القادة العرب تدعم "عاصفة الحزم"

عقد القادة العرب، أمس السبت، قمتهم العادية السادسة والعشرين في منتجع شرم الشيخ المصري، وسط تركيز من القادة العرب في كلماتهم على تأييد "عاصفة الحزم" في اليمن وتشكيل القوة العربية المشتركة، فضلا عن محاربة التطرف والأزمة الضارية في سوريا، والتدهور الأمني في ليبيا، والقضية الفلسطينية .

وتسلمت مصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة القمة الجديدة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي ترأست بلاده الدورة الماضية .

وترأس عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي  وفد الدولة المشارك في القمة .

وأجمع مراقبون في شرم الشيخ على أن القمة شهدت مشاركة واسعة وتمثيلاً غير مسبوق على مستوى القادة، وذلك بحضور 14 ملكا ورئيسا وأميرا من إجمالي 22 دولة باستثناء سوريا التي بقى مقعدها شاغرا بموجب قرار تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة .

وأفادت نسخة من مسودة البيان الختامي للقمة بالدعوة إلى إنشاء قوة عسكرية عربية، تشارك فيها الدول اختياريا، كما أكد دعم العمليات في اليمن، وتقديم الدعم السياسي والمادي الكامل للحكومة الشرعية في ليبيا . وعن فلسطين، دعت القمة الدول العربية لدعم موازنة دولة فلسطين لمدة عام تبدأ في الأول من نيسان/ إبريل المقبل .

وفي ما يتعلق بالجزر الإماراتية المحتلة، جدد المجتمعون تأكيدهم المطلق على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، داعين الحكومة الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع دولة الإمارات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر .

ولم تشهد الاجتماعات والجلسة المغلقة الخلافات المعهودة التي كانت تعرفها القمم السابقة، بحسب متابعين للمداولات . وأعرب القادة عن رغبتهم في تشكيل قوة مشتركة قادرة على محاربة المجموعات المتطرفة معتبرين أن العملية العسكرية الجارية في اليمن عبارة عن تجربة لهذه القوة .

وبينما أكد أمير الكويت أن آفة الإرهاب أصبحت من التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة والعالم، شدد الرئيس المصري على أهمية تشكيل قوة عربية مشتركة تتصدى للتهديدات التي تواجهها المنطقة .

 وأكد أن عملية "عاصفة الحزم"، كانت حتمية لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن، مشيرا إلى وجود قوى خارجية تستغل ظروف عدد من الدول للتدخل في شؤونه الداخلية .

 وركز السيسي في خطابه على الشأن اليمني وما تمر به ليبيا، وفي ما يخص الأزمة السورية، أوضح بأن بلاده تتعامل معها من زاويتين "الأولى دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديمقراطية والثانية هي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي باتت منتشرة والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية" . واختتم كلمته أمام القمة بالتأكيد على أن "مستقبل هذه الأمة مرهونٌ بما نتخذه من قرارات" .

ووعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تقود بلاده عملية عسكرية على رأس تحالف عربي ضد الحوثيين في اليمن، بأن تستمر هذه العملية "حتى عودة الأمن والاستقرار" إلى اليمن .

 وأكد العاهل السعودي في كلمته إن "العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها لينعم الشعب اليمني بالأمان" .

 وبين إن دولاً عربية تعيش واقعا مؤلما نتيجة تحالف بين الإرهاب والطائفية، مشيرا إلى "قوى إقليمية تتدخل في الشأن العربي لزعزعة استقراره" .

ومن جانبه، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي عاد مع الملك سلمان إلى الرياض، إلى المضي قدما في العمليات العسكرية في بلاده حتى عودة الشرعية .

وبحث القادة والرؤساء 13 بندا في جدول الأعمال الذي أعقب الجلسة الافتتاحية، إلى جانب تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن العمل العربي المشترك ومتابعة التطورات السياسية لقضية فلسطين والصراع العربي "الإسرائيلي" وتفعيل مبادرة السلام العربية .