العين وعجمان تشيعان جُثماني شهيديها البطلين محمد الظاهري وعلي الكعبي

شيعت مدينتا العين وعجمان الثلاثاء 28 حزيران/ يونيو الجاري شهيديهما البطلين الملازم الطيار محمد ناصر الظاهري، والملازم أول طيار علي محمد بن الكعبي ، اللذين استشهدا في حادث سقوط مروحية عسكرية في مشهد مهيب يعكس التلاحم والترابط بين الأهالي والسكان من مواطنين ومقيمين، توافدوا بالمئات وملؤوا ساحات مسجد شهداء القوات المسلحة الداخلية والخارجية، حيث أقيمت فيها صلاة الجنازة على روح شهيد الوطن.


 

وتقدم والدا الشهيدين وكبار العائلتين صفوف المشيعين من الأهل والأقارب، والأصدقاء والجيران، ومعهم المئات من أهالي المنطقة مرفوعي الرأس في شمم وإباء، وفخر واعتزاز باستشهاد نجلهم فداء للوطن. وأدت الجموع صلاة الجنازة عقب أداء صلاة العصر، ووصل الجثمانان الشهيد محمولان على أكتاف كبار الضباط وزملاء السلاح؛ لينتقلوا عقب ذلك إلى مقبرة أحمد بن سرور، في المعترض، لتشييع ابنهم البطل في مشهد مؤثر، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى، وسط دعوات المشيعين وابتهالهم للمولى عز وجل، أن يتقبله مع الصديقين والشهداء.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية أعلنت عن سقوط مروحية عسكرية خلال رحلة روتينية فوق المياه الدولية، واستشهاد طاقمها المكون من الطيار ومساعده.
يذكر أن الشهيد ملازم طيار علي الكعبي من أبناء إمارة عجمان، وهو متزوج ولديه 3 أبناء هم راشد وعبد الله وسعيد.

وعقب انتهاء مراسم دفن الجثمان، وأمام قبر الشهيد قال محمد الكعبي، قال والد الشهيد علي الكعبي إن ابني كان بارًا بوالديه، يمشي على درب أصحاب العطاء، ملبيًا جميع حاجات المنزل، رغم مشاغله الكثيرة. مؤكدا "الشهداء يختارهم الله، منتقيًا الأصفياء من بين البشر"، و"كلي فخر أن ابني ـ بإذن الله ـ من بين الشهداء". مضيفا ابني في خير منزلة وخير مكانة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا هو وسام على صدر والديه، وفخر وعزة لإخوته وأبناء منطقته، وفي الآخرة "وعده الله بالجنة".

وقال طارش شقيق الشهيد علي محمد الكعبي إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمجلس عزاء الشهيد في منطقة مزيرع خفف عنا حزن الفراق، فهو والد الجميع واليد الحانية التي تمسح دموعنا وتمنحنا التفاؤل والابتسامة. متابعا لقد غرس والدي فينا طاعة ولي الأمر وحب الوطن، وبذل الأرواح في سبيل الذود عن كل ذرة من ترابه الغالي؛ إذ إنني خدمتُ أعوامًا عدة في المجال العسكري، في حين أن لي 3 من أشقائي يخدمون في المجال العسكري، أحدهم مرشح في كلية زايد العسكرية واثنان آخران مرشحان في كلية الشرطة، مؤكدًا أن استشهاد شقيقه يزيدهم فخرًا وإصرارًا على مواصلة المسيرة من بعده، مؤكدا، حبنا للعمل في المجال العسكري بدافع الاستعداد ليوم نقف فيه للدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، وإعلاء اسم الوطن الغالي عاليًا. ووجّه طارش شكره الجزيل للحكومة والقيادة الرشيدة التي لم تألُ جهدًا في البحث المستمر عن جثماني الشهيدين، وعلى ما تبذله لعلو ورفعة هذا الوطن، مؤكدًا أنه يشعر بالفخر لاستشهاد شقيقه الذي قدّم روحه دفاعًا عن الحق، ودحضًا للباطل.
وقال عبيد شقيق الشهيد علي الكعبي، إن هذا الجمع الكبير والأعداد الغفيرة لمشيعي جنازة الشهيد يعكس مدى الامتنان الذي نشعر به نحن الأهالي والمواطنين تجاه ما يقدمه أبناؤنا من تضحية عظيمة، ونسأل الله العظيم أن يتقبل جميع أبنائنا الشهداء، ويمنح أهلهم الصبر والاحتساب.وقال عبد الله شقيق الشهيد علي الكعبي، "سيكون عيده أروع من عيدنا مع الشهداء والصديقين، كان فقيدنا الغالي يحب مساعدة الجميع، ومقربًا جدا من أصدقائه، ويقف مع كل أهله وأصدقائه في كل المواقف والمناسبات، فضلًا عن أنه كان متواضعًا وكريمًا. مضيفًا سنفتقد ابتسامته بيننا التي كانت لا تفارق محيّاه طوال الوقت؛ إذ كان متفائلًا ومتصالحًا مع نفسه ومع الحياة التي كان يحبها.

أما سعيد شقيق الشهيد، فقال يؤلمنا فراق شقيقي الذي رحل تاركًا بيننا فراغًا كبيرًا لا ينتهي، وسنشتاق له كثيرًا، لكن شرف الشهادة التي نالها سيخفف وطأة اشتياقنا له، وسيجعلنا فخورين به ما حيينا. مضيفا أن الشهيد شارك في مهام عسكرية عديدة، وفي كل مرة كان يبدي حماسة وعزيمة لا تلينان أبدًا، وأصبح الآن قدوة وفخرًا للعائلة جميعها، والمثل الذي يضرب في العطاء والولاء في كل المحافل.