الدكتور أنور قرقاش

دعا وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، قطر إلى "الإدراك عاجلاً أن أزمتها مع محيطها"، مشيراً إلى أن "الخطاب السياسي القطري حبيس التواصل مع محازبيه". وطالب قرقاش عبر تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالابتعاد عن الأوهام، لافتاً إلى أن "نهجها الإعلامي لا يتماشى مع نظام حكمها القائم على الملكية الوراثية".

وقال قرقاش في تغريدته: إن "إعلام الصمود والتصدي من الدوحة لا يستوي مع ملكية وراثية تشبه محيطها وعليها أن تتعايش معه، فصل مؤسف حين تقود الأوهام الوقائع والحقائق". وفي تغريدة ثانية كتب قرقاش: "الخطاب السياسي القطري حبيس التواصل مع محازبيه ودفاعي في الغرب عبر فرق مستشاريه، أزمة قطر مع جارها ومحيطها، وهو ما على الدوحة أن تدركه عاجلاً".

حملة اعتقالات

وفي تطور لافت اعتقلت السلطات القطرية، أمس الثلاثاء، عقيداً ومقدماً في الجيش القطري، وذلك لرفضهما سياسات الدولة القطرية المناوئة للموقف الخليجي والعربي. وكشفت صفحة "قطر مباشر" المعارضة للنظام القطري على موقع "تويتر"، أنه تم اعتقال مدير مكتب رئيس الأركان القطري العقيد حسن يوسف، كما اعتقلت المقدم في جهاز أمن الدولة سعيد إبراهيم المهندي المعروف بسعيد المطوي، مضيفة أن الاعتقالات مازالت مستمرة بقطر، موضحة أنها ستوافي المتابعين بالأسماء التي تم اعتقالها لاحقاً.

وكانت الصفحة ذاتها أكدت أن الاعتقالات في قطر تأتي ضمن عملية تشكيك بولاءات الشخصيات الاعتبارية واعتقال كل من يتم الشك في ولائه والزج به في المعتقل. وتأتي هذه الاعتقالات بالتزامن مع حالة ارتباك جديدة يشهدها النظام القطري، بعد الضربات المتتالية بسبب دعمه للإرهاب وإيوائه للمتطرفين واستدعائه العسكري للدول الأجنبية. كما ذكرت على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أنه تم اعتقال 62 جندياً بالجيش القطري بعد رفضهم الاستمرار بالعمل تحت مظلة القوة الإيرانية الموجودة بقاعدة الشمال.

وفي الآونة الأخيرة كشفت صفحات قطرية معارضة عن حالة رفض عامة للمواطنين القطريين لما تشهده قطر في الشوارع بسبب الحضور العسكري للقوات التركية في الامارة.

ويأتي ذلك التذمر القطري بعد أيام قليلة من حالات مشابهة لجنود وضباط بالجيش القطري عقب المناورات التي أجريت مع الجيش التركي، وخروج معلومات عن عزم إيران إنشاء قاعدة عسكرية في الدوحة.

وقال الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على حملة الاعتقالات الموسّعة التي شنّتها قوات الأمن في قطر لعدد من القيادات، إن الاعتقالات في قطر ليست الحل لعلاج الأزمة، بل تُزيدها تعقيداً في الداخل. وأضاف في سلسلة من التغريدات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن قطر تخشى تسليم المطلوبين لدول الخليج ولمصر، فقد يعترفون بدور قطر في تمويلهم والتخطيط لهم للإطاحة بالأنظمة الخليجية والعربية، مُتابعاً: ولذلك ستبقيهم عندها إلى أن تنتهي آجالهم ويدفن سرهم أو تتم تصفيتهم والتخلص منهم.

في الأثناء، باتت السيادة القطرية التي طالما تُشدق بها في "مهب الريح"، بينما كشفت تقارير إعلامية عالمية عن أن الاقتصاد القطري يترنح، وأكد تقرير أعدته "رويترز" أن تداعيات الأزمة الاقتصادية في قطر ضربت القطاع الفندقي ومشاريع البناء الضخمة، لاسيما تلك المرتبطة بنهائيات كأس العالم لعام 2022، وذلك بعد أسابيع على قطع دول عربية بارزة علاقاتها مع الدوحة، وأضاف التقرير أن مواعيد تسليم مشروعات بناء ضخمة تتصل بمونديال الدوحة شهدت اضطراباً، بعد زيادة كبيرة في أسعار مواد البناء التي باتت تجلب بالسفن عن طريق دول أخرى.

وزادت أسعار الخضراوات الطازجة التي كانت تنقل براً من قبل بالشاحنات من السعودية، وذلك بعد إغلاق هذا الطريق. ومثّل ذلك عبئاً على بعض العاملين من أماكن مثل الهند ونيبال الذين يحصلون في العادة على 800 ريال (219.78 دولار) شهرياً، ويشكلون نحو 90 في المئة من السكان البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة في قطر. وفي الأسبوع الماضي تم إبلاغ عشرات من العمال الهنود والأفارقة في فنادق بالدوحة بأخذ إجازة طويلة غير مدفوعة الأجر، والعودة إلى بلدانهم بسبب انخفاض معدلات الإشغال بسبب أزمة قطر.