ميليشيات الحوثيين

طالب  عضو اللجنة الثورية لجماعة "الحوثيين" يوسف الفيشي في رسالة نشرها على موقعه  في"فيسبوك" المسؤولين الإيرانيين بالبقاء بعيدًا عن الصراع اليمني. وتحت عنوان "كفى مزايدات واستغلالا"، طالب يوسف الفيشي (أبو مالك)، الذي يعد من قيادات الصف الأول في حركة الحوثيين، (عضو ما يسمى اللجنة الثورية العليا) المسؤولين "في الجمهورية الإسلامية في إيران بالسكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن". وجاء ذلك بعد يوم من اعلان الجنرال الايراني مسعود جزايري نائب رئيس هيئة الأركان في الحرس الثوري، إن طهران قد ترسل مستشارين عسكريين لمساعدة الحوثيين.
وأعلن نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر خلال لقائه في الرياض سفيري أميركا وألمانيا، "قرب استعادة الدولة" من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، مؤكدًا -على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)- استمرار المتمردين في ارتكاب جرائم ضد المدنيين، ومنعهم وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن والبلدات المحاصرة، ورفضهم تنفيذ قرارات المجتمع الدولي.

وتعرّض الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي صالح لخسائر فادحة في الأرواح والمعدات نتيجةَ المعارك وغارات التحالف على مواقعهم وتحصيناتهم في منطقة "نقيل بن غيلان" ومناطق "ملح ومسورة ومحلي وخلقة" الواقعة في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء، وكذلك في منطقتي المكلكل والضبع شرقي تعز. وذكرت مصادر المقاومة الشعبية أن 40 متمردًا على الأقل سقطوا قتلى وجرحى في معارك اليومين الأخيرين.

وكثّف طيران التحالف العربي الأربعاء غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في محافظات حجة وصعدة وتعز ومأرب، بالتزامن مع اشتداد المعارك التي تقودها القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية ضد المتمردين في جبهات تعز والضالع والجوف وعند المدخل الشمالي الشرقي لصنعاء في مديرية نهم. وطاولت الغارات مواقع الجماعة وقوات صالح في مديريتي حرض وميدي الحدوديتين شمال محافظة حجة، واستهدفت مناطق الوازعية ومطار تعز القديم ومدينة المخا، كما ضربت تجمعاتهم في مناطق نهم ومديرية صرواح غرب مأرب.

وكشفت مصادر المقاومة والجيش بأن 20 حوثيًا سقطوا قتلى وجرحى في مواجهات مع قوات الشرعية في جبهة "حمك ويبار" الواقعة بين محافظتي الضالع وإب، كما كشفت عن مقتل العقيد في الجيش فضل القحيف وإصابة أربعة جنود في الاشتباكات التي اشتدت وتيرتها الأربعاء باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وأسفرت عن صد محاولة المتمردين التقدم باتجاه مواقع المقاومة والجيش.

وفي محافظة تعز التي تشهد معارك كرّ وفرّ مستمرة منذ أشهر في أحياء المدينة وأريافها، قالت مصادر المقاومة إن غارات طيران التحالف استهدفت تجمعات المتمردين في منطقتي المكلكل والضبع شرق المدينة وأوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة. وأكّدت المصادر أن قوات من اللواء 35 مدرع في الجيش مدعومة بمسلحي المقاومة، سيطرت الأربعاء على أجزاء كبيرة من منطقة المقضى في منطقة الأقروض في الريف الجنوبي لمدينة تعز، عقب معارك استمرت ساعات مع قوات الحوثيين وصالح استخدمت خلالها المدفعية والأسلحة المتوسطة.

وفي العاصمة الموقتة عدن، قالت مصادر حكومية إن نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد بحاح عقد اجتماعًا للقادة الأمنيين والعسكريين، وأكد ضرورة إعادة بناء وزارة الدفاع على أسس سليمة ووطنية والإسراع في استكمال تأهيل مسلحي المقاومة ودمجهم.

ورحبت قيادة قوات التحالف العربي بطلب التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للسعودية الذي قدمته شخصيات قبلية يمنية سعيًا لإيجاد حال من لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية إلى القرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، مؤكدة أن قوات التحالف استجابت لذلك عبر منفذ "علب" الحدودي.

وأعربت القيادة في بيان  صحافي بثته وكالة الأنباء السعودية ، عن ترحيبها باستمرار التهدئة في إطار تطبيقها لخطة "إعادة الأمل"، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة. وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري، أن قيادة التحالف رحبت بخطوة القبائل لطلب التهدئة. وقال في تصريحات صحافية الأربعاء، إن هناك تواصلًا مستمرًا مع الأشخاص الذين بادروا إلى التهدئة لإيصال المساعدات، وهم بعض شيوخ وأعيان القبائل في المناطق المحاذية للحدود السعودية، وذلك بهدف طلب إيصال المساعدات الطبية والإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب.

وأضاف عسيري أنه تمت الاستجابة لهذه المبادرة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة وإيصال المساعدات إلى جميع المناطق اليمنية المتضررة. وتمنى أن تقوم المنظمات الإغاثية الدولية بدورها في إيصال المساعدات إلى تعز، وشدد على أن قيادة التحالف لا تفرق في المساعدات بين منطقة وأخرى في اليمن.

وأكد عسيري عدم وجود مفاوضات مع الحوثيين أو الرئيس السابق علي صالح، بل هي وساطات قبلية، مشيرًا إلى أن التحالف يدعم الحكومة الشرعية، وليست له أهداف في اليمن، مشددًا على أنه لا مفاوضات إلا مع الحكومة الشرعية ومن خلال الأمم المتحدة، وقال إن التحالف يفرق بين الحوثيين كمكوّن سياسي يمني وبينهم كميليشيات مسلحة. وأشار إلى أن صالح ليس طرفًا في المعادلة السياسية، "لأن صالح يؤكد أنه ليس في تحالف مع الحوثيين، وأنهم هم من يسيطرون على العاصمة صنعاء، غير أن صالح يقع تحت العقوبات الأممية وإنه كان أحد أسباب دمار اليمن".

 والتقى نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، في مقر السفارة اليمنية في الرياض وكيل وزارة الخارجية الأميركي للشؤون السياسية توماس شانون. وطالب المخلافي الولايات المتحدة بممارسة المزيد من الضغوط على "الحوثيين" لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخصوصًا القرار 2216، وإنقاذ الشعب اليمني من أوضاعه الاقتصادية.