جنون التقاط الصور الشخصية يضع حياة هؤلاء الذين يلتقطونها ومن حولهم في خطر

حذر علماء النفس من مغامرة الأشخاص بحياتهم وسلامتهم من أجل التقاط الصور الشخصية لاسيما "السيلفي"، وسجَّل العام 2015 مقتل 100 مواطن روسي خلال الحصول على صور بطريقة متهورة أو خوض مواقف خطيرة للحصول على لقطات مميزة، كما خسر قائد طائرة حياته وتسبب في وفاة الركاب حينما كان يحاول الحصول على صورة شخصية في أيار/ مايو 2014.

ولم يكن العام 2016 هو الأفضل للصور الشخصية، ففي شباط/ فبراير 2015 التفت سائحون من الأرجنتين حول صغير دولفين لالتقاط صورة سيلفي معه، إلا أن الحيوان المهدد بالانقراض لم تدم حياته طويلاً بسبب الضغوط والإنهاك الحراري، وفي مطلع آذار/ مارس من العام ذاته فقد أدى إخراج سائح لبجعة من بحيرة في مقدونيا لالتقاط صورة شخصية معها إلى نفوقها، وأثير غضب عارم إثر هاتين الواقعتين بعد نفوق الحيوانات.

وأطلقت السلطات الروسية حملة العام 2015 للتحذير من أن الحصول على الصور الشخصية قد يكلف حياة من يقوم بالتقاطها، بعدما أشارت تقديرات الشرطة إلى أن ما يقرب من 100 روسي قد لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح جراء التقاط الصور الشخصية بشكلٍ متهور أو خوض مواقف خطيرة للحصول على صور مميزة،  فعلى سبيل المثال، أصيبت سيدة بطلقٍ ناري من بندقية كما لم ينجو اثنان من الرجال الذين كانوا يحملون قنابل، فضلاً عن التقاط أشخاص صور من أعلى قطار متحرك.

ونتج أيضاً عن التقاط الصور من أعلى المرتفعات وقوع ضحايا، حيث سقطت سائحة بولندية في إشبيلية الإسبانية من فوق جسر ولقت حتفها خلال محاولتها التقاط صورة شخصية، بينما خسر قائد طائرة من طراز سيسنا السيطرة على طائرته – ليسقط هو وركابه قتلى، حينما كان يحاول أن يحصل على صورة شخصية في أيار/ مايو 2014.

ويعتبر المصور الأميركي روبرت كورنيليوس رائداً في التقاط الصور الشخصية والتي كان أولها العام 1839 باستخدام واحدة من أقدم الكاميرات التي قام بضبطها وهرع من أجل اتخاذ الوضعية المناسبة لالتقاطها، ومع توافر الكاميرات على نطاق واسع خلال القرن العشرين، أدى ذلك إلى مزيد من الصور الشخصية، مع استخدام الكثير الطريقة  الشائعة في التقاط الصور أمام المرآة، ومع اختراع الهواتف التي تضم كاميرا، شهدت تقنية الصور الشخصية أو السيلفي تطوراً كبيراً، ليتم بعدها إدخال العصا الحاملة للهواتف للحصول على الصور.

إلا أن الاحتفال بكون هذه العصا من أفضل 25 اختراعًا للعام 2014 لم يدم طويلاً، مع منع استخدامها فيما بعد داخل الكثير من المتاحف والحدائق العامة بما في ذلك منتجع والت ديزني، وبصرف النظر عن التقديرات الصحيحة بشأن عدد الصور الشخصية الملتقطة، فإن استطلاع بيو للعام 2014 يشير إلى أن 55% من جيل الألفية قد تقاسم الصور الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي، بينما لا يعرف 33% من الجيل الصامت (الذين ولدوا في الفترة ما بين العامين 1920 و1945) ما هي السيلفي.

ويعتقد أستاذ علم النفس، آندريه ليتاميندي، أن الصور الشخصية تسمح لشباب المراهقين بالتعبير عن حالتهم المزاجية ومشاركة أهم التجارب، في حين أوضح البعض أن الصور الشخصية يمكن أن تعزز من الثقة بالنفس عبر إظهار الصورة للآخرين والتي تكشف عن مدى جمال صاحبها، مع الاحتفاظ بالذكريات الرائعة، وتشير الدلائل إلى أن التقاط صور شخصية قد يكون من أجل جذب مزيد من الاهتمام والحصول على التعليقات أكثر من صور أشخاص آخرين كالأصدقاء والأقران عبر مواقع التواصل في إطار المقارنة الاجتماعية، كما أن الحصول على تعليقات إيجابية يعد جيداً بالنسبة إلى هؤلاء الذين يعانون من الوحدة أو العزلة وعدم الشعور بالأمان.