

رئيس الدولة يعتمد تعديلات في قانون الشركات تتيح التملك الكامل للشركات

رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن 628 سجيناً بمناسبة اليوم الوطني الـ49

حضر الجلسة معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.

وقال معالي صقر غباش في كلمة له “لقد تشرفَ المجلسُ اليومَ بالتكليفِ الصادرِ من صاحبِ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لبدء ِدور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر للمجلس، كما نالَ المجلسُ، أيضًا، شرفَ تفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بافتتاح هذا الدور.

تجديد العهد
وأضاف معالي رئيس المجلس وبهذه المناسبة الكريمةِ، فإننا جميعًا، رئيس وأعضاء المجلس، نجددُ العهدَ والوعدَ بأن نستمرَ مُتمسكين ومُصرين على ما أقسمنا عليه من إخلاصٍ للوطن ومن وفاءٍ للقيادة، ومن أداءٍ مشهودٍ به لأمانةِ المسؤولية في خدمةِ المواطن الذي نتشرفُ كلَ الشرفِ بتمثيله في هذا المجلس. فالثقةُ منكم وبكم وفيكم، إخواني وأخواتي أعضاء المجلس، ذلك لأنَّ روحَ عمل الفريق الواحد التي كانت سمةَ الأداء البرلماني الرفيع، والتعاون والتكامل بيننا كأعضاءٍ، وبيننا وبين الحكومة، خلال دورِ الانعقاد الأول، وبرغمِ كل التحديات والظروف المحيطة بنا وبكل ِدول العالم، ستظلُ هذه الروحُ، بعونِ الله وتوفيقه، هي ذات القوة الدافعة لنا في الدور الثاني من هذا الفصل، ولقد رأينا وعشنا مؤشراتِ وشواهدَ كل ذلك في أداءٍ لا ينقطعُ من لجان المجلس، ومن أعضاءِ المجموعات البرلمانية الإقليمية والدولية، ومن الأمانة العامة للمجلس، حتى خلال أشهر العطلةِ البرلمانية.

واختتم كلمته قائلًا “نيابةً عنكم جميعًا أشكرُ كل الشكر مَن شرفونا اليومَ بالحضورِ من الضيوفِ الكرام، ومن الإعلاميين ومؤسساتهم الإعلامية، الذين يشاركون المجلس دومًا في حرصه على تنفيذ المبدأ الدستوري بعلانية الجلسات، ووصول مضمونها كاملًا وأمينًا للرأي العام”.

انتخاب
وجرى انتخاب مراقبين اثنين للمجلس، حيث فاز عبيد خلفان الغول السلامي، وصابرين حسن محمد اليماحي، عضوا المجلس الوطني الاتحادي.ووافق المجلس على موضوعين عامين تبنتهما لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، الأول بعنوان “تنظيم العمل التطوعي”، والثاني بعنوان “سياسة وزارة تنمية المجتمع في شأن تطوير نظام الضمان الاجتماعي”، كما اطلع على سبع رسائل صادرة للحكومة، على ثماني رسائل واردة من معالي عبدالرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع  ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.

وفي بند مشروعات القوانين الواردة من الحكومة اطلع المجلس على مشروع قانون اتحادي في شأن اعتماد الحساب الختامي الموحد للاتحاد والحسابات الختامية للجهات المستقلة عن السنة المالية المنتهية في 31/‏‏‏‏‏‏12/‏‏‏‏‏‏2019م أحيل بقرار من معالي رئيس المجلس إلى لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية، ومشروع قانون اتحادي بإلغاء القانون الاتحادي رقم (17) لسنة 1978 بتنظيم حالات وإجراءات الطعن بالنقض أمام المحكمة الاتحادية العليا، أحيل بقرار من معالي الرئيس إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية والطعون. ووجه السادة أعضاء المجلس “13” سؤالًا إلى ممثلي الحكومة تتعلق بقطاعات الصناعات الغذائية، وتمكين المواطنين الخريجين الجدد، والصحة والإسكان، ووقاية المجتمع، تم الرد عليها كتابيًا، من قبل الوزراء المعنيين.

لجنة
شكل المجلس لجانه ولجنة الرد على خطاب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني، واطلع المجلس على مرسوم بقانون اتحادي رقم (16) لسنة 2020 بشأن تعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم (1) لسنة 1972 في شأن اختصاصات بعض الوزارات وصلاحيات الوزراء، وعلى بيان صادر عن المجلس بشأن معاهدة السلام الإماراتية - الإسرائيلية.