علي المحرزي يطرّز من صخور الإمارات متحفًا و"عقد زينة"

في موقع يجاور جبلًا في منطقة مسافي؛ يعمل علي خميس المحرزي على تأسيس "متحف" مميز؛ يضم العديد من أنواع الصخور والحصا الاماراتية التي عمل على ترتيبها وتنسيقها، لتبدو لمن يراها أشبه بـ"عقد الزينة" يجتذب زوارًا من داخل الدولة وخارجها يرونه وجهة طبيعية جاذبة.

وأوضح المحرزي أن فكرة إنشاء متحف متخصص في الصخور، وهي في طور التنفيذ، خطرت له في أعقاب زيارة له إلى ماليزيا، إذ شاهد معرضًا يضم نماذج مبسطة وقليلة، لكنه كان مشروعًا رائعًا ولافتًا يستقطب العديد من الزائرين؛ ما دفع المحرزي إلى العمل على نقل الفكرة إلى الإمارات، وتحديدًا منطقة مسافي التي تتمتع ببيئة جبلية تحوي العديد من أنواع الصخور.

وأضاف "صحيح التجربة كانت قاسية، فقد استنزفت سنوات عدة امتدت لـ30 سنة بدأت باختيار المكان المناسب وتجهيزه، ومن ثم البحث بين الجبال، راكبًا وراجلًا، عن نماذج لأنواع الصخور التي أرغب في أن تكون في المتحف، وهي في أماكن متفرقة ومتباعدة؛ ما جعل عملية نقلها أكثر مشقة، لكن عزيمتي لم تفتر، وتكللت بالنجاح، وبرزت فكرة متحف الصخور على أرض الواقع".

كغيره من أبناء منطقة مسافي ترعرع المحرزي في بيئة جبلية؛ لذا هام عشقًا بالصخور، وحرص على أن تكون جزءًا من مسيرة حياته، وفي مرحلة الشباب كان يقضي جل وقته ماشيًا في الوديان، ومتنقلًا بين الجبال متأملًا الصخور، وأحيانًا يعبث بالحصا، وحين يصعد قمة جبل تتملكه السعادة. ويوضح المحرزي: "منذ نشأتي لم أفكر يومًا في الابتعاد عن بيئتي الجبلية التي أحببتها، وعشقت صخورها التي تبدو لي كجوهرة غالية، وحتى عندما أجبرتني ظروف العمل الانتقال إلى خارج منطقة مسافي لم أشأ الغياب عنها طويلًا، وانما كنت أعود إليها في العطلات والمناسبات".

ونظرًا لأن منطقة مسافي بيئة حبلى بالكثير من أنواع الصخور متعددة الأشكال ومتنوعة الألوان فقد شكلت حافزًا ليمضي علي خميس المحرزي قدمًا في تنفيذ مشروع متحف الصخور، مشيرًا إلى أنه تمكن من إحصاء 1000 نوع من الصخور في البيئة الإماراتية، ويحرص على أن تكون موجودة في المتحف بالأسماء نفسها التي عرفت بها في المجتمع المحلي، ومن أبرزها: "الصلبوخ"، وهو الصخر الذي استفاد منه السكان كمصدر لإشعال النار نتيجة ضرب قطعتين منه ببعضهما بعضًا فيتطاير الشرر. أما حجر "الورس" الذي يتمتع بخاصية الذوبان في الماء؛ فكانت تصنع منه الأواني الفخارية، ولأنه موجود في الجبال بألوان متعددة، فقد كان الأهالي يصبغون به الملابس بألوان لا تزول أبدًا، وأيضًا الحجر الحديدي الصلب الذي شكل مادة تبنى منها بيوت الحجر. أما الصخر المعروف بـ"الهش" فيوضع بين صخور البيوت لزيادة تماسكها، بينما الحجري الجيري يدخل في بناء البيوت.