آثار الدمار في سورية

أكَّد "المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان"، أنَّ "المفاوضات لا تزال جارية بين مندوبين عن مقاتلي "الكتائب" المقاتلة، و"الكتائب الإسلاميَّة" المقاتلة من طرف، والقوَّات الحكوميَّة والدِّفاع الوطنيّ الموالي للحكومة، و"حزب الله" اللبنانيّ، ومحافظ حمص من طرف آخر، بوساطة من اللّجان الأهلية والأمم المتَّحدة، وبحضور مندوبين من السفارتين الروسيّة والإيرانيَّة، ولا يعرف حتى الآن ما إذا كانوا، أي المندوبين عن السفارتين الروسية والإيرانية، طرفًا في المفاوضات، أم مراقبين، أم ضامنين للاتفاق.
ويتم خلال الاتفاق بحث نقاط عدة، وهي، انسحاب مقاتلي "الكتائب" المقاتلة، و"الكتائب الإسلاميَّة" المقاتلة، من أحياء حمص المحاصرة، بمرافقة القوَّات الحكوميَّة، ومندوبين عن الأمم المتَّحدة، وأن يتم ذلك بالتوازي مع البند الأول، وفتح ممرّ آمن لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى بلدتي نبّل والزهراء، في ريف محافظة حلب، واللتان يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، وسيتم الانسحاب عبر طريق "حماه - حمص"، في اتجاه بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، ويتم تسوية أوضاع 50 مقاتلًا من حي الوعر، في مدينة حمص، من المنشقين عن القوَّات الحكوميَّة، وتسيطر القوَّات الحكوميَّة على حي الوعر، إضافةً إلى دخولها إلى أحياء جورة الشياح والقرابيص والحميدية، ووادي السايح، وحمص القديمة، ويتم إبقاء السلاح الفردي مع مقاتلي "الكتائب" المقاتلة، و"الكتائب الإسلاميَّة" المقاتلة المنسحبين، لحماية أنفسهم من أي خرق للاتفاق".
وكان محافظ حمص، قد أخفى الحصيلة شبه النهائية  للخسائر البشرية في تفجير السيارتين المُفخَّختين في حي الزهراء في مدينة حمص، الثلاثاء الماضي، في محاولة لتمرير الاتفاق، حيث ارتفعت تلك الحصيلة إلى 147، من ضمنهم ما لا يقل عن 46 طفلًا دون سن الـ18، وهم عدد المدنيين الذين تم توثيق استشهادهم  في هذين التفجيرين، اللذين وَقَعَا في الثلاثاء الماضي الموافق 29 نيسان/أبريل الماضي، في منطقتي دوار العباسية، ودوار المواصلات القديم، في حي الزهراء، الذي يقطنه غالبية من الطائفة العلوية، وتبنتهما "جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، كما قتل ولقي مصرعه في هذين التفجيرين 21 شخصًا من ضمنهم 12 من عناصر الشرطة، وقوَّات الدفاع الوطني، وعنصر من الأمن، الذين تصادف تواجدهم في المنطقة مع وقوع التفجيرين، والـ9 الآخرين لا يزالون مجهولي الهوية حتى اللحظة".
وفي محافظة درعا، "تتعرض مناطق في بلدة الغارية الشرقية إلى قصف من القوَّات الحكوميَّة، ما أدى إلى استشهاد رجل  وسيدة من عائلة واحدة، ومعلومات عن سقوط عدد من الجرحى، كما قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر منطقة في شمال بلدة سحم الجولان، في حين ألقى الطيران المروحي برميلًا على الحي الغربي في بلدة طفس، ومعلومات عن سقوط ما لا يقل عن 7 جرحى، وكذلك عثر على جثة متفسخة لرجل من مدينة نوى مصابًا بطلق ناري ومُكبَّل اليدين يوم أمس، اختطف منذ نحو شهر مع رجل آخر من المدينة، ولا معلومات حتى الآن عن مصير الرجل الآخر، بينما استشهد رجل متأثرًا بإصابته برصاص قناص في حي طريق السد، في درعا المحطة، منذ نحو يومين".
وفي محافظة اللاذقية، "تدور اشتباكات بين مقاتلي "جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، و"جنود الشام"، و"حركة أحرار الشام"، و"حركة شام الإسلام"، و"حركة أنصار الشام"، و"فيلق الشام"، و"فرقة أبناء القادسية"، و"تجمع شامنا"، و"كتائب إسلامية" مقاتلة عدة، من جهة، والقوَّات الحكوميَّة مُدعَّمة بقوَّات الدفاع الوطني، ومُسلَّحين من جنسيات عربية، و"المقاومة السّوريّة لتحرير لواء إسكندرون"، ومقاتلي "حزب الله" اللبناني من جهة أخرى، في محيط قرية السمرا، وبالقرب من المرتفع 1017، القريب من بلدة كسب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين".
وفي محافظة حماة، "وردت معلومات عن استشهاد طفلة، وإصابة طفلان آخران، على الأقل بجراح، جراء انفجار قنبلة لم تكن انفجرت سابقًا في منطقة حربنفسه، في الريف الجنوبي لحماه".
وفي محافظة ريف دمشق، "تستمر الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي "الكتائب الإسلاميَّة" المقاتلة، و"جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف، والقوَّات الحكوميَّة مُدعَّمة بقوَّات "حزب الله" اللبناني، ومُسلَّحين من جنسيات عربية، وقوَّات الدفاع الوطني من طرف آخر في بلدة المليحة ومحيطها، بالتزامن مع قصف من القوَّات الحكوميَّة على مناطق في بلدة المليحة ومنطقة الاشتباك".
وفي محافظة حلب، "أصيب 3 طلاب جامعيين على الأقل، بجراح، جراء سقوط قذيفة على كلية الاقتصاد في حرم جامعة حلب، في حين لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط مبنى المخابرات الجوية، ومحيط كتيبة المدفعية، في حي الزهراء  بين القوَّات الحكوميَّة مُدعَّمة بقوَّات الدفاع الوطني، ومُسلَّحين من جنسيات عربية، ومقاتلي "حزب الله" اللبناني من جهة، ومقاتلي "جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، ومقاتلي "جيش المهاجرين والأنصار"، الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية من جهة أخرى".
وفي محافظة الحسكة، "أعلنت "الدولة الإسلاميَّة في العراق والشام"، في منطقة تل حميس، الواقعة في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي، عن منح جائزة 200 ألف ليرة سورية، لمن يحفظ القرآن الكريم، وجائزة أخرى بقيمة 50 ألف ليرة سورية لمن يحفظ ألف حديث شريف".
وفي محافظة دير الزور ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة ( تنظيم القاعدة في بلاد الشام) قد سيطرتا على قرية أبريهة بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي سيطرت على القرية ليل أمس الجمعة وتبعد القرية عن بلدة البصيرة بنحو 3 كيلومتر، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين، على الأطراف الغربية لقرية أبريهة وأطراف قرية الصبحة، وقرية التوامية وسط استقدام تعزيزات عسكرية من الطرفين إلى منطقة الاشتباك، حيث ارتفع إلى ما لا يقل عن 62 بينهم قياديان من جبهة النصرة ولواء إسلامي مقاتل.
وتشهد بلدة البصيرة التي يقطنها أكثر من 35 ألف مواطناً، وقرية أبريهة التي يقطنها أكثر من 12 ألف مواطن، وقرية الزر التي يقطنها نحو 15 ألف مواطن حالة نزوح شبه كاملة بسبب الاشتباكات الجارية في المنطقة.
كما شهدت بلدة البصيرة وقرية الزر حرق عدد من منازل المواطنين من قبل مقاتلي النصرة، كذلك أحرقت الدولة الإسلامية عدة منازل لمواطنين في قرية أبريهة،  وكانت طفلة من بلدة البصيرة في الريف الشرقي لدير الزور، استشهدت في الأول من شهر أيار/ مايو الجاري، جراء سقوط قذيفة على منطقة في البلدة.