اغتيال مسؤول حكومي في "مرزق" وتجدُّد الاشتباكات على محوري قنفودة والقوارشة في بنغازي

أفاد مصدر أمني في مدينة بنغازي بتجدد الاشتباكات بين قوات الجيش والمجموعات المتطرفة في محوري قنفودة والقوارشة، مؤكدا أن القوات الخاصة بالجيش الليبي تمكنت من السيطرة على مصنع الأنابيب والعمارات الملونة ومعسكر الأشغال العامة ومصنع الورق الناعم بمنطقة القوارشة بشكل كامل.

وأشار المصدر إلى أن معارك شرسة اندلعت بالقرب من بوابة القوارشة بين قوات الجيش والمجموعات الإرهابية، وأن وحدات من قوات الجيش حققت تقدما ملحوظا وسيطرت على عدة تمركزات جديدة.

وشهد محاور القتال في مدينة سرت هدوءا حذرا منذ يومين يتخلله ضربات جوية ينفذها سلاح الجو التابع لعملية "البنيان المرصوص" على مواقع لتنظيم “داعش” وسط سرت. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر عسكري بغرفة عمليات البنيان المرصوص، قوله إن محاور القتال بجبهة سرت تشهد هدوءا حذرا منذ يومين، مؤكدا أن قواتهم تحافظ على المواقع التي سيطرت عليها في وسط المدينة.

وأعلن مصدر أمني آخر من مدينة مرزق، اليوم الأربعاء، مقتل مدير مكتب السجل المدني أحمد علي، ومدير منظومة الرقم الوطني بالمدينة عمران التومي من قبل مجهولين. وأضاف المصدر في تصريح أن القتليين وجدت جثتيهما بالقرب من الطريق العام، بعد خطفهما أول أمس الاثنين، ولم تعرف أسباب الخطف والقتل حتى الآن.

وسلَّم الهلال الأحمر الليبي بنغازي جثامين الممرضين الثلاثة التابعين لمركز بنغازي الطبي، والذين قتلوا على يد "داعش" إلى ثلاجة حفظ الموتى بمركز بنغازي الطبي، بعد أن تم العثور عليها بالقرب من بوابة القوارشة. وكان التنظيم أعلن في 19 أبريل/نيسان الماضي أسر جبريل صالح العريبي ومحمد عبدالسلام الربيعي وعبدالسلام بلقاسم السعيطي، ونشر شريط فيديو يظهر تفاصيل إعدامه ثلاثة ممرضين تابعين لمركز بنغازي الطبي في مدينة بنغازي شرق ليبيا.

وفي طرابلس، أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا  مارتن كوبلر  أن ليبيا انزلقت نحو الفوضى عقب التدخل الخارجي، مشيرا إلى أن الاتفاق السياسي الليبي يسعى إلى توحيد الدولة من جديد. وقال المبعوث الأممي اليوم الأربعاء، إن ليبيا بحاجة إلى جيش موحد ومؤسسات وطنية موحدة، لحل الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالدولة منذ سنوات. وأضاف في تصريحات صحفية أن "هناك جانبا إيجابيا بوجود المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وتوحيد المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، تحت إدارة المجلس الرئاسي", مؤكدا أن الجميع يسعى لزيادة الصادرات النفطية، إلا أن ذلك غير كاف لحل الأزمات السياسية والأمنية دون جيش موحد وإعادة بناء مؤسسات الدولة الرسمية.

كما تطرق المبعوث الأممي إلى أزمة الهجرة غير الشرعية، وأوضاع المهاجرين داخل ليبيا, مؤكدا ” أن هناك نحو ( 235 ) ألف مهاجر ولاجئ موجودين داخل ليبيا, يأتي معظمهم من السنغال وغامبيا والصومال وإريتريا, عبروا جميعا خلال الصيف، واصفا الأوضاع داخل مراكز اللاجئين بأنها ” دون المستوى”، مطالبا السلطات بتحسين أوضاعها.

واعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن موافقة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ضرورية قبل أي تدخل عسكري في ليبيا، إذ أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدعم جهود ليبيا في التصدي للإرهاب، والعمل على استعادة الاستقرار.

وقال بلينكن بعد لقاءات سياسية في العاصمة الجزائرية إن بلاده تدعم حلا سياسيا في ليبيا، بدلا عن العمل العسكري، معتبرا أن المجلس الرئاسي هو دلالة واضحة على أن “الطابع السياسي” هو أولوية للجميع، لافتا إلى أن وجود داعش هو التحدي الأساسي الذي يواجه الجميع، وليس ليبيا فقط، منوها إلى أن بلاده ستدرس طلبا ليبيا في موضوع التزود بالأسلحة والتجهيزات العسكرية، في حال طُلِب هذا الأمر رسميا.

وفي القاهرة دعا رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، إلى ضرورة أن تقدم الأطراف الليبية ما سماه بـ”التنازلات” لإيجاد حل نهائي للأزمة التي تشهدها البلاد سعيا لتحقيق مصلحة الشعب الليبي. وأكد عبدالعال خلال لقائه رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، في مصر، ضرورة قيام مجلس النواب بالدور المنوط به وفقا لاتفاق الصخيرات، لإقرار الحكومة المقترحة، على حد تعبيره.

وحذر عبدالعال من خطورة ما وصفه بانتشار الميليشيات المسلحة في حالة عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، معتبرا أن الأمر يصعب السيطرة عليه ما لم يتحقق التوافق الليبي المنشود، حسب قوله.