الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

وجه معالي عبدالسلام هدلية عمر، وزير الخارجية الصومالي، الشكر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على الدعم الدائم الذي تقدمه الامارات لبلاده الآن وفي مختلف المراحل العصيبة التي مرت بها الصومال، مؤكدا أهمية دور دولة الإمارات وما تقوم به من جهود في دعم السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وسط تحديات هائلة تواجه الدول العربية في فترة هي الأصعب في تاريخ الأمة العربية.

وأشار إلى أن الاستقرار ضروورة لا غنى عنها لتحقيق التنمية المستدامة التي تنشدها دول عديدة في المنطقة، معربا عن قلقه ورفضه لما يحدث في اليمن والانقلاب على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ووصف الموقف بـ"المقلق" و"غير المقبول".

وأوضح إن الهدف من زيارته إلى الإمارات تأتي تلبية لدعوة كريمة من  وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لمناقشة العديد من القضايا المرتبطة بتقوية العلاقات بين البلدين لافتا إلى أن الزيارة شملت زيارة الجرحى الصوماليين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات الدولة، علاوة على عقد لقاءات مع وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد لتوطيد أواصر العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الزيارة كانت ناجحة وحققت العديد من الإيجابيات.

وأشار الوزير الصومالي إلى أن هناك ثلاثة أوجه للتعاون بين البلدين أولها دعم الخارجية الإماراتية لنظيرتها الصومالية وتعزيز التفاهم الموجود بين الدولتين، علاوة على العلاقات الرامية إلى فرض الأمن والسلم والاستقرار في الصومال ودعم الجهات الأمنية الصومالية المختلفة التي تعمل من أجل تحقيق هذه الأهداف، لافتا إلى أن هناك نجاحا كبيرا ناتجا عن دعم دولة الإمارات المهم في مجال جمع المعلومات، علاوة على تدريب أفراد الأمن والقوات الصومالية، مؤكدا أن هناك تفهما بأن الصومال لن تعود للوراء تدرك أهمية تطوير قدرات القوات الدفاع لديها وجيشها الوطني.

ولفت وزير الخارجية الصومالي إلى أن التعاون الأمني لا يقتصر على الإمارات فقط، بل يشمل دولا عدة في المنطقة والعالم لمواجهة خطر القرصنة الذي يهدد العالم كله، وذلك لارتباطه بطرق التجارة العالمية وتحديدا في مناطق مضيق باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي.

وعلى صعيد العلاقات التجارية بين الصومال والإمارات، مشيرا أنه على الرغم من الحرب الأهلية لم تتوقف حركة التجارة بين البلدين ولدينا العديد من رحلات الطيران بين مطارات عديدة في الإمارات وبين مقديشيو للوصول إلى نقاط عدة في الإمارات، منها أبوظبي ودبي والشارقة"، مضيفا: إن الصومال ترحب برجال الأعمال وسيدات الأعمال الإماراتيين في مختلف المجالات، وهناك تسهيلات لرجال وسيدات الأعمال عند دخولهم الأراضي الصومالية.

وأضاف إن الصادرات من الإمارات تزيد على مليار دولار سنويا علاوة على أرقام مبالغ التحويلات التي ترد من المغتربين الصوماليين في الإمارات والتي تزيد على 1.5 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 20 ألف صومالي مغترب يعملون في الإمارات، من بينهم رجال وسيدات أعمال، مشيدا بالأجواء التي تعيش فيها الجالية الصومالية في الإماراتا والتي تضم مهنيين في مختلف مجالات العمل، حيث إنهم يعملون في الدولة ويقومون بأعمالهم ويربون أبناءهم.

وأشار وزير الخارجية الصومالي إلى أن دولة الإمارات شهدت تطورا ونهضة في وقت قصير جدا وأصبحت الإمارات نموذجا لهذا التطور في مختلف المجالات، ومنها الطاقة المتجددة والنظيفة وذلك في إطار استخدام عائدات النفط بشكل سليم، حيث أنجزت الإمارات نهضة حضارية كبرى خلال الـ25 عاما الماضية، لافتا إلى أنه يمكن أن تتعلم الصومال من تجربة الإمارات.

وبين إلى أن سواحل الصومال والتي تبلغ 3200 كيلو متر، هي الأكبر في العالم العربي وأفريقيا ما يعد فرصة للاستثمار للإمارات وكل الدول العربية، في مجال الطاقة والموانئ والصيد والتي تم تجاهلها خلال العقدين الماضيين بسبب الحرب الأهلية، مؤكدا أن الموارد متاحة ويمكن الاستفادة منها والاستثمار فيها.

وعن الأوضاع في الصومال، أكد وزير الخارجية الصومالي " الأعوام الأربعة الماضية شهدت تحسنا وكثر الباحثون عن مستقبل الصومال ومصلحته، في الوقت الذي يقف على الجانب الأخر الإرهابيون، والذين يتم محاربتهم بالتعاون مع دول في العالم ودول الجوار مثل جيبوتي وأوغندا وبوروندي وإثيوبيا وكينيا ونتعاون لوقف هذا الخطر".