وزير الزراعة الفلسطيني الدكتور سفيان عبد الرحمن شكري سلطان

أكد وزير الزراعة الفلسطيني الدكتور سفيان عبد الرحمن شكري سلطان أن الإمارات كانت من أولى الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، وإن الإمارات كانت وما زالت داعمًا قويًا وأساسيًا لصمود الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه تحت وطأة الاحتلال.

ورفع الوزير الفلسطيني جزيل الشكر والتقدير والعرفان إلى الإمارات قيادة وشعبًا وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخوه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، على جميع ما قدمته الإمارات وما زالت تقدمه من دعم مادي ومعنوي للشعب الفلسطيني، ومؤازرته في كافة المحن والمواقف الصعبة التي يعاني منها تحت ضيم الاحتلال. 


وأوضح "إن زيارتي لدولة الإمارات تأتي في إطار تعميق التعاون وتبادل الخبرات ودعما للشعب الفلسطيني في أرضه خاصة المزارعين الذين يتعرضون للانتهاكات "الإسرائيلية" بشكل يومي، موضحًا أن لقاءه مع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، كان لقاء أخويًا ووديًا يعكس الأخوة والمحبة والمودة المتبادلة بين الشعب الإماراتي وشعب فلسطين، وكذلك كان اللقاء مع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومع الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، فلهم جزيل الشكر والامتنان والتقدير على تعاونهم ودعمهم المستمر ووقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية. 


وذكر أن زيارته للإمارات زيارة موفقة تم خلالها توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع بعض الجهات في الدولة منها وزارة البيئة والمياه ومركز إكبا الدولي للزراعة الملحية ليتم بموجبها تبادل الخبرات في مجالات البحوث العلمية الزراعية ومجال مكافحة التصحر ومجال استخدامات المياه المالحة في الزراعة، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب في مجالات التربة والمياه والإرشاد الزراعي، ومجالات زراعة النخيل والمنتجات الزراعية الأخرى. 


وأضاف أن إبرز المعوقات التي تواجه قطاع الزراعة في فلسطين هي انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" واعتداءاته المتكررة على المزارعين ونهب الأراضي، وسيطرته على مصادر المياه، حيث أن الفلسطينيين لا يأخذون من المياه سوى 10% من حقوقهم فيها، "وإسرائيل" تحدد للمزارعين الفلسطينيين كمية ضخ المياه من خلال وضع عدادات على الآبار الارتوازية الفلسطينية وقراءتها من خلال الأقمار الاصطناعية، ويتم التحكم فيها من خلال ما يسمى الإدارة المدنية، ولذلك صار المزارع يتجنب زراعة المحاصيل التي تحتاج مياه كثيرة مثل الموز والورود، مؤكدًا أن "إسرائيل" تريد أن تحول المزارع الفلسطيني إلى زبون يشتري المياه منها، أما المزارع "الإسرائيلي" فله مطلق الحرية في استخدام المياه فهو يستهلك 9 أضعاف المزارع الفلسطيني، لقد وصلت العنصرية في الاحتلال أن المياه تمر من أرض الفلسطيني والكهرباء من فوق أرضه ويمنع أن يأخذ منها. 


وتابع هذه قضية أساسية على مستوى الاستثمار، فقد أجمعت المؤسسات الدولية والبنك الدولي أنه لو تم الاستثمار في المجال الزراعي في الأراضي الفلسطينية التي تسيطر "إسرائيل" على 60% منها سيتم تشغيل 200 ألف عامل فلسطيني، وزيادة الدخل القومي الفلسطيني بمعدل مليار دولار سنويًا، لكن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الزراعة ويعيق عملية حصول المزارعين على الآليات والمعدات اللازمة والضرورية للقطاع الزراعي، بالإضافة إلى إغلاق الحدود باستمرار مما يعيق التصدير للخارج، كما أن الجانب "الإسرائيلي" يعيق الاستيراد ويحدد عدد معين من رؤوس الأغنام المسموح باستيرادها، ويجبروننا على الاستيراد من دول محددة غالبا تكون الأسعار فيها مرتفعة، وللأسف هم لا يلتزمون بالاتفاقيات ويضربون بها عرض الحائط، حتى اتفاقية باريس الاقتصادية، لم يلتزموا فيها، ولا يعبرون أي مؤسسة دولية. 


وأضاف الدكتور سفيان سلطان وزير الزراعة الفلسطيني "لقد سبق وأن شاركت في وضع استراتيجيات لتطوير قطاع الزراعة في 12 دولة عربية، ونتمنى استثمار خبراتنا في تطوير القطاع الزراعي في فلسطين ولكن حتى استراتيجيتنا الوطنية التي تمت عام 1994، وشاركت أيضًا فيها، يعرقلون عملية تنفيذها على أرض الواقع، لذلك نحن نعمل دائمًا على تطبيق استراتيجيات تندرج في إطار حل المشاكل وإدارة الأزمات كي تناسب الأوضاع التي نعيشها تحت الاحتلال، لدينا مشاريع لموازنات وبناء سدود للمياه ولكنهم يضيقون جدا عملية تطبيق الاستراتيجية". 
وأوضح أنه رغم المعاناة والتنكيل فإن المزارع الفلسطيني مدرك وواع وصامد في أرضه، وأثبت جدارته من خلال المحاصيل التي ينتجها وتنافس أفضل محاصيل الدول مثل التمور والعنب، الزيتون، وما زلنا رغم كل الظروف نصدر لأكثر من 20 دولة، ولدينا كفاءات وقدرات، لتزويد الدول بالخضار حتى في شهر يناير/ كانون الثاني حيث ننتج نسبة كبيرة من الخضار خلال هذا الشهر وهذه ميزة نادرة، ولكن طبيعة تربة فلسطين ومناخها حيث فيها مناطق شبه استوائية، أدت إلى تنوع المنتج الزراعي وجودة الثمار بمستوى عال جدًا