مهرجان الغربية للرياضات المائية

تتواصل فعاليات مهرجان الغربية للرياضات المائية لليوم الرابع على شاطئ مدينة المرفأ في المنطقة الغربية، تحت رعاية  ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وتنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بالتعاون مع نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، وبدعم من نادي الغربية الرياضي.

وأكد مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي، حرص اللجنة المنظمة على كل ما من شأنه صون التراث، فالمهرجان يمثل مساحة للحنين إلى الماضي وفرصة لاستلهام التراث وتوظيفه في مساحات ومفردات شعبية تضاف إلى التصميم لساحة المهرجان، وكأن هذا التراث تجديد وبعث لروح كانت موجودة أعيدت إليها الحياة فصارت أجمل من كل الابتكارات، وذلك لأن التراث المحلي له نكهة جمالية وأبعاد نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلا معها.

وأوضح المزروعي أن مهرجان الغربية للرياضات المائية استطاع أن ينعش الحركة في المنطقة الغربية وليس اقتصاديا فقط، إنما هي فرصة لأبناء المنطقة لإبراز تراثهم الثقافي والتحاور مع ثقافات وتقاليد شعوب أخرى من خلال الإقبال الكبير من الزوار والسياح.

واعتبر أن المهرجان يعمل على إبراز الصورة الحقيقية لحياة الأجداد في السابق من ناحية التنقل في البحر والتي كانت تشكل ركيزة الحياة قديما، كما تسهم في تقديم الدعم الكبير للإنسان الإماراتي تشجيعا لجهوده في صون التراث والحفاظ على الأصالة، إضافة إلى السوق الشعبي وفعاليات الأطفال والعروض التراثية ومسابقات المسرح التي تهدف إلى تعريف الجمهور بأهمية هذه الفعاليات، كونها تعبر عن جزء من حضارة وتراث دولة الإمارات، كما أنها تسهم في إبراز هوية البلد وأصالته، ولا بد من الحفاظ على هذا الإرث القديم .

وأشاد بالمشاركة الفاعلة لقسم مرور الغربية في تقديم المسابقات التراثية والمرورية وتقديم هدايا للأطفال لإدخال الفرحة في نفوسهم، ووجه الشكر إلى جميع المشاركين والداعمين للمهرجان، لافتا إلى أن السوق الشعبي المصاحب لفعاليات المهرجان شهد إقبالا كبيرًا، خاصة من قبل السياح الأجانب الذين أبدوا إعجابهم بالمعروضات التراثية من ملابس وأطعمة وحلوى وصناعات تقليدية خاصة بالمجتمع الإماراتي، حيث يعمل المهرجان على إحياء هذا الموروث وتعريف النشء الجديد وشعوب العالم به .

ويُبحر مهرجان الغربية في دورته السابعة المتجددة، في رحلة بحرية تراثية عرفها الإنسان الإماراتي قديما، رحلة الكد والبحث عن الرزق، رحلة مملوءة بالمخاطر والتعب والمغامرات، يرويها لنا رئيس جمعية الصيادين في المرفأ والمسؤول عن أحوال وأوضاع الصيادين في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي النوخذة جمعة محمد حبتور الرميثي.

أبحر بنا النوخذة في سفينة ذكرياته إلى عبق الماضي، وبدأ حديثه معنا قائلا "علاقتي بالبحر علاقة قديمة جدا قدم التاريخ، والغوص قديماً نعتبره عيشتنا الأولية، أي مصدر رزقنا للعيش، وهو نفط ذلك "الزمن الأولي" الزمن القديم، فهو مصدر الدخل الأهم عندنا في الماضي، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ يحتل مكانته اللائقة في التراث الشعبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهو يبرز أصالة الإنسان في المجتمع الإماراتي، ونحن في زمننا الحالي نحرص حرصا شديدا على المحافظة على مهنة الغوص بحثا عن اللؤلؤ والصيد وغيرها من الحرف والصناعات المرتبطة بالحياة البحرية التي عرفها ولد الإمارات وبرع فيها وورثها لأولاده من بعده" .

وأضاف "أنا باعتباري نوخذة معروفا منذ الخمسينات، أدعم جميع فئات الصيادين والغواصين ومحبي البحر سواء كانوا كباراً أو صغاراً، وبابي مفتوح لجميع أبناء الإمارات لنعلمهم تراثنا القديم، وليستمر هذا التراث ينقله أبناؤنا الحاليون لأولادهم، ويتوارثونه جيلاً بعد جيل" .

ويكمل حديثه  "سأخبركم اليوم عن مهنة الغوص بحثاً عن الجوهرة البيضاء من أعماق البحر، التجهيز للرحلة يكون قبل شهر من إعلان النوخذة عن انطلاق الرحلة، حيث يتقدم البحارة الذين يرغبون في الذهاب للرحلة، وتبدأ الاستعدادات والتجهيزات" .

وفي وقت إقلاع سفينة الغوص يكون على متنها النوخذة ومساعدوه وعدد من الغواصين ومساعد الغواص، وهو من يقوم برفع الغواص وسحبه من الماء . ومن دون هؤلاء لا يمكن للسفينة أن تشق طريقها بحثاً عن المغانم، فرحلة الغوص تحتاج إلى العمل الجماعي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى رحلة غوص ناجحة.