فرقة "ايوا"

تستضيف العاصمة الفرنسية العديد من الموسيقيين والمُغنين والفرق الفنية من مختلف أنحاء العالم العربي، ولدول المغرب العربي التي تتفرد بتنوع واسع في الموسيقى المُتمايزة في سياقاتها التاريخية، حيز كبير في الفعاليات التي يُحييها هذا العام كل من منظمة اليونسكو ومعهد العالم العربي والفيلهارموني وغيرها من مسارح الفن والموسيقى الكثيرة في باريس.

وسيكون الجمهور العربي والفرنسي والأوروبي على موعد في معهد العالم العربي مساء الجمعة 18 مايو/أيار الجاري مع حفلة موسيقية مميزة لفرقة ايوا (AYWA) المغربية التي تُقدّم مزيجًا ساحرًا ومُثيرًا من الروك والجاز، يُحفز على الحضور والمشاركة والرقص، بجمعه بين الموسيقى المغاربية، والموسيقى العالمية المُعاصرة.

ويسعى أعضاء الفرقة لاستكشاف آفاق موسيقية جديدة عبر مزج الموسيقى المغاربية والشرقية والغربية من خلال تفاعل الراي والقناوة والموسيقى الهندية والبلقانية مع موسيقى الروك والداب والريغي والجاز والصلصا، متنقلين بعشاق الطرب والموسيقى بين عوالم النغم المُتعددة من الهند وشرق المتوسط إلى شمال أفريقيا وصولا إلى موسيقى الأندلس وأوروبا.

و"ايوا" الفرقة الموسيقية المغربية الشابة التي فازت بالجائزة الكبرى لأيام قرطاج الموسيقية في دورتها الرابعة 2017، تشتهر بتقديم موسيقى جذابة ومبتكرة، وحيوية ومتمردة، من خلال دمج الموسيقى العربية والأفريقية والعالمية مع المؤثرات الصوتية الإلكترونية الغربية، ما يُمكن الحضور من استكشاف أجواء موسيقية مختلفة لا تنتمي إلى الموسيقى العالمية الحالية، فلا هي شرقية ولا هي غربية، بل مُتفردة تأخذ من كل فن بطرف لتخلق إبداعًا جديدًا.

وأما مساء السبت، فستُقدّم فرقة بابيلون Babylone الجزائرية، روائع البوب والرومانسية والتراث، من خلال نجومها الثلاثة وعمودها الفقري أمين جمال، ورحيم هادي، ورمزي عيادي، والأول هو مؤلف وملحن وعازف آلات متعددة ولد في مدينة ساحلية صغيرة هي الغويرة، أما الثاني فهو عازف غيثار وملحن ولد في تيبازة، والثالث عازف غيثار أيضاً من قسنطينة.

وتعتبر بابيلون التي تؤدي أغانيها باللهجة العربية الدارجة في شمال أفريقيا، من أبرز الفرق الموسيقية الشبابية اليوم في الجزائر، وقد تأسست في 2012، وتدخل موسيقاها الفرقة في نطاق ما يسمى "الوورلد ميوزك"، حيث تمزج في أعمالها بين العديد من أنماط الموسيقى المحلية والأفريقية والعالمية.

وختام الحفلات الموسيقية نهاية الأسبوع يوم الأحد سيكون مع مجموعة لا باس Labess الجزائرية التي تمزج الموسيقي اللاتينية والجزائرية، بمرافقة الفنانة المغربية الأمازيغية والفرنسية زهرة هندي التي تتكئ على ثقافة فنية وموسيقية متينة ترتكز إلى جذور التراث وتتطلع إلى مستقبل طموح من الموسيقى المُعاصرة.

وهندي، مؤلفة وملحنة ومغنية بعدّة لغات تصدح بأغانيها بصوتٍ عالٍ مميز، مذكرةً بفن الرايسات والروايس في المغرب العربي، هؤلاء الشعراء والمغنون المتجولون الذين كانوا يجوبون بشكل دوري في ربوع الأطلس الغربي الكبير والأطلس الصغير.  وفي هذه الأمسية، ستتيح زهرة مع مجموعة من الموسيقيين المغاربة، للجمهور مُعايشة ألحان وطنها الأم بشغف بلا حدود.

واختارت الشابة التي تؤمن بالتنوع والتمازج الثقافي، لذلك المزاوجة بين ألوان موسيقية مغاربية تعبر عن أحاسيسها وأفكارها. وتعني Labess باللغة العربية أن "كل شيء على ما يرام"، وكما تقول إدارة معهد العالم العربي في باريس، فإنّه بالفعل كل شيء على ما يرام مع هذه الفرقة الساحرة لاكتشاف نوع جديد من الموسيقى التي تقدمها لنا مجموعة "لا باس" عبر مزج رومبا الغجر والفلامنكو والموسيقى التقليدية من شمال أفريقيا مثل الكناوة والشعبي.  فعازف الغيتار ومغني الفرقة نجيم بويزول يُبدع في المزج بين الموسيقى التراثية في شمال أفريقيا والفلامنكو الإسباني.  ويؤدي أغانيه باللغتين العربية والفرنسية بصوت ساحر مميز يجذب الجمهور، مُعبرًا عن المحبة والدعوة للعيش بسلام من خلال قصص تعبيرية أصيلة ما بين الواقع الصعب والأمل والتفاؤل بغدٍ أفضل.