قادة روسيا وتركيا وإيران

التقى قادة روسيا وتركيا وإيران في أنقرة لإجراء محادثات الأربعاء، معززين تحالفهم غير المحتمل حول سوريا في تحد للنفوذ الأميركي والغرب في المنطقة، وتعهد الرئيس بوتين والرئيس أردوغان والرئيس روحاني بالعمل سوية لإيجاد "وقف دائم لإطلاق النار" ، وبناء مستشفى للجرحى المدنيين في الغوطة الشرقية، والسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم، ومن الممكن أن تكون العلاقات المتعمقة بين الثلاثي مصدر قلق للولايات المتحدة ، من حيث قدرتها على التأثير على مستقبل البلاد، بيمكا يبحث الرئيس ترامب علانية عن سحب القوات وإسقاط الدعم للأكراد.

فمنذ الحرب الباردة كانت روسيا وإيران حليفتين في معارضتهما للولايات المتحدة وكلاهما من الداعمين العسكريين والسياسيين لسورية، والآن انضمت تركيا إلى جهودهما لحماية الأسد لأنها تريد سحق القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تتجمع على حدودها.

كما تم الجمع بين تركيا وروسيا بعد إعلان الرئيس أردوغان أن بلاده ستشتري الأسلحة الروسية، وجاءت الصفقة التي بلغت 2.5 مليار دولار لصواريخ اس -400 المتطورة المضادة للطائرات التي وقعت في نهاية العام الماضي رغم عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي، وتتعاون الدول الآن في جهود السلام السورية وكذلك فى مشاريع قطاعي الطاقة والصناعة الدفاعية، بما في ذلك صفقة بقيمة 20 مليار دولار لبناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، والتي بدأت أعمال البناء بها أمس.

وتعد روسيا أكبر مورد أسلحة لإيران وقد وقعت ا لدولتان العام الماضي اتفاقا للتعاون في مجال الطاقة بقيمة 30 مليار دولار من خلال هذه الصفقات تجد روسيا نفسها الآن في موقع تأثير على تركيا بالإضافة إلى إيران. بينما تسيطر تركيا على  تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

وفي الوقت نفسه ، يعارض الرئيس دونالد ترامب النظام السوري بشدة  حيث تمنح إدارته  كل الدعمً للمتمردين الذين يحاربونه كما كان ترامب حليفاً قوياً لإسرائيل ، وظهر هذا بوضوع عند نقل سفارت اسرائيل إلى القدس ، ومما يضع اسرائيل في معارضة مباشرة مع إيران ، التي هددت بتدمير إسرائيل.

كما كانت الولايات المتحدة حليفاً وثيقاً للمملكة العربية السعودية ،حيث قال ولي عهدها الأمير سلمان أثناء زيارته لها هذا الأسبوع بأن اسرئيل لها "حق " في أرضها ، ليصبح بذلك  أول زعيم عربي يقوم بهذا الاعتراف. كما قارن أيضا الزعيم الإيراني الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بهتلر، وقالت تركيا وروسيا خلال القمة، الأربعاء، إنهما سيعملان معا لبناء مستشفى لعلاج المدنيين المصابين في القتال في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وقد كانت الحكومة السورية تنفذ حملة قصف وحملة برية ضد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الغوطة الشرقية والتي أسفرت عن مقتل وجرح آلاف المدنيين وإدانة دولية، وقالت روسيا وتركيا أيضا إن 160 ألف لاجئ فروا من الصراع إلى تركيا وتمكنوا من العودة إلى ديارهم.