مناورة "رعد الشمال"

تحولت منطقة  حفر الباطن  في شمال السعودية وعلى الحدود مع الكويت الى ميدان عسكري توقفت فوقه حركة الجويّة، مع انطلاق احدى أكبر  المناورات والتدريبات العسكرية بمشاركة ٣٥٠ ألف جندي من دول عربية وخليجية و اسلامية بقيادة السعودية.  وتحمل المناورات اسم "رعد الشمال" في وقت كثر فيه الحديث عن تدخل برّي عربي واسلامي في سورية لمواجهة تنظيم "داعش" والفصائل المتطرّفة . وتشير الارقام المتداولة لحجم المناورات الى 350 الف جندي مع 2540 مقاتلة حربية و20 الف دبابة و460 هليكوبتر هجومية تشارك على مدى 18 يوماً في

مناورات وصفت بأنها الاضخم في تاريخ المنطقة . أما الدول المشاركة  فيها فيبلغ عددها 25 وفي مقدمها السعودية ودول الخليج ومصر والسودان والأردنوباكستان واليمن وتركيا، اضافة الى دول أخرى بصفة مراقب. وتنتمي الدول المشاركة الى " التحالف الاسلامي ضد الارهاب" الذي أعلنته

السعودية في 15 كانون الثاني - يناير الماضي بهدف "محاربة الارهاب بكل أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبه وتسميته " .

وأعلن  ناطق بإسم الجيش السعودي بأن المناورات تهدف إلى رفع نسبة جهوزية القتال لدى الجيوش العربية لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الأرهاب، وأن يكونوا على أهبة الإستعداد لمواجهة التحديات من التنظيمات الارهابية، وأهمها "داعش". ويقدّر مراقبون وخبراء، وجود أهداف عالية المستوى لمناورات "رعد الشمال" خصوصاً وأنها تأتي وسط تطورات ميدانية سريعة في سورية ، وفي ظل توتر سعودي-ايراني لا سابق له منذ الثورة الخمينية في ايران.

 وأكد عبدالخالق عبدالله ،أستاذ العلوم السياسية في الامارات أن المناورات العسكرية المقررة هي الاضخم في تاريخ السعودية والمنطقة وربما

المنطقة الاسلامية كلها.ومن هذا المنطلق، قال  ل"النهار" إنه " لا يمكن قراءتها على أنها تدريبات عسكرية فحسب" فهي ذات دلالات عدة من حيث

المشاركات ووحدة الدول المشاركة اضافة الى الرسالة الضمنية التي تنطوي عليها لجهة كونها عربية وخليجية واسلامية مشتركة ويكتسب موقع المناورات

بذاته دلالات رئيسية فهي تتم في شمال السعودية المحاذي للعراق وعلى مرمىايران وليس بعيدا من الساحة السورية الملتهبة".

 

وأبدى مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري استعداد المملكة للتدخل بّرا" ضد "داعش" اذا قرر الائتلاف الدولي القيام بعمليات من هذا

النوع. وأثار هذا الموقف ترحيبا من واشنطن ، بينما ردت عليه طهران ودمشق بتشنّج، فيما استخفت به موسكو.

 وحذرّت  طهران من أن هذا التدخل سيكون"انتحارا" وأن السعودية ستهزم. ولاقاها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بتهديد المعتدين بالعودة ب"

صناديق خشبية" سواء أكانوا أتراكاً أم سعوديين. بينما ردت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، متسائلة :" .. هل غلبتم الجميع

في اليمن."

وكتب الباحث في الشؤون الدولية فينيان كانينغهام  في موقع "روسيا اليوم" أن الخطة السعودية لارسال قوات برية الى سورية مجرد خدعة. ومع ذلك فأن

هذا هو بالضبط نوع من التهور ...الذي يمكن أن يشعل حربا شاملة يمكن أن تشمل الولايات المتحدة وروسيا".

ونفت مصادر في رئاسة الحكومة التركية، الأنباء الواردة حول استعداد 150 ألف جندي من دول إسلامية للدخول إلى سورية في عملية عسكرية عبر الأراضي التركية، مشيرةً الى أن “تلك الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام،

لا تعكس الحقيقة”. ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء، عن المصادر نفسها،  الاثنين أن القواعد التركية مفتوحة لقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”، وأن تركيا منفتحة لعقد أي تعاون مشترك في هذا الإطار.

وكانت شبكة التلفزة الأميركية “سي ان ان”، نقلت عن مصادر سعودية مطلعة، أن المملكة العربية السعودية وتركيا عينتا قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سورية من الشمال عبر الأراضي التركية، وقالت الشبكة في تقرير لها

بعنوان “السعودية وحلفاؤها يحشدون عشرات آلاف الجنود للتدخل في سورية.. وتركيا بوابة العملية”، إن مصدرين سعوديين مطلعين على خطط المملكة

للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم “داعش” في سورية، كشفا أن عدد المتدربين قد يصل إلى أكثر من 150 ألف جندي.