أكد الرئيس التنفيذي لمطار بروكسل أرنو فيست على أنه سوف يتم السماح بتسيير ثلاث رحلات تجارية على أن تغادر بدايةً من الغد في أعقاب الهجمات الإرهابية التي كانت واحدة من أحلك الأيام في تاريخ طيران بلجيكا

تقرر تشغيل مطار بروكسل جزئيا بدايةً من الأحد للمرة الأولي منذ تفجير إثنين من الجهاديين الإنتحاريين أنفسهم عند المكان المخصص لفحص، جوازات السفر مما أدى إلى مقتل 14 شخصاً بريئاً وإصابة العشرات الآخرين, وأكد الرئيس التنفيذي أرنو فيست الخميس على أن المطار سوف يسمح بتسيير ثلاث رحلاتٍ تجارية، في أعقاب واحدة من أحلك الأيام في تاريخ الطيران البلجيكي، على أن تغادر رحلات خطوط طيران بروكسل الرائدة إلى فارو Faro في البرتغال و تورين Turin في إيطاليـا و أثينا Athens في اليونان وتغادر أولى الخدمات بلجيكا غدًا بعد الظهيرة, وأضاف أن المطار سوف يكون متاح الوصول إليه بواسطة السيارة أو سيارات الأجرة، مع تطبيق إجراءات أمنية مشددة في المكان لجميع الركاب المسافرين, جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد ظهر اليوم في أحد الفندق البلجيكية.

وأغلق المطار منذ وقوع الهجمات الإنتحارية في 22 من آذار / مارس، والتي راح ضحيتها 16 شخصًا عند صالة الوصول، فضلاً عن إصابة 16 آخرين في مترو بروكسل, وشوهد الإنتحاريان إبراهيم البكراوي و نجم لاكراوي على شاشات المراقبة التليفزيونية وهو يتحرك بهدوء ومعه الحقائب التي تحتوي على متفجرات داخل المطار قبيل تفجيرها عند منطقة فحص الجوازات.

ورافق الإنتحاريان رجل غامض يرتدي زي أبيض، والذي لا يزال هارباً عقب التخلي عن أداء مهمته في التفجير والهروب من المطار بعد فشل قنبلته في الإنفجار. وبعد 79 دقيقة فقط من تفجير المطار، فقد قام كريم البكراوي بتفجير نفسه عند قطار المترو في محطة مايلبيك Maelbeek في بروكسل، وهو ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً آخرين وإصابة ما يزيد عن 270 آخرين. وتبني وقتها تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات المزدوجة التي هزت أوروبـا.

وذكر السيد فيست اليوم بأنه وعلى الرغم من فتح المطار جزئياً مرةً أخرى، إلا أن البلاد لن تنسي أبداً ذلك " اليوم الأسود ". مشيراً إلى أن إعادة تشغيل الخدمات كان بمثابة بارقة أمل أظهرت الرغبة والقوة في التغلب علي التحديات وعدم الإستسلام. وأضاف بأنه كان يأمل بتشغيل المطار كلياً بحلول حزيران / يونيو أو تموز / يوليو في الوقت المناسب تماماً لذروة العطلات المدرسية، مؤكداً على ضرورة المضي قدماً وعدم السماح بالإستسلام للضغوط بسبب ما حدث.

 وأوضح بأنه قد تم تخصيص منطقة لفحص الجوازات لجميع خطوط الطيران، ثم يجري فحص حقائب اليد ومن ثم يضم الركاب إلي المنطقة التجارية للمطار, أما هؤلاء الذين يصلون من خارج بروكسل، فسوف يتم توجيههم إلي منطقة خروج هادئة حال هبوطهم أرض المطار، حيث المنطقة التي لم تتضرر جراء وقوع الإنفجار, مشدداً على أنهم يحاولون ضمان عدم تأثير هذه التدابير الإضافية على راحة الركاب المسافرين عبر المطار، في ظل مشاركة أكثر من 800 متطوع ممن يعملون علي تسهيل إجراءات الرحلات.

وأضاف المتحدث بإسم الشرطة مايكل جونيو بأن حزمة التدابير الأمنية الجديدة سوف تتضمن تفتيش للمركبات التي تصل المطار، إضافةً إلى ضوابط جديدة علي الناس والأمتعة قبل أن يتم السماح لهم بدخول مبنى المطار, كما ذكر بأنه سوف يتم أيضاً فحص بطاقات هوية المسافرين ووثائق السفر للتأكد من أنها مطابقة. وكان مطار بروكسل الذي يسير عادةً 600 رحلة يومياً قد خدم حوالي 1,5 مليون شخص في شباط / فبراير قبل شهر من وقوع الإنفجار.