المحققون في بروكسل يستمرون في جمع الأدلة في إطار تحقيقهم في الهجمات الأخيرة

أعلنت السلطات البلجيكية أن المجموعة التي نفذت تفجيرات مطار بروكسل ومحطة مترو الأنفاق في 22 آذار/ مارس الماضي خططت في البداية للهجوم على فرنسا، وأكد مكتب المدعي العام البلجيكي في بيانٍ له بأن عوامل عدة في التحقيق أظهرت أن تنظيم "داعش" كان لديه في الأساس النية لتنفيذ هجوم على فرنسـا مرةً أخرى، إلا أن منفذي الهجوم قد اتخذوا قرارهم في نهاية المطاف بالاعتداء على بروكسل.

وكانت الأهداف المحدد تنفيذ الهجوم عليها في باريس، بحسب ما قال ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق، كلود مونيكي، الذي يعمل الآن في بلجيكـا ويعقد اتصالات بشكل منتظم مع المحققين، جمعية كاثوليكية مجهولة الهوية، إضافةً إلى المجمع التجاري ديفانس، الذي يعمل به عشرات الآلاف من الأشخاص ويقع شمال غرب باريس.

ويضم المجمع مكاتب للكثير من الشركات الفرنسية الكبرى، بما فيها أريفا وتوتال وبنك سوسيتيه جنرال، فضلاً عن الكثير من الشركات الأخرى متعددة الجنسيات، ومحطة قطار لاثنين من خطوط نقل الركاب الأكثر ازدحاماً في منطقة باريس، وأشار المدعي العام في باريس، وقت وقوع الهجمات الدامية، إلى أن اثنين من الرجال الذين شاركوا في اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر داخل باريس وحولها ولقوا حتفهم بعدها بأيام في مداهمة للشرطة خططوا للاعتداء على ديفانس.

كما أن تنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت في باريس وبروكسل، حدد تنفيذ اعتداء في الدائرة الـ18 داخل باريس خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ولكن الموقع المشار إليه لم يشهد وقوع أيّة هجمات، بينما  كشف الباحثون وجود عدد متزايد من الروابط بين المجموعة التي هاجمت باريس وتلك التي نفذت تفجيرات بروكسل.

وعلي الرغم من اعتقال الكثير من هؤلاء الأشخاص في الوقت الجاري، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الشبكة الكبيرة لا تزال تعمل، ومن بين المشتبه بهم في لعب دور لوجيستي كبير في هجمات باريس "محمد عبريني" والذي شوهد في لقطات مصورة مع بعض منفذي هجمات باريس بينما كانوا يسافرون من بروكسل إلى العاصمة الفرنسية؛ للوقوف على تفاصيل الهجمات، وفي رحلة كذلك لنقل بعض المهاجمين إلى باريس.

وعقب توقيف عبريني، وهو المواطن الذي يحمل الجنسيتين البلجيكية والمغربية، في إندرلخت، اعترف لاحقاً للشرطة بأنه كان الرجل الذي ظهر في كاميرات المراقبة "يرتدي القبعة" بينما يغادر الموقع بعد قيام اثنين من شركائه بتفجير أنفسهما في صالة المغادرة، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا، وتم العثور على الحمض النووي وبصمات الأصابع الخاصة به داخل وحدة سكنية في بروكسل تقع في شارع في حي سكاربيك، حيث يبدي المحققون شكوكهم في كونه مكان تصنيع القنابل والأحزمة الناسفة التي استخدمت في هجمات باريس.

كما أن آثار عبريني وجدت أيضًا داخل وحدة سكنية في شارع ماكس روس في حي سكاربيك، والمستخدم من قِبل منفذي هجمات بروكسل، حيث عثر المحققون على كميات كبيرة من المتفجرات والمعدات لصنع القنابل، وأصدر قاضي بلجيكي متخصص في قضايا التطرف حكمه بإيداع عبريني قفص الاتهام لاتهامات تتعلق بوجود صلة بينه وبين منفذي هجمات بروكسل، فضلاً عن المشاركة في أنشطة إحدى الجماعات المتطرفة.