الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان

يرى دبلوماسيون ومحللون سياسيون مصريون، أن المطالبة بعودة سورية  إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، يأتي كأحد وسائل حماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الإيرانية والتركية بشكل خاص في المنطقة.جاء ذلك غداة تأكيد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على ضرورة التعاون الإقليمي لبدء مسار عودة سورية إلى محيطها.وقال الشيخ عبد الله بن زايد، خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إن من الأدوار المهمة لعودة سورية  هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية".وأضاف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة؛ أي مصلحة سورية  ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سورية  إلى محيطها.

في غضون ذلك، يقول وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، إنه "آن الأوان لعودة سورية  للجامعة العربية، وأن يكون للدول العربية موقف واضح في إيجاد حلول سياسية للأوضاع المتأزمة هناك، بدلًا من أن تتولاها دول أخرى مثل إيران وتركيا وروسيا".وأضاف العرابي أن الدول العربية يجب أن يكون لها تدخل واضح في هذا الملف، وأن توفر مظلة عربية جيدة لسورية  بما يمكّنها من تجاوز عثرتها الحالية.

ويعتقد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الملف السوري من الملفات الأكثر تعقيدا بالمنطقة، بالنظر إلى تواجد قوات عسكرية لعدّة دول على أراضيها، ومن ثم يجب التكاتف لمساعدتها.وهذا ما ذهب إليه رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير منير زهران، ، بأن المطالبات بعودة سورية  إلى مقعدها بالجامعة العربية "أمر يثلج صدورنا، لاحتلال مقعدها الطبيعي باعتبارها من الدول المؤسسة للجامعة".

وأشار "زهران" إلى أهمية عودة سورية  للجامعة العربية بأن يتكامل التعاون بين الدول العربية وأن تتضافر جهودنا سوياً لدعم العمل العربي المشترك.وأضاف: "هذا تطور محمود، نحييه ونؤيده، لأن عودة سورية  لممارسة دورها سينعكس بأهمية على العالم العربي كله".وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة أواخر نوفمبر 2011، تعليق عضوية سورية  في الجامعة لحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية.

واعتبر المحلل السياسي طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، أن دعوة الإمارات وما سبقها من دعوة مصرية في هذا الإطار لعودة سورية  إلى الحاضنة العربية، أمر حيوي في هذا التوقيت لمواجهة التدخلات والأطماع الإيرانية والتركية بصفة خاصة في الإقليم.ووصف "فهمي"  دعوة الشيخ عبد الله بن زايد لعودة سورية  للجامعة العربية بأنها "مهمة وتأتي في توقيت مهم للغاية".

وقال: "اللافت أن تلك الدعوة جاءت خلال مؤتمر مع وزير الخارجية الروسي، وهذا له دلالة كبيرة لأن روسيا لها دور كبير في الملف الروسي بأكمله، ويبدو أن الرسالة موجهة في توقيت لافت من قبل دولة الإمارات للتأكيد على المضي قدما في الإجراءات اللازمة لعودة سورية  للجامعة".ويوضح أن أهمية تلك الدعوة تأتي في سياق مواجهة التدخلات الإيرانية والتركية في هذا الملف المهم، وحماية الأمن الإقليمي العربي، ولكي تحتل دمشق موقعها السياسي الطبيعي بما يؤهلها لأن يكون لها دور مباشر في تسوية خلافاتها.واستكمل: "عودة سورية  للجامعة، رسالة من الدول العربية أنها لا تزال تحظى باهتمام عربي كبير، وعودة لملء الفراغ الذي تركته خلال الفترة الماضية، كما أن لها انعكاسات إيجابية بإحياء فكرة النظام الإقليمي العربي في مواجهة النظام شرق الأوسطي التي تدعو إليه بعض الدول الأخرى".

وقـــــــــــــــــد يهمك أيــــــــــضًأ :

الشيخ عبد الله بن زايد يبحث مع نظيره الأميركي قضايا المنطقة

عبدالله بن زايد ووزير الخارجية الأمريكي يبحثان هاتفياً العلاقات الاستراتيجية