القمة الخليجية الأميركية

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم الخميس، التزام بلاده بـ"فعل ما في وسعها لضمان الاستقرار في منطقة الخليج، ومواجهة أي اعتداء محتمل" ضد حلفائها وشركائها.
وقال في تصريحات أدلى بها خلال الجلسة الختامية للقمة الخليجية الأميركية وبعدها، إن "الولايات المتحدة ودول الخليج متحدون في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يشكل تهديدا لنا جميعا"، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل دعمها العراق لتحرير المدن التي سيطر علها التنظيم، بحسب قوله.
وبيّن في كلمته أن المباحثات خلال القمة، تناولت أيضاً الوضع في سورية واليمن، موضحًا أنه "رغم وقف الأعمال العدائية في سورية، لكن هناك انتهاكات تتم على أيدي النظام السوري".
وذكر أن "القمة ركزت كذلك على الموضوعات الأمنية، ولكن الأمن والاستقرار المستدام يعتمد على الاقتصاد"، مستطرداً "لذلك فإن الولايات المتحدة سوف تطلق حوارًا رفيع المستوى مع دول الخليج من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم الإصلاحات في مجلس التعاون الخليجي".
وفي الشأن اليمني، أشار الرئيس الأميركي إلى أن "قادة القمة حثّوا الأطراف اليمنية على وقف الأعمال العدائية، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، للمحتاجين إليها".
 
وفي ما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن والخليج، أوضح أن بلاده "سوف تواصل دعم دول الخليج بما في ذلك قدراتهم الدفاعية"، معربًا عن شكره لتلك الدول "لدعمها الاتفاق النووي مع إيران"، وقال: "نحن ملتزمون بالتأكد من التزام ايران بتعهداتها وفق الاتفاق".
 
وبخصوص موقف بلاده من ايران، قال أوباما: " " لقد أقرينا جميعاً بأن هناك قلقا من التصرفات الإيرانية"، لافتاً في هذا الصدد إلى "تمرير ايران أسلحة للمنطقة"، وذكر أنهم على ضوء ذلك بحثوا خلال القمة "وضع حد للأعمال التي تزعزع الاستقرار"، وأردف "نرحب بإيران إذا ما اضطلعت بدور مسؤول في المنطقة، من خلال الوسائل السليمة والالتزام بالقوانين الدولية ".
 
وفي مؤتمر صحفي عقب اختتام القمة، كشف أوباما أن "هناك خلافا تكتيكيا مع دول الخليج بشأن إيران"، مبينًا أن الخلاف "يتعلق بأن هناك قلق من أن حوارنا مع إيران قد يجعلها أكثر جرأة في التصرف كما يحلو لها".
واستدرك قائلاً "لكن نؤكد أننا دخلنا هذا الحوار لكي تكون هناك قوة أكثر عقلانية داخل إيران وأطراف نتفاوض معها"، مضيفًا "اتبعنا إسلوب الحوار مع طهران رغم أنها كانت تصفنا بالشيطان الأعظم ، لأننا تعاملنا معها كدولة لها مخزون نووي"
ورغم ما وصفه بالخلاف التكتيكي مع الخليج، قال أوباما "لم نكن لننجح في التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران لولا تعاون دول الخليج"، مشددًا على أن بلاده ستعمل على وقف تسليح إيران للحوثيين، على حد قوله.
 
ولفت أوباما الى أنه "طلبنا من الجانب الروسي أن يضغط على النظام السوري لوقف هجماته"، مشددًا على "أهمية التسوية السياسية على ألا يكون للأسد دوراً في الحكومة القادمة". وتابع قائلًا في هذا الصدد "أية خطة لا تنطوي على تسوية سياسية ستُبقي الصراع في سوريا لسنوات، سوريا تم تدميرها وتحتاج لسنوات لإعادة بنائها".
وشدد على ضرورة رحيل الأسد، بقوله "لا نستطيع أن نراه في حكومة لاحقة ليس فقط لجرائمه، بل لأنه جزء من الخلاف الراهن".
وكان الرئيس الأميركي التقى  كلاً من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، في لقائين منفصلين، على هامش انعقاد القمة الخليجية الأميركية التي اختتمت اعمالها في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الخميس.
وتعد هذه ثاني قمة خليجية أميركية بعد تلك التي جمعت الجانبين في منتجع "كامب ديفيد" في الولايات المتحدة  في مايو/ أيار الماضي
.