قصف مناطق سيطرة “داعش” في ريف حمص

قصف الطيران الحربي، مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في ريف حمص الشرقي، استهدف خلالها أماكن تواجدهم في قرى الهبرة الغربية والهبرة الشرقية، ورسم السبعة في محيط ناحية جب الجراح ما أسفر عن تدمير معاقل التنظيم وآلياته المزوّدة بالرشاشات وإيقاع أعداد كبيرة من عناصره بين قتيل و جريح .

وتجدّدت المعارك، بين وحدات مشتركة من القوات الحكومية والقوى الرديفة مع تنظيم “داعش” على اتجاه صوامع حبوب مدينة تدمر ومحمية تليلة في أقصى الريف الشرقي للمحافظة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من مقاتلي التنظيم بعضهم من جنسيات غير سورية، وعثرت الجهات المختصة خلال عمليات التمشيط في حي الوعر، الجمعة، على مقر جديد للتنظيمات المتطرّفة المسلحة، وبداخله العديد من القطع الأثرية المسروقة من متحف تدمر، وأسلحة ثقيلة بينها سلاح رشاش آلي موصول بكاميرا مراقبة وأداة تحكم للإطلاق عن بعد وقاعدة إطلاق قنابل يدوية الصنع، كما تم العثور على محرقة لتصنيع المحروقات من مادة البلاستيك ومقر لتصنيع العبوات الناسفة والقذائف عبر تذويب وصهر مواد الرصاص والألمنيوم والحديد.

وكشفت مصادر أهلية موثوقة في ريف حمص، أن تنظيم “داعش” استهدف قرية ابو العلايا في ريف حمص الشرقي بعدد من القذائف الصاروخية سقطت في ضواحي القرية ومحيطها ما تسبب عن وقوع إصابات بين المدنيين و إلحاق أضرار مادية بممتلكات المواطنين الخاصة، واقتحمت "قوات سورية الديموقراطية"، الجمعة، بلدتين مهمتين قرب مدينة الرقة، معقل "داعش" في سورية، وسط معلومات عن اتفاق يسمح بانسحاب عناصر التنظيم منهما، من دون أن يتضح إن كانت وجهتهم الرقة نفسها أم البادية السورية، وهو أمر كانت روسيا حذّرت منه أول من أمس، مهددة بقصف أي أرتال للتنظيم تنسحب نحو المناطق الصحراوية. 

وأكّد الرئيس فلاديمير بوتين، أنّ الرئيس بشار الأسد ارتكب أخطاء كثيرة، وأنّ تدخل روسيا في سورية ليس للدفاع عن شخصه، بل للحفاظ على مؤسسات الدولة خشية انهيارها، معتبراً أن "معارضي الأسد ليسوا ملائكة"، موضحًا خلال مشاركته في منتدى سان بطرسبرغ أنّه "ندافع بالدرجة الأولى عن مؤسسات الدولة السورية وليس عن الرئيس الأسد، ولا نريد أن يتشكل في سورية وضع مشابه لما تمر به ليبيا أو الصومال أو أفغانستان"، داعيًا إلى عدم توجيه أصابع الاتهام إلى الأسد وحده، لنتحدث في شكل دقيق، هل ارتكب الأسد أخطاء؟، ليس قليلاً، على ما يبدو، وهؤلاء الذين يواجهونه؟ هل هم ملائكة؟ مَن يقتل الناس هناك ويعدم الأطفال؟ مَن يقطع الرؤوس؟ هل هؤلاء الأشخاص مَن يجب أن ندعمهم؟، التهديد الإرهابي في سورية ليس مشكلة مفتعلة، وهناك، وفق تقديراتنا الأولية، 4 آلاف شخص من روسيا وحدها موجودون حالياً في سورية، وذلك إضافة إلى 4.5 – 5 آلاف آخرين من بلدان رابطة الدول المستقلة،

غالبيتهم من آسيا الوسطى، إنهم يحاولون العودة، لن ننتظر وصولهم إلينا أو إليكم"، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله أمس إن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا سيزور موسكو الأسبوع المقبل لإجراء محادثات في الملف السوري، في خطوة تستبق الدعوة إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف.

واقتحمت "قوات سورية الديموقراطية"، بلدتي هنيدة والمنصورة غرب مدينة الرقة، بعد انسحاب تنظيم "داعش" في إطار اتفاق بين الطرفين، ودارت اشتباكات عنيفة في هاتين المنطقتين منذ مساء الخميس، قبل أن تقتحم "سورية الديموقراطية" فجر أمس المنصورة من جهتها الجنوبية الغربية، وكانت الاشتباكات في محيط المنصورة وهنيدة بسبب تعثر المفاوضات بين تنظيم "داعش" وميليشيات سورية الديموقراطية بشأن عملية الانسحاب، بعد أن تم الاتفاق على انسحاب التنظيم بعتاده الكامل إلى البادية السورية، وذلك خلال 72 ساعة، ونادى "داعش" عبر مكبرات الصوت في المساجد مطالباً الذين يريدون الخروج مع عناصره من الأهالي بتحضير أنفسهم للانسحاب من المنصورة وهنيدة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه من غير المرجح أن تشهد سورية "مشروع مارشال" لإعادة إعمارها مع احتمال عودة مئات الآلاف من المدنيين إلى منازلهم قريباً على رغم أن تحقيق السلام ما زال أمراً بعيد المنال، وكشف رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر في كلمة بعد زيارته الخامسة لسورية، أنّ اللجنة تكثف عملها لإعادة البنية التحتية في الماء والصحة والكهرباء إلى المناطق التي استعادتها الحكومة والتي يعود إليها المدنيون، وبيّن ماورر إلى مجموعة من الصحافيين في جنيف أنّه "يتحدث البعض الآن عن مشروع مارشال كبير لسورية لكننا نعرف أيضاً أن هذا لن يحدث إذا لم يكن هناك توافق سياسي ويتحقق الحد الأدنى من الاستقرار".