أنجيلينا جولي تعقد مؤتمرًا صحافيًا في مخيم للاجئين في لبنان وهاجمت الفشل المأساوي

يثير كلٌ من نجمي هوليوود أنجلينا جولي وجورج كلوني أزمة اللاجئين مرارًا وتكرارًا، سواءً عبر المؤتمر الصحافي من داخل أحد المخيّمات، أو بتصوير فيلم وثائقي يروي معاناة هؤلاء المهاجرين، ولكن أحاديثهما الغاضبة أمام وسائل الإعلام تفقد قيمتها إزاء تحفظهما الشديد على الكشف عمّا يقدمانه شخصيًّا من مساعدة للمتضررين، لاسيما أمام حقيقة امتلاك أسرتيهما 8 منازل فاخرة لا تضمّ مهاجرًا واحدًا.

وأخيرًا أخبر كلوني مجموعة من العائلات السورية المهاجرة، أمام الكاميرا أن "الولايات المتحدة نسيت أنها بلد المهاجرين"، وأبدى وزوجته محامية حقوق الإنسان البريطانية أمل كلوني غضبهما إزاء فشل بلديهما في معالجة أزمة المهاجرين، بينما طلبت جولي التي تحدت الأمطار الغزيرة في لبنان، من المجتمع الدولي أن يبذل المزيد من الجهد لحل هذه الأزمة، وفي نداء حماسي، ذهبت لمهاجمة الفشل المأساوي في إنهاء الحرب السورية التي أجبرت الملايين على الفرار من منازلهم.

ولكن على أرض الواقع تمتلك أمل وزوجها كلوني خمسة منازل، وتمتلك جولي وزوجها نجم هوليوود براد بيت ثلاثة منازل، ومن بين ممتلكات عائلة كلوني فيللتيّن في لاغليو الإيطالية، وقصر يضم تسع غرف للنو  بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني في سوننينغ آي، إضافةً إلى منزل لقضاء العطلة في موقع كابو عند الشاطئ المكسيكي وعقار في لوس أنجلوس.


أما جولي وبيت فيمتلكان بيتًا ريفيًّا ضخمًا في بريغنوليس، جنوب فرنسا، بقيمة 35 مليون جنيه إسترليني، وكذلك منزل بقيمة 4.5 مليون إسترليني في نيوأورليانز وأحد المنازل في لوس فيليز في ولاية كاليفورنيـا، ولكن جميع هذه العقارات لا تأوي لاجئًا واحدًا، وحتى منازل بوب غيلدوف فإنه لا يوجد فيها لاجئون، على الرغم من عرضه في أيلول / سبتمبر الماضي استقبال أربع عائلات، حينما أعرب عن ضجره من أزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا.


وذكر المغني غيلدوف أنه سيفتح الأبواب لمنزل عائلته في كنت وشقته الفاخرة في باترسي في لندن، والذين تقدر قيمتهم بنحو 4 ملايين جنيه إسترليني في استجابة شخصية للمشاهد المروعة على الحدود والشواطئ ومحطات السكك الحديدية، إلا أنه وبعد مرور ستة أشهر، فشل في تنفيذ ما تعهد به، وبينما استأجرت جولي، التي تقدر ثروتها جنبًا إلى جنب مع بيت نحو 272 مليون جنيه إسترليني، قصرًا مقابل 14,000 جنيه إسترليني في الشهر، نجد أن غالبية اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع، بحسب ما كشفته تقارير الأمم المتحدة.


وتستضيف لبنان أكثر من مليون سوري ممن لاذوا بالفرار بسبب الحرب، مع وصول اللاجئين في الوقت الحالي إلى نحو خُمس عدد سكانها، وذهبت الممثلة والمبعوث الخاص لصالح وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى مخيم زحلة في لبنان الذي يقطن داخله مئات الآلاف من السوريين، متحدية الرياح والأمطار الغزيرة، وذكرت جولي، خلال مؤتمر صحافي، أنه لا يمكن إدارة العالم من خلال مساعدات الإغاثة في مقام الدبلوماسية والحلول السياسية، مضيفةً أنها تأمل بالتواجد داخل الأراضي السورية لمساعدة الضحايا العائدين إلى وطنهم في الذكرى الخامسة لاندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.


كما ناقش الزوجان كلوني في الذكري الخامسة لاندلاع الثورة السورية أزمة المهاجرين، عقب الاستماع إلى شهادات الكثير من المهاجرين السوريين، وخلال الاجتماع الذي عقد في ألمانيا وجرى تنظيمه الشهر الماضي من قِبل لجنة الإنقاذ الدولية وبقيادة رئيس اللجنة  ديفيد ميليباند، فقد كشف كلوني متأثرًا المصاعب التي واجهت عائلته في الاندماج مع الحياة في أميركا بعد الانتقال إليها من أيرلندا خلال القرن التاسع عشر، داعيًا المسؤولين إلى تذكر كيف كانت أميركا بلد المهاجرين.


واستعرض كلوني كيف اضطر جده نيكولاس كلوني إلى ترك منزله في ويندغاب في مقاطعة كيلكيني العام 1853، في أعقاب مجاعة أيرلندا الكبرى التي سميت بمجاعة البطاطا، وقد انتقل في ذلك العام برفقة أخوته إلى ولاية كنتاكي ليواجهوا معاملة سيئة هناك، ومع ذلك، فإن كلوني نفسه كان بعيداً عن الحياة الصعبة، حيث نشأ وسط عائلة كاثوليكية من والدته ملكة الجمال ودخل مجال التمثيل العام 1994 ليصبح بعدها واحدًا من أكثر النجوم شهرة في هوليوود، أما زوجته فتحدثت عن تجربة عائلتها في الفرار من لبنان وقت اندلاع  الحرب الأهلية ووصولها إلى أوروبا العام 1982، معربةً عن أملها بعودة هؤلاء اللاجئين إلى سورية الحرة.


وأسفرت أحداث العنف في سورية عن مقتل 250,000 شخص، فضلاً عن نزوح نصف عدد السكان وإحداث أزمة لاجئين هي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتجرى المباحثات في جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي، ولكن مع قليلٍ من التفاؤل، وتستضيف تركيـا والأردن وكذلك لبنان الغالبية العظمى من اللاجئين البالغ عددهم 4,8 مليون لاجئ من اندلاع الصراع، ويمثل المليون لاجئ المسجلين في لبنان ربع عدد سكانها، في الوقت الذي أبدى فيه زعماء الاتحاد الأوروبي انزعاجهم من تدفق مليون لاجئ ومهاجر، ورسموا اتفاقًا مع تركيا تحصل بموجبه أنقرة على المزيد من الدعم المالي للإبقاء على 2,7 مليون لاجئ سوري على أراضيها.