المنتخب التونسي لكرة القدم

اعتقلت السلطات الأمنية التونسيّة مواطنًا كامرونيًا يدعى محمد حياتو، ادعى أن وزير الشباب والرياضة التونسي، طارق ذياب طلب منه إعاقة تأهل منتخب تونس إلى نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 لصالح الكاميرون، برشوة حكم مباراة ذهاب الدور الأخير من تصفيات كأس العالم بين المنتخبين التونسي والكامروني، كومان كوليبالي، ونفى الوزير هذه التهم مؤكّدا أنه يتعرض إلى "حملة مغرضة للإطاحة به عن منصبه"، وتأتي هذه الحادثة لتعمق الأزمة بين الوزير واتحاد كرة القدم، بعد أن دخلوا في حرب ومواجهات حامية منذ خسارة تونس أمام منتخب الرأس الأخضر، والتي دفعت بالوزير إلى مراسلة الـ"فيفا" لحلّ الهيئة التنفيذية للإتحاد، إلا أن الـ"فيفا" طالبت السياسيين بعدم التدخل في الرياضة، مهدّدةً بحرمان المنتخبات التونسية من المسابقات الدولية. وأعلنت الحكومة التونسية أنها أمرت السلطات الأمنية بمتابعة القضية، وجرى فتح تحقيق عاجل مع الكاميروني محمد حياتو.وفجّر رئيس الرابطة المحلية لكرة القدم في محافظة صفاقس التونسية، معز المستيري قنبلة في الوسط الرياضي والسياسي في تونس، معلنًا أن حياتو اتصل به وطلب لقائه السبت الماضي، ليخبره أن وزير الشباب والرياضة طارق ذياب طلب منه رشوة الحكم كومان كوليبالي ومساعدة الكامرون على هزيمة المنتخب الوطني التونسي. وأفاد رئيس رابطة الكرة في صفاقس أن حياتو أكد له أنه اشترى في السابق ذمم حكام أفارقة لمساعدة أندية تونسية وليبية في المسابقات القارية، وذلك بحكم قرابته العائلية مع رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عيسى حياتو.وأفادت مصادر لـ"العرب اليوم" أن قوات الأمن في مدينة صفاقس، اعتقلت  الشخص المذكور للتحقيق معه في الاتهامات التي وجهها للوزير، واستدعته إلى مقر الأمن المركزي في العاصمة التونسية،  للتحقيق معه، حيث أمرت رئاسة الحكومة بفتح تحقيق عاجل في القضية. ولم يصدر إلى الآن أي رد شخصي عن وزير الشباب والرياضة طارق ذياب الذي أكد مقربون منه أنه يرفض الرد على هاتفه الخاص، إلا أن وزارة الشباب والرياضة أصدرت بيانًا أكدت فيه أن "الادعاءات الباطلة والمغرضة التي طالت شخص وزير الشباب والرياضة طارق ذياب في عدد من وسائل الإعلام عارية من الصحة"، مؤكدةً أن المصالح الأمنية تكفلت بهذا الملف، وسيبلغ الرأي العام بنتيجة الأبحاث حال إتمامها. وأكدت وزارة الرياضة أن ذياب يتعرض لحملة مغرضة تهدف للإطاحة به عن منصبه. وتشهد علاقة وزير الرياضة التونسي والقائد السابق لمنتخب تونس، بالهيئة الإدارية للإتحاد التونسي لكرة القدم، قطيعه وحربًا طاحنة منذ فشل تونس في التغلّب على منتخب الرأس الأخضر، والتي كادت تقصيها عن التأهل لمونديال البرازيل 2014 لولا قرار الإتحاد الدولي لكرة القدم بإقصاء الرأس الأخضر بسبب إشراكها غير القانوني للاعب معاقب في مباراة تونس.وحّمل ذياب مسؤولية الهزيمة أمام الرأس الأخضر غلى المدرب نبيل معلول الذي قدم استقالته، وإلى هيئة اتحاد كرة القدم والسياسيات الفاشلة لرئيسه وديع الجريء، وفقًا قوله. وشهد مسلسل الاحتقان بين الجانبين ذروته، إثر المراسلة التي بعث بها الوزير للـ"فيفا" يطالبها فيها بالتدخل لحل الهيئة التنفيذية الحالية لاتحاد كرة القدم، وتنظيم جلسة عامة استثنائية لانتخاب مكتب إداري جديد، إلا أن رد الـ"فيفا" كان حاسمًا، وهدد الاتحاد الدولي لكرة القدم بحرمان المنتخبات التونسية في أصنافها جميعها والفرق التونسية من المشاركة في المسابقات الدولية إذا واصل السياسيون التدخل في الرياضة.ويتواصل ملف التصدّعات والخلافات بين الوزير والإتحاد في انتظار الكشف عن ملابسات قضية الرشوة الجديدة التي تلاحق ذياب، واعتبر مقربون من قائد المنتخب الوطني وفريق "الترجي" سابقًا، وأحسن لاعب في أفريقيا عام 1977، والوزير الحالي للشباب والرياضة طارق ذياب أنه يتعرض لـ"مؤامرة حقيقة" ، مؤكدين أنه مهما بلغت خلافاته مع اتحاد كرة القدم فإن الأمر لن يصل إلى حد حرمان بلده تونس من التأهل للمونديال، معتبرين أنه يتعرض لحملة بسبب موقفه من اتحاد كرة القدم وتصريحاته الأخيرة التي حمّل فيها مسؤولية تدهور وضع كرة القدم في تونس إلى من وصفهم بـ"المسؤولين الفاشلين" من الموالين لصهر الرئيس التونسي المخلوع سليم شيبوب، الملاحق في قضايا فساد واستغلال نفوذ خارج تونس والذي كان بارون الرياضة في تونس، وشغل منصب رئيس فريق "الترجي" الرياضي التونسي طيلة 15 عامًا، وانتخب لعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في العام 2004.