"داعش"

أعلن  مسؤول عسكري روسي بارز أن الجيش في سورية سيعلّق حملته في شن
غاراتٍ جوية على كافة المواقع لمدة 24 ساعة، في الوقت الذي أكدت فيه
الجماعات المسلحة التي تتواجد في هذه المناطق بأنها ستلتزم بوقف إطلاق
النار والذهاب أبعد مما هو متفق عليه مع الولايات المتحدة بشأن وقف
الأعمال العدائية.
وأوضح رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال سيرجي رودسكوي، أن الاتحاد الروسي
أوقف تمامًا الهجمات على "المنطقة الخضراء"، والتي يقال إن هناك مطالب
أرسلت من جانب الوحدات المسلحة المتواجدة فيها لتطبيق هدنة ووقف إطلاق
النار.

وفي ريف حماة، لم يشمل الاتفاق سوى بعض البلدات التي تتواجد فيها فصائل
مقاتلة غير مصصنفّة متطرفّة أهمها مدينة اللطامنة في الريف الشمالي، فيما
تسيطر القوات الحكومية على أجزاء واسعة من محافظة حماة.

وكانت الهدنة  دخلت حيز التنفيذ  منتصف ليل يوم الجمعة، ولكن تم انتهاكها
من قبل القوات الحكومية، فيما أكدت روسيا منذ البداية على أنها ستحترم
الاتفاق الرسمي بوقف إطلاق النار، إلا أن ذلك لن يمنع من الاستمرار في
استهداف الجماعات المتطرفة في المنطقة عن طريق شن غاراتٍ جوية.
ورحب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، بسريان وقف
إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة التي تأتي بعد خمس سنوات من
الصراع تمثل تقدمًا رائعًا، إلا أنه شدد على الحاجة إلى جعلها هدنة
مكتملة من خلال امتداد وقف إطلاق النار على العديد من الجماعات الأخرى
التي لا تشملها الهدنة بما في ذلك داعش وجبهة النصرة.

ولم تدخل المنظمات المتطرفة داعش ومنافستها جبهة النصرة في المحادثات،
ومن ثم فإن جميع المناطق التي تسيطر عليها ليست بمنأى عن الغارات الجوية
من دون خرق لشروط الاتفاق، وتفرض القوات الحكومية في الوقت الراهن حصارها
على مدينة حلب، وتعمل على دحر المتمردين منها والذين يسيطرون عليها منذ
عام 2012.

وتواصل القوات الحكومية تنفيذ هجماتها على مواقع جبهة "النصرة" التي
تسيطرمع سيطرة على جزء كبير  من البلاد منذ بدأت الحرب، ووفقًا للمستشار
الأميركي في الشرق الأوسط تشارلز ليستر، فإن هناك تقارير صادرة من
النشطاء تفيد عن وجود قصف  بالمدفعية الثقيلة وإطلاق نار بواسطة أسلحة
ثقيلة داخل مناطق واقعة شمالي حلب.
وواصلت الجماعات المتطرفة هجماتها ضد القوات الحكومية  واستهدفتها بواسطة
سيارة مفخخة في مدينة السالمية، ما أسفر عن مقتل شخصين بعد ساعتين فقط من
سريان وقف إطلاق النار، وأعلنت  جماعة "داعش مسؤوليتها عن الحادث.

وأشار المراقبون الدوليون  إلى وجود حالة من التهدئة، إلا أن المتمردين
من جماعة جيش الإسلام في محافظة اللاذقية ذكروا أن القوات الحكومية
استخدمت القنابل ضدهم وقتلت ثلاثة أشخاص، كما أكد المراقب الدولي  ليستر
عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على أن القوات الحكو ميةارتكبت ما
لا يقل عن تسعة انتهاكات ثلاثة منها تبدو حقيقية.

وأكد وزير الدفاع الروسي إن قواته  ستنّفذ إلتزامها بوقف إطلاق النار
ولكن ذلك لا يعني أن الجماعات المتطرفة سوف تهنأ بالهدنة، فيما نشر
السبت على حساب Syria Rising في موقع "تويتر"، فيديو صنعّته ميليشيات غير
معروفة رفضت  فيه الالتزام بشروط التهدئة وتعهدت بمواصلة القتال.
ويأمل المسؤولين في الأمم المتحدة استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، حتى
يتسنى الدخول في مزيد من المفاوضات للتوصل إلى تسوية عندما يلتقي
الممثلون عن الحكومة والمتمردين مرة أخرى في المحادثات المزمع إجرائها في
السابع من آذار/مارس المقبل، في مدينة جنيف السويسرية.

وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات توقفت مؤقتًا في وقتٍ سابق من هذا
الشهر في أعقاب قطع الجيش لخط الإمداد الرئيسي الرابط ما بين حلب
والحدود التركية، محرزا"تقدمًا في بلدات  نوبول والزهراء المحاصرة، إلا
أن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي قام بتعليق المحادثات
أوضح بأن هذه ليست النهاية ولا يعدّ ذلك دليلاً على الفشل في الوقت الذي
يهتم فيه كلا الجانبين بالبدء في عملية سياسية.