مليشيات الحوثي

تتواصل المعارك بين قبائل عتمة، غربي ذمار، والحوثيين، إذ حققت مليشيات الحوثي تقدمًا في سوق الثلوث عتمة، في حين تدور مواجهات في محيطة، كما فجرت منزلين في المنطقة أحدهم للشيخ عبدالحميد معوضة في سوق الثلوث، والآخر للشيخ عبدالرحمن معوضة، في المنطقة ذاتها، إذ تقوم مليشيا الحوثي بتفجير منازل خصومها السياسيين والعسكريين في عدد من المحافظات اليمنية.

وتشهد مديرية عتمة، مواجهات عنيفة بين القبائل ومليشيات "الحوثي"، منذ الأسبوع الماضي، وذلك بعد قيام "الحوثي" باستحداث نقاط أمنية، واختطاف المدنيين من أبناء عتمة، بعد رفض البرلماني والشيخ البارز، عبدالوهاب معوضة، اختطاف المليشيات الحوثية للمواطنين والناشطين، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ما دفعهم إلى اعتقال ابن البرلماني، معوضة، وبعض أقاربة في صنعاء، وتسبب هذا العمل في اندلاع مواجهات متواصلة بين "الحوثيين" وقبائل عتمة منذ الأسبوع الماضي.

وكانت قبائل عتمة، قد اشتبكت مع الحوثيين قبل نحو عام، حين حاولت مليشيات الحوثيين فرض سلطة الأمر الواقع في المديرية، ما قوبل برفض أبناء المديرية التي اختارت رفع السلاح، وصمدت في وجه الآلة العسكرية للحوثيين، لتفرض فيما بعد اتفاق يقضي بإخراج جميع المليشيات منها، مع بقاء أبنائها ممن اختاروا موالاة "الحوثيين" آمنًا على نفسه وماله.

بينما فرضت مليشيات الحوثي، حصارًا على قرى عتمة، ودفعت بتعزيرات عسكرية إلى أطراف المديرية بهدف اقتحامها، وتفادي اتساع رقعة المقاومة التي تعارض الحوثيين عسكريًا، حيث تعد ريمة المحاذية لعتمة من المناطق المؤهله للمواجهة، لرفض عدد كبير من سكانها للحوثيين، إضافة إلى ممارستهم للاعتقالات والانتهاكات في ريمة.

فيما تقع عتمة، على بعد مركز محافظة ذمار بنحو 55 كم غربًا، وتبلغ مساحتها 441 كم²،ويصل عدد سكانها إلى نحو 195249 نسمة، وتمتلك سلسة جبلية واسعة، ويعتمد سكانها في العيش عادةً على الزراعة الموسمية، إذ تزرع فيها الحبوب وكذلك الخضروات.
ومن جانبه، أوضح العقيد اليمني، أحمد الوصابي، أن أبناء عتمة لا يستطيعون الصمود طويلًا في المعارك مع الحوثيين، نتيجة حصارهم لها من جميع الاتجاهات، ومنعهم لوصول الغذء وإسعاف الجرحى، ما له أثر بالغ وكبير، مشيرًا إلى أن الحوثيين يمتلكون أسلحة ثقيلة وقوات بشرية كبيرة، على خلاف القبائل التي تمتلك أسلحة متوسطة وخفيفة، ولا أحد يدري متى تنفذ ذخائر القبائل. 

وأكد الوصابي، أن اقتحام الحوثيين لعتمة مستبعد، كون أبناء القبائل يتفوقون بأرضهم الجبلية واقتحامها سيشكل خسائر عسكرية بالغة لهم، ولكن إستراتيجية الحصار تخنق القبائل وستضعهم في موقف حرج بعد أيام، نظرًا لعدم وجود علاج ومنع وصول الغذاء، مشيرًا إلى أنه رغم قلة احتمالات انتصار المقاومة في هذه المعركة، بسبب للظروف المحيطة، فإن تلك الاحتمالات ستزداد بشكل كبير إن تدخل طيران التحالف العربي في المعركة، سواءً بضرب إمدادات "الحوثيين" العسكرية، أو بتزويد المقاومة بأسلحة نوعية ومواد غذائية، عن طريق إسقاطها في عتمة باستخدام المروحيات، مبينًا أن ذلك سيقلب الموازين بشكل كلي، وسيشجع على قيام جبهات أخرى، سواءً في ريمة أو غيرها، ما سيؤدي إلى كسر الحصار القائم عليها.

ولفت الناشط في محافظة ذمار، حافظ مطير، إلى تحول سوق الثلوث ومحيطة في عتمة لساحة قتال بين الحوثيين والقبائل، في حين شن التحالف غارة على سوق الثلوث، كما تُحكم القبائل السيطرة على جبال وقرى عتمة، وسط حصار خانق تفرضه مليشيات الحوثيين على قرى عتمة، مؤكدًا أن القصف العشوائي الذي تشنه المليشيات على القرى تسبب في حركة نزوح الأهالي إلى المناطق المجاورة ومديرية السلفية التابعة لمحافظة ريمة، والواقعة شمال غربي عتمة

ودعا مطير، المنظمات المحلية والدولية لضخ مساعدات للنازحين من أبناء عتمة، كونهم يعيشون وضعًا إنسانيًا صعبًا، وحياتهم تعتمد على الزراعة والمواشي وانتقال إقامتهم إلى أماكن أخرى يضعهم في موقف صعب، كما طالب المنظمات بإرسال مساعدات لقرى عتمة، والضغط على الحوثيين للسماح بوصولها.