رئيس المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل القبيسي

أكدت رئيس المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل القبيسي أن المسؤوليات تتطلب من الجميع استثمار كل لحظة لخدمة وطننا، وطرح قضايا وهموم المواطنين، بكل حرص وصدق وبما يسهم في تعزيز بنيان وطننا الغالي، فالمجلس ولجانه المتعددة وهيئة مكتبه، بحاجة إلى خبراتكم المتنوعة التي نتطلع إلى أن تكون مصدر إثراء لأداء المجلس في جميع مجالات عمله.

وذكرت رئيس المجلس الوطني الاتحادي في كلمتها الإفتتاحية لدورة الإنعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس عشر: "يشرفني أن أرفع باسمنا جميعا أسمى آيات التهاني والتقدير والامتنان والعرفان إلى مقام رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات بمناسبة افتتاح الدور الأول من الفصل التشريعي الساد عشر للمجلس الوطني الاتحادي".

وتابعت القبيسي: "أتوجه بالتهنئة لنا جميعا على الثقة الغالية التي أولتنا إياها قيادتنا الرشيدة، ووضعها فينا شعبنا العزيز، لتمثيله تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي، فاليوم نستكمل معكم وبكم مسيرة المجلس الوطني الاتحادي الذي تجتمع فيه بعض من خيرة أهل الإمارات الذين زكاهم شعب الإمارات وحكامه ليستمر عهد الإمارات كدولة يعمل فيها الشعب والحكومة يدا بيد لتحقيق مصير واحد".

وأوضحت القبيسي إنه "لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع أخواتي وأخواني أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الموقر، على الثقة الغالية بانتخابي بالتزكية لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي، ويشرفني أيضا أن أكون أول امرأة يتم انتخابها من قبلكم في دولة الإمارات رئيسة للمجلس الوطني الاتحادي، فهو شهادة للدولة وموقفها من تطوير عملها السياسي وتمكين جميع فئات مجتمعها قبل أن يكون شهادة منكم لشخصي إن ذلك الشرف تأكيد على أن برنامج التمكين السياسي الذي اطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يؤتي ثماره ويرسخ أسس تمكين جميع فئات المجتمع ويرسخ مشاركتها في اتخاذ القرار السياسي، واسمحوا لي وباسمنا جميعا كبنات الإمارات فإنني أهدي هذا الانجاز غير المسبوق للمرأة الإماراتية كأول امرأة عربية تترأس البرلمان على مستوى الوطن العربي أن أهدي إلى رائدة نهضة المرأة في دولة الإمارات أمنا الغالية رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" القدوة والقائد لكل المبادرات الرائدة التي عززت تمكين المرأة في شتى المجالات في دولة الإمارات".

وأضافت القبيسي: "حظيت بثقتكم كرئيس للمجلس، سأضع نصب عيني دائما أن أبذل كل ما من شأنه أن يعزز عملنا كفريق واحد، تجمعنا الرغبة الأكيدة، والعزيمة الصادقة، في إطار من الحوار البناء، وصولا إلى القرار الأنسب حول كل ما يتصدى له المجلس في لجانه وجلساته ويقع ضمن اختصاصاته الدستورية المنوطة، ويتم وفق اللائحة الداخلية التي تنظم عمل المجلس والأعضاء وكذلك الأنظمة المقرة في المجلس".

وتابعت القبيسي: "طوال السنوات الثماني التي خدمت فيها تحت قبة المجلس وجدت أننا كنا جميعا كأعضاء مجلس وطني أسرة واحدة، كما أن علاقتنا مع الجهاز الحكومي التنفيذي ارتبطت باحترامنا لدورهم الفاعل في التنمية وخدمة شعب الإمارات واحترامهم لدورنا كشريك فاعل في التنمية وفي عكس صوت وطموحات شعب الإمارات، فيجب أن نشحذ الهمم بإدارة وعزيمة تنافس أفضل الأمم لنصل بدولتنا لأعلى القمم".

وتابعت القبيسي: "يخفى عليكم جميعًا ما نشهده خلال هذه الفترة الهامة من تاريخ دولتنا، فكما صرح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نحن نعيش "روح جديدة" هذه الروح الجديدة التي تجلت في أروع ملاحم التضحية والتلاحم الاجتماعي بين قيادتنا الغالية وشعبنا الوفي وترجمت أعمق قيم الولاء والانتماء وحب الوطن، فنحن محصنين بقيادة تحتضن شعبها وشعب يعشق قيادته، ونحن كمجلس وطني اتحادي يجب أن نعيش هذه الروح الجديدة فيما نقول ونعمل وأن نكون خير من يترجم قيم الولاء والانتماء ويعيشها مع سائر شعب الإمارات". 

وأضافت القبيسي إن "قيادتنا الاستثنائية هي قدوتنا التي سطرت لنا مثلا أعلى في التواصل مع جميع الناس أينما كانوا والوصول لهم وتلمس احتياجاتهم وتلبية تطلعاتهم، وقد حملتنا أمانة ايصال اصواتهم وتمثيلهم ونقل تطلعاتهم حتى نعمل سويا مع حكومتنا الرشيدة وفق منظومة متكاملة للتنمية الشاملة المتوازنة تتضافر وتتكامل فيها جهود المجلس الوطني الاتحادي مع جهود الحكومة التنفيذية وفق رؤية واحدة تهدف في مقامها الأول إلى خدمة الوطن والمواطن، وأن يكون شعبها في الريادة وتحقق له أعلى معايير السعادة".

وأبانت القبيسي إن "مسيرة التمكين السياسي التي واكبت تطور تجربة المجلس منذ قرار المجلس الاتحادي رقم "4" لعام 2006م الذي أقر انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي تتطلب أن ننظر في دورنا الشخصي من خلال دور الانعقاد هذا للمساهمة في تطوير التجربة السياسية لدولة الإمارات وتطوير أدائها، ونحن أمام تحدي أساسي وهو إشراك كافة المواطنين في العمل النيابي البرلماني، فنحن جميعا منتخبين ومعينين نمثل كافة مواطني دولة الإمارات من شارك في الانتخاب ومن لم يشارك، والمسؤولية الأكبر هي أن يصل المجلس إلى من يمثلهم، وأتمنى أن ننجح في التواصل مع أفراد المجتمع وإشراكهم بشكل أكثر في أعمال المجلس، كما أتمنى أن نستطيع أن نصل لهم ونسمع منهم ونفهم تطلعاتهم كي يصبح دور المجلس جزءا مهما من حياتهم، إن الارتباط بين المجلس وبين المجتمع مهم لتطور المجلس وتعتمد على مصداقية أي مجلس يمثل الشعب على مقدار ما يتواصل معه".

وأشارت القبيسي إلى أنه كلما زادت التحديات التي تواجهها دولة الإمارات زادت الهمم، وهممكم اليوم وفي هذا الميدان يجب أن لا تقل عن همم جنودنا البواسل الذين يسطرون ملاحم الشرف في ساحات المعركة والذين نوجه لهم بإسمنا جميعا تحية فخر واعتزاز، كما نرفع رؤوسنا عاليا ونقف وقفة إجلال وإكبار لتضحيات شهدائنا الأبرار، ولا ننسى أننا في خضم هذه الظروف السياسية الراهنة فإن حجم المسؤولية الدولية التي تقع على عاتق أعضاء المجلس بحجم المسؤولية التي تقع عليهم في شؤونه المحلية، وأحثكم أخواني على العمل الدؤوب للانخراط مع كافة المؤسسات الإقليمية والدولية وتمثيل الدولة وشعب الإمارات ووجهة نظرها فالتحدي مشترك والمسؤولية مشتركة والانجاز للوطن والمواطنين على حد سواء.

وذكرت رئيس المجلس الوطني الاتحادي إن "من أَبرزِ عناوينِ عملِ المجلس الدائمة ، طرح ومناقشة هموم وقضايا الوطن والمواطنين ، عبر التواصل الفعالْ مع شعبنا في جميع أرجاء وطننا العزيز، وهنا أدعو أخواتي وإخواني أعضاءَ المجلس ، لتكريس كل الجهود والطاقات، والعمل في هذا الاتجاه لتحقيق آمال مواطنينا وتطلعاتهم ، في مجلسٍ فعالٍ في أَدائه ومتفاعلٍ عن قرب مع قضاياهم ، وحاضرٍ للتعامل بكفاءة واقتدار معها ومع مستجداتِ المرحلة المقبلة".

واختتمت القبيسي حديثها قائلة: "أعاهد الله والوطن ورئيس الدولة وقيادتنا الرشيدة وشعب الإمارات أن نرفع راية الوطن خفاقة عالية بكل عزة وكرامة وشموخ في كل الساحات الوطنية والعالمية وأن نكون فريقا واحدا وصفا متعاضدا وبيتنا متوحدًا وأن نبقى حصنا منيعا يذود عن حمى وطننا المعطاء وأن يكون مجلسنا الموقر هذا مجلس الحكماء وأن نسطر تاريخًا مشرفًا بالعطاء ونستشرف مستقبلًا يقوم على سواعد أبناء الوطن الأكفاء".