"الجيش الحر" يتَّهم القوات الحكومية والروسية بقصف حلب بقنابل "ارتجاجية" وقتل 15 مدنيًا

أعلن ضابط مسؤول في "الجيش السوري الحر"، أن طائرات القوات الحكومية ومعها الروسية قصفت أحياء مدينة حلب اليوم الجمعة بقنابل "ارتجاجية" شديدة التدمير والاختراق وأحدثت دمارًا واسعًا في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة وتسببت بسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، قدّرتهم مصادر طبية بـ15 قتيلًا مدنيًا وجرح عشرات آخرين .
وأوضح النقيب عبد السلام عبد الرزاق المتحدث باسم "حركة نور الدين زنكي" التابعة لـ"الجيش الحر"، أن القنابل "الارتجاجية" هي قنابل تلقى من الطائرات الحربية وتستخدم بشكل رئيسي لضرب الملاجئ الأرضية والأنفاق والأماكن شديدة التحصين وتتكون حشوتها المتفجرة من خليط لمادة "TNT" ومسحوق الألمنيوم، وتزن الواحدة منها حوالي ألفي كيلو غرام، وتصدر بعد انفجارها صوتًا قويًا وتتسبب بهزات أرضية متقطعة نتيجة لمكوناتها وضخامتها.
وأشار عبد الرزاق الى أن القنابل التي يتحدث عنها لم تستخدم سابقا في المناطق المأهولة وإنما تم استخدامها مثلاً من قبل الطيران الأميركي في قصف مواقع "القاعدة" في جبال أفغانستان ولاحقاً في العراق. ولفت إلى أن استخدام النظام وحليفته روسيا لهذا السلاح، "انتهاك جديد وصارخ لحقوق الإنسان ويعد جريمة حرب تضاف إلى الجرائم الأخرى التي ارتكبوها في استخدام قنابل النابالم الحارقة والقنابل الفسفورية".
وأفاد الناشطون أن القنابل التي وصفوها بـ"الارتجاجية" كونها تسببت بعد انفجارها باهتزاز الأرض في مساحات واسعة من المدينة ودمار كبير في المناطق المستهدفة، أسفرت عن مقتل 15 مدنياً وجرح عشرات آخرين. وأشار الناشطون الى أن القصف أسفر كذلك عن خروج ثلاثة مراكز تابعة لمؤسسة الدفاع المدني عن العمل في أحياء الحيدرية وهنانو والأنصاري في مدينة حلب وتعطّل آلياتها.
وكشفت مصادر ميدانية سورية، أن طائرات القوات الحكومية القت مناشير على أحياء حلب الشرقية حثت  فيها المسلحين على تسليم انفسهم وتسوية اوضاعهم. وحذرتهم من ان الجيش السوري سيستخدم اقوى أنواع الذخائر القادرة على تدمير كافة أنواع التحصينات والأنفاق .
وكانت القوات الحكومية قد اعلنت مساء الخميس عن بدء عملية عسكرية كبرى هدفها تحرير أحياء حلب الشرقية. ودعت المدنيين للجوء الى حواجز الجيش السوري والإبتعاد عن مقرات الفصائل المسلحة .
وشهدت مدينة حلب ليل أمس و صباح اليوم الجمعة حملة قصف جوي عنيف شنته الطائرات الروسية و السورية استهدفت مواقع و مقرات المجموعات المسلحة في المدينة. وحذرت "جبهة النصرة" من سقوط كامل مدينة حلب بيد القوات الحكومية في حال بقيت الفصائل المسلحة مشغولة بمساعدة الجيش التركي في مقاتلة الأكراد و تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي .
وأعلنت "جبهة فتح الشام" "النصرة سابق" في بيان لها اليوم الجمعة ، أنها تحرم على المنضوين تحت رايتها القتال في الريف الشمالي لمدينة حلب أو حتى التنسيق مع أي طرف. وأشار البيان إلى أن التدخل الأميركي في الريف الشمالي لمدينة حلب سيزيد الوضع تأزما. كما اعتبر "جيش الفتح" التدخل الأميركي "احتلالا سافرا" يدعم وحدات "حماية الشعب الكردي"، مشيرًا الى أن "الأولوية الآن تتمثل في فك الحصار عن حلب أو التوجه إلى ريف حماة وفتح طريق دمشق بدلا من نقل المعارك إلى الريف الشمالي".
وفي دير الزور، نفذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق في محيط المطار العسكري وقريتي الجفرة والمريعية المحاذيتين من المطار ومناطق أخرى في بلدة حطلة الريف الشرقي ومنطقة المعامل عند مداخل دير الزور الشمالية، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، كما تعرضت مناطق في بلدتي الموحسن والبوعمر في ريف دير الزور الشرقي لقصف من قبل طائرات حربية، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى على الأقل بينهم مواطنة بالإضافة لسقوط جرحى في الموحسن، في حين سقطت قذائف صاروخية أطلقها تنظيم "داعش" على مناطق في حيي الجورة والقصور بمدينة دير الزور، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وتدور اشتباكات عنيفة في محيط صوامع الحبوب في ريف حمص الشرقي، بين تنظيم "داعش" من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين، ولا معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة، ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، ما أدى لمقتل 11 شخصاً على الأقل وإصابة 25 آخرين بجراح، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة، كما قصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي كفر حمرة وخان العسل في ريف حلب الشمالي الغربي، فيما تواصل القوات الحكومية قصفها المكثف على مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل داخل مدينة حلب، في حين قتل 4 مواطنين بينهم 3 أطفال من عائلة واحدة بينهم طفل وطفلة شقيقان، جراء قصف جوي على مناطق في قرية بشقاتين في ريف حلب الغربي.
وقضى 4 مقاتلين ينحدرون من الريف الغربي لمدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، جراء إصابتهم في قصف واشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في ريف حماة الشمالي.
ووردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور تظهر فتى معصوب العينين وهو يتعرض للضرب داخل غرفة من قبل مقاتلين قالت مصادر أنهم من الفصائل المشاركة في العمليات العسكرية بين جرابلس والراعي قرب شريط الحدود السورية - التركية، حيث عمد أحد العناصر على ضرب الفتى قبل إطلاق طلقة من بندقيته داخل الغرفة، في حين حاول أحد العناصر تهدئته، وسط صراخ الفتى، وأنه لا علاقة له بأي أمر، فيما أظهر الشريط رجلاً متقدماً في السن معصوب العينين جالساً قرب الفتى أثناء تعرضه للضرب، وأبلغت مصادر مطّلعة أنه جرى فصل هذه المجموعة من فصيلها، كعقوبة لهم على قيامهم بتعذيب الفتى.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة الديرخبية بالغوطة الغربية ومناطق أخرى في الطريق الواصلة بين زاكية وخان الشيح في غوطة دمشق الغربية، دون أنباء عن إصابات، ونفذت طائرات حربية المزيد من الضربات الجوية على مناطق في محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وسط استمرار الاشتباكات في المنطقة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما.