الجيش السوري

 اتفق ممثلون عن السلطات الحكومية السورية والفصائل الكردية في مدينة "القامشلي" على تبادل المعتقلين وإزالة المظاهر المسلحة، في ظل استمرار حالة الذعر والترقب التي تسود المدينة منذ 19 الشهر الجاري، في وقت سقط فيه أكثر من  136 قتيلا على الأراضي السورية خلال الساعات الماضية مع استمرار القصف الجوي والمدفعي على عدد من مواقع المعارضة المسلحة وتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" اللذين تواصلت الاشتباكات بينهما في مواقع متفرقة من درعا.

 

ففي القامشلي قال مصدر أمني سوري رفيع المستوى لموقع "صوت الامارات" أنه عقد في مطار القامشلي الليلة الماضية، اجتماعا حضره محافظ الحسكة محمد زعال العلي وعدد من الضباط السوريين والمنسق بين الاكراد ودمشق، وريدور خليل الناطق الرسمي والعسكري لوحدات الحماية الكردية، والمنسق بين القيادات المحلية والاكراد الدكتور صلاح جميل،  والكادو حسن ممثل الوحدات الكردية في مدينة القامشلي.

 

واضاف المصدر أن الاجتماع كان "عاصفا ومتوترا، وانتهى بالاتفاق على ازالة المظاهر المسلحة من مدينة القامشلي بشكل كامل وازالة الحواجز التي تم وضعها خلال فترة الاشتباكات، واعادة الامور الى ما كانت عليها قبل  19 من الشهر الجاري، مؤكدا أنه "من المقرر بدء تبادل المعتقلين من الطرفين بعد ظهر اليوم".

وابدى المصدر السوري قلقه من التحشدات الكردية في مدينة القامشلي التي جاءت متزامنة مع رفع سقف مطالبهم في الاجتماع والتي تركزت حول الاحتفاظ بسجن علايا  واخلاء المربع الامني ووقف مشروع الحماية الذاتية وعدم سوق الشباب الى الخدمة الالزامية ووقف دعم الفصائل التي تضم العشائر العربية واخراج الدفاع الوطني من مدينة القامشلي".

 

واعتبر المصدر ان الحل الوحيد مع الاطراف الكردية  هو استخدام القوة المفرطة كونهم يراوغون ويماطلون ولديهم خطط لإخراج الدولة بشكل كامل من مدينة القامشلي.

 

وتزامن الاجتماع مع تصريحات "جوان ابراهيم القائد العام للاسايش الذي اكد في تصريح له "ان أي محاولة من النظام السوري للرجوع الى ممارساته التعسفية ستواجه بالرد ومحاربته بشكل أوسع، وقد نقوم بطرد النظام من كافة المناطق الكردية وفي المرحلة المقبلة سنقوم بمناقشة وضع خطط جدية لطرد النظام السوري من جميع أراضي مقاطعة الجزيرة".

 

في هذه الأثناء، تحدث مصدر محلي من داخل مدينة القامشلي عن حالة من القلق والخوف لدى الاهالي خاصة في ظل انقطاع كل سبل الحياة واقدام الوحدات الكردية والاسايش على سرقة المولدات الكهربائية الخاصة بمخبز البعث وقطع خط الانتاج بشكل عبثي ما خلف ازمة على مادة الخبز وانقطاعها بشكل تام ترافقت مع انقطاع جميع المواد التموينية والمعاشية عن المدينة ما دفع عدد من الاهالي للخروج من المدينة والتوجه الى القرى المحيطة.

 

وفي إحصائية جديدة عن عدد ضحايا الاشتباكات خلال الأيام الماضية كشف مصدر طبي في مشفى القامشلي ان عدد الجرحى خلال الاشتباكات الذين تم نقلهم الى الهيئة 60 جريحا بين مدنيين وعسكريين اضافة الى 17 قتيلا 10 منهم عسكريين و7 مدنيين  في حين أكدت مصادر كردية ان عدد قتلى الاسايش تجاوز 50 عنصرا وهناك العشرات من الجرحى.

 

وفي محافظة الرقة أكدت مصادر متقاطعة أن الجهاز الأمني في تنظيم “داعش" نفذ اعتقالات بحق عناصر وقياديين آخرين في التنظيم، من ضمنهم أمني “ولاية البادية”، كما أعدم 6 عناصر آخرين ممن تم اعتقالهم وجرى الإعدام في الفرقة 17 قرب مدينة الرقة، ليرتفع إلى 21 عدد عناصر وقيادات التنظيم الأمنية التي تم إعدامها منذ مطلع نيسان / أبريل الجاري خلال هذه الحملة، من ضمنهم قيادي من جنسية مغاربية.

 

جدير بالذكر أن تنظيم “داعش” نفذ مطلع الشهر الجاري، أكبر عملية إعدام جماعي لأمنيين في صفوفه، حيث نفذ عملية الإعدام بحق 15 عنصراً أمنياً من ضمنهم قيادي من جنسية مغاربية، وتمت عملية الإعدام في معسكر الطلائع الواقع إلى الجنوب من مدينة الرقة، وذلك بعد اعتقال التنظيم لأكثر من 35 عنصراً وقيادياً أمنياً في صفوفه، عقب مقتل القيادي البارز أبو الهيجاء التونسي بضربة جوية من طائرة بدون طيار في الـ 30 من شهر آذار / مارس الفائت من العام الجاري.

 

وفي حلب قال مصدر ميداني من القوات الحكومة لموقع "العرب اليوم" إن الجيش اشتبك فجر اليوم مع مسلحين من جهة الراشدين ـ الرابعة باتجاه ضاحية الأسد غرب مدينة حلب في حين شن سلاح الجو في الجيش السوري سلسلة غارات استهدفت تحركات وتجمعات المسلحين في المنطقة بالتزامن مع قصف بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

 

واستهدف الطيران السوري أحياء طريق الباب والأشرفية وبني زيد والعامرية وصلاح الدين والزبدية والمشهد وبعيدين وبستان القصر وطريق الكاستيلو والسكن الشبابي بمدينة حلب  ما أدى إلى مقتل 10 آشخاص في حين أصيب طفل و5 رجال وشبان بجراح جراء ضربات جوية استهدفت مناطق في حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي بمدينة حلب بينما سقطت قذيفة اطلقتها الفصائل على مناطق في بحي سيف الدولة بمدينة  حلب ما أدى لإصابة شخصين، ومعلومات عن مقتل مواطنة أيضاً شهدت أحياء السبيل ومساكن السبيل والأشرفية والخالدية وشارع النيل والأندلس والسوق المحلي ومحيط روضة تشرين بمدينة حلب، قصفاً مكثفاً بقذائف أطلقتها الفصائل، ما أدى لإصابة عدة أشخاص بجراح، ومعلومات مؤكدة  عن 3 شهداء على الأقل.

وفي إدلب قتل أكثر من 10 أشخاص  وجُرح عدد آخر في تفجير وقع في مدينة "بنش" بينهم الضابط المنشق عن الجيش السوري ماجد حسين الصادق قائد أركان حركة "أحرار الشام"، جراء استهداف انتحاري مقراً للحركة في بلدة "بنش" في ريف مدينة إدلب.

 

وأكدت مصادر إن شخصاً مجهولاً كان يستقل دراجة نارية قام بركنها عند مقر الحركة، ثم اتجه راجلا نحو تجمع لعدد من مقاتلي الحركة وقام بتفجير نفسه بحزام ناسف، ما أدى لمقتله ومقتل القيادي الصادق و3 مقاتلين آخرين على الأقل والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

 

وقصف الطيران الحربي مناطق في قرية مدايا ومناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي وقرية اشتبرق بريف إدلب الغربي، دون انباء عن إصابات.

 

وفي محافظة اللاذقية، استمرت القوات الحكومية بإطلاق القذائف الصاروخية على مناطق في جبل الأكراد  بالريف الشمالي، فيما لا تزال معارك الكر والفر متواصلة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل مقاتلة أخرى من طرف آخر في محيط منطقة كبانة بريف اللاذقية الشمالي، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، فيما تبين أن من بين المقاتلين السبعة الذين قضوا في معارك جبل الأكراد أمس قياديان عسكريان في فيلق الشام.

أما في محافظة درعا، فلا تزال الاشتباكات مستمرة في عدة محاور بريف درعا الغربي بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم "داعش" من جانب، والفصائل المقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جانب آخر، حيث تتركز الاشتباكات في محيط بلدة عين ذكر، والتي ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة بين الجانبين، وسط تقدم للفصائل في مواقع وتمكنها من السيطرة عليها قرب البلدة.

 

وفي منطقة كحيل بريف درعا قتل شخص جراء إصابته برصاص عشوائي خلال اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف، ولواء شهداء اليرموك كما قتل مسلح في الفصائل خلال اشتباكات مع لواء شهداء اليرموك المبايع للتنظيم في ريف درعا الغربي.

 

أما في محافظة حماة فقد استشهدت سيدة وطفلها جراء قصف قوات النظام لمناطق في بلدة قلعة المضيق بريف حماة الغربي، كما ارتفع إلى 6 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية على مناطق في قرى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، فيما قصفت قوات النظام   مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي، كذلك نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في جنوب بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، ولاأنباء عن إصابات إلى الآن.

 

وفي محافظة حمص قال مصدر عسكري سوري إن الطيران الحربي نفذ غارات مكثفة على مواقع لتنظيم "داعش" شرق القريتين وشمال شرق مدنية تدمر في حين تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر في محيط منطقة آراك وحقلها النفطي ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي فيما ارتفع إلى 12 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية على مناطق في مدينتي تلبيسة والرستن وقرية تيرمعلة ومنطقة الحولة بالريف الشمالي.

وفي محافظة حمص أيضاً، قتل 6 مواطنين بينهم مقاتلان اثنان من الفصائل المعارضة قضيا جراء إصابتهما في قصف واشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي وشخصان اثنان من حي باباعمرو بمدينة حمص، وقرية ديربعلبة بريف حمص الشمالي تحت التعذيب في السجون السورية، ورجلان اثنان من مدينة تلبيسة جراء قصف طائرات حربية على مناطق في المدينة.

وفي محافظة السويداء عاد مطار الثعلة العسكري إلى واجهة الأحداث بعد تسللت مجموعات مسلحة من تل الشيخ حسين وتلول خليف بريف درعا إلى محيط المطار بحسب مصدر عسكري سوري الذي تحدث عن إحباط التسلل وقتل عدد كبير من المسلحين.

 

إلى ذلك بلغ عدد القتلى على الأراضي السورية أمس  136 أمس بينهم 31 عنصرا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، و56 شخصاً قتلوا جراء قصف جوي وقصف لقوات النظام وسقوط قذائف وطلقات نارية وظروف أخرى.

وفي محافظة ريف دمشق، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المعارضة من طرف آخر في منطقة بالا بالغوطة الشرقية، وسط استهداف الفصائل عربة مدرعة للقوات الحكومية في المنطقة، ما ادى لإعطابها، ومعلومات عن تقدم للفصائل واستعادة سيطرتها على نقاط كانت قد خسرتها بوقت سابق، بالإضافة لمعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وفي محافظة ريف دمشق أيضاً قتل 26 مواطناً بينهم 9 مقاتلين من كتائب المعارضة خلال اشتباكات في الغوطة الشرقية، و13 مواطنا بينهم طفلان و4 مواطنات جراء قصف على مناطق في مدينة دوما، ومواطنة ورجل قتلا إثر إصابتهم في على مناطق في بلدة دير العصافير، ومواطنة وطفل جراء سقوط عدة قذائف هاون على مناطق في مخيم الوافدين.

وفي أيضاً في محافظة دمشق، استشهد طفل من حي جوبر متأثراً بجراجٍ أصيب بها قبل أيام إثر إصابته برصاص قناص في حي برزة. في حين قام عنصر من “الشرطة الإسلامية” بقتل سيدة في قرية صبيخان بريف دير الزور.

وفي محافظة حلب قتل 20 شخصا بينهم اثنان من مسلحي المعارضة خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام بريف حلب الجنوبي، و3 أطفال أشقاء جراء قصف طائرات حربية لمناطق في قرية الكماري بالريف الجنوبي، و4 أشخاص إثر سقوط قذائف على مناطق في حيي الأشرفية وسيف الدولة بمدينة حلب، وطفلة جراء سقوط قذائف على مناطق في حيي الموكامبو وشارع النيل بمدينة حلب، و10 مواطنين على الأٌقل بينهم طفل قتلوا جراء قصفٍ للطيران الحربي والمروحي على مناطق في أحياء طريق الباب والأشرفية وبني زيد والعامرية وصلاح الدين والزبدية والمشهد وبعيدين وبستان القصر وطريق الكاستيلو والسكن الشبابي بمدينة حلب.

 

وفي محافظة حماه قتل 8 أشخاص بينهم 5 مقاتلين من المعارضة المسلحة وسيدة وطفلها إثر قصفٍ على مناطق في قلعة المضيق، ورجل من بلدة كفرنبودة جراء قصفٍ للطيران الحربي على مناطق في بلدة عابدين بريف إدلب.

في هذه الأثناء كشفت وسائل إعلام روسية عن قيام موسكو بتسليم الجيش السوري جهازاً استخباراتيا جديداً ـ"فاري-1" أي المصابيح، وهو جهاز يعمل لتتبع وتدمير العدو في أي وقت من النهار عندما لا تكون ظروف الرؤية البصرية غير مناسبة.

 

وأوضحت صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية أن الجهاز دخل بالفعل الخدمة في الجيش السوري حيث يتم تركيبه على مدفع رشاش أو قاذفة صواريخ، لتصبح الرؤية أفضل وكشف الإرهابيين ممكناً بسهولة على مسافة 2 كم، كما يمكن مراقبة الدبابات أو السيارات على بعد 4 كيلومترات.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن العدو لا يستطيع إخفاء نفسه منها، فهي لا يخيم عليها الظلام كما يقولون، وهي تعمل بشكل فعال مع هطول الأمطار والضباب والدخان والغبار، وهو أمر مهم خصوصاً في البادية السورية.. ويستمر الجهاز بالعمل لمدة 6 ساعات متواصلة.