واشنطن - صوت الإمارات
في "جولتنا بين الصحف العالمية" لهذا اليوم، نستعرض ثلاث قراءات لخطة روبوتات الابتكار في غزة، والتي أعلنت عنها الرئيس الأمريكي الأمريكي أمس الاثنين، في محاولة للوقوف على ما يشاء اختيار طريقة البناء من عقبات، ولماذا لا يوجد رغم ما تبدو عليه من استحالة التنفيذ؟ نستهل جولتنا من الخبير الاقتصادي البريطاني ومقال بعنوان " دونالد ترامب يصل إلى 'سلام آبي' في غزة".
تم رصد المجلة المصورة ووصيف ليلة الـ 29 من سبتمبر/أيلول بأنها "أحد أعظم الأيام على الإطلاق في تاريخ الحضارة"؛ كونه قد يؤدي إلى "سلام آبي". وقال الإيكونوميست إنه "الكراهية النظر عن المبالغة، ولهذا السبب خطوة فارقة ونقطة تتحكم في الجانب الأيمن من الحرب في غزة بعد عامين من اشتعالها".
ورأت المجلة أن خطة واضحة وضوح الشمس على رؤية "متوازنة وثاقبة متكاملة"، لكن السؤال الآن هو عن موقف حركة حماسي من جهة، وأتمنى الليبرالي الجديد وحلفائه في الحكومة من جهة أخرى، ولهذا البناء.
هذا فضلا عن سؤال يتعلق بالرئيس ترامب، الذي سيرأس مجلس إعادة إعمار غزة، وإذا كان مستعدا بالفعل بالفعل للالتزام بعد ما اصعب خطوة فارقة في العالم؟
ونوّهت الإيكونوميست إلى أن خطة ترامب، التي تتألف من 20 نقطة، لا تزال تعوِزها التفاصيل والخرائط والجداول الزمنية، وهو ما سيجري العمل عليه من قبل الأطراف المعنية.
ورغم ذلك، فإن النقاط الأساسية للخطة تبدو واضحة المعالم بما يكفي، وفقاً للمجلة البريطانية: ففي المرحلة الأولى يجري إطلاق سراح كل الرهائن المتبقّين في غزة في غضون 72 ساعة من سريان وقفٍ لإطلاق النار، على أنْ تطلق إسرائيل في المقابل سراح 1950 سجيناً فلسطينياً.
وفي مرحلة لاحقة، تبدأ عملية نزع سلاح حركة حماس، وفي المقابل تبدأ إسرائيل في انسحاب تدريجي.
على أن تتولى مهمة حفظ الأمن في غزة "قوة تحقيق استقرار دولية"، فيما تضطلع "لجنة تكنوقراط فلسطينية غير مُسيّسة" بإدارة الحكومة المدنية في القطاع.
وفي غضون ذلك، ستدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ونبّهت الإيكونوميست إلى تخلّي الرئيس ترامب عن تصوّراته الخاصة بتهجير الغزيين وبناء ريفييرا مكان القطاع.
ورأت المجلة البريطانية أن ثمة عقبات تعترض طريق خطة ترامب الجديدة: أوّل هذه العقبات، هو موقف حماس من هذه الخطة سواء فيما يتعلق بتسليم الرهائن الذين تعتبرهم ورقتها الأساسية في التفاوض؛ هذا فضلاً عما تقوله الحركة من أنها لا تستطيع تحديد أماكن جميع هؤلاء الرهائن.
أيضاً فيما يتعلق بمرحلة تسليم السلاح؛ حيث ترى حماس أن السلاح جزءٌ لا يتجزأ من هويّتها كحركة "مقاومة"، خصوصاً في ظل وجود إسرائيل في غزة.
العقبة الكبيرة الأخرى على طريق خطة ترامب، بحسب الإيكونوميست، تتمثل في إسرائيل.
وترى المجلة البريطانية أن خطة ترامب، على الورق، تحقق أهداف إسرائيل المعلنة من الحرب – بنزع سلاح حماس وتقويض هيكلها الإداري الحاكم في غزة، واستعادة الرهائن.
لكن نتنياهو، حتى وهو لا يزال في البيت الأبيض، رفض عودة السلطة الفلسطينية - التي تتخذ من رام الله مقراً لها - إلى غزة، متهماً إياها بدعم الإرهاب.
وتتضمن خطة ترامب الجديدة، نزولاً على مطلب دول عربية، عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع – تمهيداً لعملية سلام مستقبلية تؤدي في النهاية إلى قيام دولة فلسطينية، وهو ما يصرّ نتنياهو على رفضه، وفقاً للإيكونوميست - إلا أن هذا الأمر يشكل عقبة في المستقبل البعيد، بحسب المجلة البريطانية.
أما العقبة الآنية أمام خطة ترامب في إسرائيل فتتمثل في المتطرفين القوميين داخل الائتلاف الحاكم، ممّن يجاهرون بخُططهم الرامية إلى احتلال غزة بشكل أبديّ وتشريد أهلها وبناء مستوطنات إسرائيلية في القطاع، وفقاً للإيكونوميست.
ما سيحدث بعد ذلك، يتوقف بحسب المجلة البريطانية على حجم الضغوط التي يمكن أن تمارَس على كلا الجانبين – حماس وإسرائيل.
ولكي يُحرَز أي إنجاز في هذه الصفقة، سيتعين على ترامب مواصلة ممارسة الضغوط على نتنياهو، الذي رفض على مدى أكثر من عام الانصياع لصفقات مشابهة، بحسب الإيكونوميست، التي رصدتْ مؤشرات على استعداد الرئيس الأمريكي لإنجاح هذه الصفقة – ومن ذلك دفْعه نتنياهو إلى الاعتذار عن ضرب الدوحة في استهداف لقيادات من حماس في وقت سابق.
ولفتت المجلة البريطانية إلى نجاح ترامب كذلك في دفع نتنياهو إلى القبول بالخطة الجديدة من حيث المبدأ وفي العلن؛ والأهم من ذلك، دفْعه إلى القبول بأنه لن يكون هناك ضمّ إسرائيلي لغزّة".
وننتقل إلى صحيفة "واشنطن بوست"، حيث نطالع مقالاً بعنوان "ترامب يدفع بقوة صوب صفقة القرن"، للكاتب ديفيد إغناطيوس.
ورأى إغناطيوس أن صفقة القرن التي تحدّث عنها ترامب لأوّل مرة في 2016، والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين "لا يزال الطريق إليها طويلاً"، لكنّ الرئيس الأمريكي وضع قواعد قوية لهذه الصفقة يوم الاثنين بإعلان خطته التي تضع نهاية لكابوس الحرب في غزة وبداية للانتقال لما بعد هذه الحرب.
ورجّح الكاتب أن تُثمر خطة ترامب الجديدة عن تخفيف معاناة الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء.
وأشار إغناطيوس إلى أن ترامب دأب على المبالغة في تصوير أهمية أفعاله، لكنْ ليس هنا؛ فالخطة الجديدة هي نقطة تحوّل كفيلة بتغيير قواعد اللعبة في غزة.
وإذا ما نجحت خطته، فسيكون ترامب قد أمّن لنفسه مستوىً لا بأس به من استحقاق الجدارة، وفقاً للكاتب.
وتحتاج الخطة إلى موافقة حركة حماس، على ما يُعدّ استسلاماً غير مشروط، وتسليماً نهائياً لسلاحها ولنفوذها في غزة؛ فالخطة، في واقع الأمر، هي بمثابة تصديق على "الانتصار الشامل" الذي طالما ظل ينشده نتنياهو على مدار العامين الماضيين، وفقاً للكاتب.
ورغم ما عُهد عن ترامب من المبالغة في حديثه عن صفقاته على حساب تفاصيل تلك الصفقات، بحسب الكاتب، إلا أن خطته الجديدة تضمّنتْ خطوطاً عريضة واضحة عكف على إعدادها على مدى أسابيع فريق ترامب رفقة حلفاء عرب.
ونوّه إغناطيوس إلى نقص الخبرات الفنية في إدارة ترامب، بعد تخلّصه من العديد من الخبراء في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأمريكية؛ لكنها لقيتْ دعماً من جانب شخصيتين طموحتين تتمتعان بخبرات واسعة على صعيد الشؤون الفلسطينية والعربية – هما جاريد كوشنر، صِهر ترامب؛ وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق.
ورأى الكاتب أن الإعلان عن هذه الخطة ربما فتح الباب على شيء مختلف، يستحق عليه ترامب ما يسعى إليه من اعتراف بالاستحقاق، ولا يسعنا سوى أن نؤمّل ونصلّي من أجل أن ينجح ترامب وائتلافه الجديد من الحفاء العرب والإسرائيليين في مواصلة الدفع للأمام.
ونختتم جولتنا من صحيفة "نيويورك تايمز"، ومقال بعنوان "هل في وسع خطة ترامب للسلام أن تمحو وحشية غير مسبوقة؟"، للكاتب توماس فريدمان.
ورأى فريدمان في خطة ترامب للسلام في غزة، محاولة ذكية لتحويل "حُفرة تسببتْ بها قنبلة" إلى "منصّة لإطلاق" السلام؛ ولتحويل حرب مريعة في غزة ليس فقط إلى أساس جديد لحلّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وإنما أيضاً للتطبيع بين إسرائيل من جهة والسعودية ولبنان وسوريا وربما حتى مع العراق من جهة أخرى.
وذهب فريدمان إلى أنّ خطة ترامب الجديدة إذا نجحت فإنها كفيلة بعمل تحوّل في إيران ثمة حاجة ماسّة إليه.
وأشاد الكاتب بجهود مهندسي الخطة الرئيسيين: جاريد كوشنر، وستيف ويتكوف (مبعوث ترامب للشرق الأوسط)، وتوني بلير، قائلاً إنه لولا جهودهم لما خرجت هذه الخطة إلى النور.
ورأى فريدمان أن الخطة الجديدة ربما تكون غير مسبوقة في مستوى جودة محتواها، لكنها تُولَد في ظروف شديدة القسوة على نحو غير مسبوق، مما يجعل نجاحها محفوفاً بالمصاعب.
وقال فريدمان: "لو كانت هذه الخطة ترمي إلى حلّ نزاع حدودي بين السويد والنرويج، لكان الأمر هيناً، ولكنها تستهدف كسْر حلقة مفرغة من الصراع المميت بين اليهود والفلسطينيين، ووضْع نهاية لمعركة استمرّت زهاء عامين في تاريخ الحرب بين الطرفين".
ولفت الكاتب إلى أنه على طول عهده بتغطية شؤون هذا الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيلين، إلا أنه لم يشهدْهُ أبداً على هذا النحو من التفتّتْ إلى "شظايا صغيرة، كلّ شظية غارقة على نحو غير مسبوق في بحر من عدم الثقة والكراهية".
ورأى فريدمان أن "تجميع هذه الشظايا الرطبة بهذه التعقيد الشديد للنور، يعد إنجازاً خارقاً".
وعمّا إذا كان مستعدًا سيوافق على خطة العمل الجديدة، قال فريدمان إنه لن يصدّق ذلك إلا عندما يريد يريد بلاسانه العِبري أمام شعبه وحكومته.
ورأى صاحب المقال أن العمل لم يكن ليضع هذه البناء في الجدول الآن إلا لأنه يعلم أنه لن يكون من السهل على أي من جاهز أو متحمسْ رفوها، مما يعني أن هذه "الصفقة ضرورية حتى لو بدت متكاملة التنفيذ".
وأعلن الكاتب أنه ظل في ثورة وسائل التواصل الاجتماعي وتداوُل مقاطع الفيديو حول العالم لكل صغير وكل بَتْر لأعضاء المجتمعات، باتت إسرائيل تعلم جيداً أن الطريق الوحيد لإنزال الهزيمة بخَصم مثل حماس - يعيش بين اليهود - ثمنه أنْ تصبح (إسرائيل) أُمّة مارقة بين الأمم تعاني النبذ على مختلف الأصعدة: الرياضية والأكاديمية الأخرى.
ورأى فريدمان أن خطة العمل الجديدة تبدو ضرورية كذلك من أجل حل الدولتين الذي لا يزال يمثل المخرج البسيط والمعقول من هذا الصراع؛ لكنْ علينا أن نعترف أنه ليس في الجميع نقفز إلى هذه النتيجة في الوقت الحالي، وأننا بالكامل بحاجة إلى بناء الثقة التي نسفتْ إلى شظايا، على حد تعبير الكاتب.
وقال فريدمان إن خطة ناجحة في تادشين مثل هذا الجسر للوصول إلى حل الدولتين المنشود، كفيلٌ أنه يفتح الباب لانضمام كل من السعودية ولبنان وكذلك بل وحتى العراق إلى توافقيات الإبراهيمية وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
"بعبارة أخرى، ستتولى السيطرة على هزيمة التكتيكات العسكرية التي تلتزم بها إسرائيل وتطبق إجراءات الحظر، في حرب اثني عشر يوما، لإنجاز التعيين"، وفقا للكاتب.
قد يهمك أيضاــــــــــــــا