الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

شهدت مصر حالة احتفاء نيابي وسياسي لزيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور ولقاءه نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة، حيث سادت نغمة متفاءله بشأن مستقبل الملف اليمني وطبيعة الأحوال على الأرض واستعادة السلام والاستقرار في صنعاء بأفرب وقت.

وأعرب السيسي للرئيس اليمني في البداية عن ثبات وقوة الموقف المصري الداعم لحكومة اليمن الشرعية الحالية، وحرص القاهرة على وحدة الدولة، وأن أمنها واستقرارها، ينعكس مباشرة على هدوء الأوضاع بالمنطقة العربية ككل، وبمنطقة البحر الأحمر بصفة خاصة، وبالتالي صون الأمن القومي المصري.

تخفيف الآثار الكارثية على الشعب اليمني
وأبدى رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري اللواء سعد الجمال ترحيب شديد بزيارة منصور، وقال في تصريحات خاصة إلى موقع "صوت الإمارات"، أن تكثيف التعاون بين البلدين حاليا مطلوب أكثر من أي وقت مضى، وأن اليمن في حاجة إلى دعم ومساندة القوى العربية كافة، لافتا إلى أن الدور المصري لايزال حاضرًا وبقوة على الساحة العربية، لتهدئة أية أوضاع مشتعلة في دول الجوار، لا سيما اليمن.

الجمال، أن مصر تتابع عن كثب التطورات الجارية على أرض اليمن كافة، وأنها تسعى دوما لضمان استقرار وأمن الشعب اليمني الشقيق، من دون التدخل في الشأن الداخلي بطبيعة الحال، ليشدد على أن الشغل الشاغل للدبلوماسية المصرية والخارجية ولجان البرلمان عند النظر إلى المسألة اليمنية، هو تحفيف الآثار الكارثية الواقعة على الشعب اليمني، بسبب ممارسات فصائل يمنية ضالة، مع إنجاح كافة المقررات الشعرية والمبادرات الخليجية لاستعادة الهدوء في صنعاء.
مفاتيح مصرية

وذكر محمود طاهر خبير الشؤون العربية والباحث بالشأن اليمني أن زيارة الرئيس اليمني هي الثالثة من نوعها للقاهرة، وسبقها حضوره حفل افتتاح قناة السويس، والثانية كانت لحضور القمة العربية رقم، وأنه في كل المرات استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي بحفاوة شديدة.

وأضاف الطاهر إلى "صوت الإمارات" أن الأوضاع المضطربة في اليمن هي سبب الزيارة الحالية الثالثة، وأن مصر لديها العديد من المفاتيح والحلول في التعامل مع الشأن اليمني.

وأضاف طاهر أن القاهرة قد تتدخل لدى الأمم المتحدة لدعم مجهودات تحرير اليمن من الحوثيين، كما أن منصاتها الإعلامية قد تشكل فارق أمام نظرائها في قطر وإيران، كما أن التنسيق المحكم والقوي حول الملاحة في البحر الأحمر، مسألة ستعود بالنفع على الطرفين.

حلول سياسية واقعية
وأكد وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، اللواء يحي كدواني، أكد حتمية مواصلة المجهودات الرامية إلى التوصل لحلول سياسية واقعية في اليمن، مشيرا إلى أن مصر من أجل ذلك تحرك مؤسساتها الرئاسية والحكومية والبرلمانية، لتعزيز أسس وقيم الحوار الوطني وخروجه بنتائج، تمهد لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي.

وتابع كدواني أن القاهرة تثمن مجهودات الأشقاء في الخليج ومحاولاتهم المتواصلة لإجهاض أدوار الشر التي تمارسها إحدي الدول التي تتبنى أجندة عدائية ضد أشقاءها، مشددا على أن لقاء السيسي ومنصور، سيخرج لا محالة بنتائج إيجابية، يترقبها نواب البرلمان، وعلى استعداد لاستكمالها بأية توصيات أو تحركات ولقاءات تنهي معاناة الشعب اليمني الشقيق.

وكان الرئيس السيسي أشار خلال اللقاء، إلى أن مصر تدعم أمن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه وترفض أن يتحول إلى "موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية" وتهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر.

قوة العلاقة بين مصر واليمن
وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس ورئيس اليمن عقدا لقاءًا ثنائيًا أعقبته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بضيف مصر، مؤكدًا قوة العلاقات الخاصة التي تربط بين مصر واليمن، والتي تتسم بطابع تاريخي ومشاعر مودة وأخوة صادقة.

وأعرب الرئيس اليمنى عن سعادته واعتزازه بزيارة مصر، موضحًا تقدير بلاده لمواقف مصر الداعمة لليمن، ومشيراً إلى أهمية الدور المصري في دعم أمن واستقرار المنطقة، وتطلع بلاده إلى تكثيف التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال الفترات المقبلة.

وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس عبد ربه منصور هادى استعرض خلال اللقاء تطورات الأوضاع في اليمن، وجهود حكومته لاستعادة السلام والاستقرار، وكذلك التحديات التي تواجه اليمن نتيجة للحرب الدائرة هناك منذ سنوات وآثارها الكارثية على الشعب اليمنى.

وأكد الرئيس دعم مصر الكامل لجهود الحكومة الشرعية لاستعادة أركان الدولة ووحدتها وإنهاء الوضع الإنساني المأسوي في اليمن، مشيراً إلى حتمية مواصلة المساعي التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، والمبادرة الخليجية، وما توصل إليه الحوار الوطني من نتائج، بما يمهد الطريق لبدء عملية إعادة الأعمار في أقرب فرصة وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق.

حماية الملاحة البحرية
وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء شهد مناقشة التعاون المشترك بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لتفادي تأثرها سلبًا بالأوضاع الجارية في اليمن، كما تناول اللقاء أيضًا عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تقديم الدعم للجانب اليمنى بما يمكنه من تجاوز الأزمة التي يمر بها هذا البلد العربي الشقيق.

وأكد الرئيس استعداد مصر لزيادة حجم التدريب والدعم المقدم لبناء قدرات الكوادر اليمنية في مختلف المجالات مع زيادة عدد المنح الدراسية والبرامج التدريبية لهم، فضلاً عن المنح العلاجية لاستقبال وعلاج الجرحى اليمنيين.