الآثار الرومانية في المدينة المفقودة بومبي، في إيطاليـا

تسعى إيطاليـا إلى إنفاق مليـار يورو من أجل إستعادة مجموعة لا مثيل لها من المعالم الأثرية والمتاحف التي غالبًا ما تعاني من الإهمال، وذلك في إستثمار هو الأكبر منذ عقود بحسب ما أعلنت الحكومة الإيطالية يوم الإثنين, وتتجه الأموال إلى إستعادة الآثار الرومانية القديمة في بومبي Pompeii وهيركولانيوم Herculaneum، وكذلك معارض أوفيزيUffizi في فلورنسا Florence، إضافةً إلى المتاحف في رومـا Rome ونابولي Naples. حيث من المقرر إنفاق حوالي 40 مليون يورو على تجميل ريجيا دي كاسيرتـا Reggia di Caserta و قصر بوربون الشاسع، فضلاً عن الحديقة الخضراء بالقرب من نابولي والتي تم بناؤها لمنافسة فرساي Versailles ولكنها في السنوات الأخيرة عانت من سوء إدارة وإهمال في أعمال الصيانة.

وتم تخصيص جزء من هذه الأموال أيضاً لتطهير وتخطيط Via Francigena وهو طريق الحج القديم الذي يمتد من باريس، عبر جبال الألب ونزولاً من شبه الجزيرة الإيطالية إلى روما, وكانت الحكومات السابقة قد قدمت وعودًا كثيرة لضخ الأموال التي تحتاجها المواقع الأثرية والتاريخية في إيطاليـا، حتي جاءت إدارة رئيس الوزراء ماتيو رينزي لتؤكد علي أن الوقت قد حان لتخصيص المال اللازم من أجل إستعادة التراث الثقافي والحضاري الذي تتميز به إيطاليـا.

وأوضح وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانشيسكيني أن ذلك الإستثمار في التراث الثقافي هو الأكبر في تاريخ إيطاليـا، مشيرًا إلى تأسيس الدولة الإيطالية الحديثة في عام 1946، عندما تم إلغاء النظام الملكي,  كما ذكر بأن هذه المشروعات سوف تبدأ على الفور، وأنها ليست مجرد إعلانات وإنما مبادرات سبق وأن تم تداولها وتمويلها.

ويستفيد من هذه الأموال التي سوف تأتي من الميزانيات الحكومية العادية إجمالي 33 موقع ثقافي، وقد تم الإفراج الرسمي عن الأموال المخصصة للإنفاق من قبل لجنة وزارية محسوبة على الإقتصاد، والتي إجتمعت في مكتب رئيس الوزراء في روما, وسوف يتم إستعادة السجن الحجري الذي يعود تاريخه إلى القرن 18 من تصميم جيرمي بنثام ويقع في سانتو ستيفانو Santo Stefano وهي جزيرة صغيرة في البحر التيراني، وذلك مقابل 70 مليون يورو, وقام ببناء السجن حكام بوربون في إيطاليا عام 1795، وفي ظل النظام الفاشي، نفي موسوليني المعارضين السياسيين إلى الجزيرة، بما في ذلك ساندرو بيرتيني، الرئيس المستقبلي لإيطاليا, فيما تم إغلاقه أخيرًا عام 1965 وبدأ في الإنهيار منذ ذلك الحين بفعل العواصف خلال فصل الشتاء وكذلك إرتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف.

أما أكثر المواقع النائية والتي تضمنها مشروع التطوير، فهو دير قديم في جزيرة سان نيكولا في أرخبيل تريميتي Tremiti الذي يقع قبالة سواحل بوليا في جنوب شرق ايطاليا, كما سوف يتم إنفاق مبلغ 30 مليون يورو على إعادة بناء لاكويلا L’Aquila حيث المدينة الواقعة في الجبال وسط ايطاليا والتي دمرها زلزال عام 2009. فيما سوف يتم تخصيص ثمانية ملايين يورو من أجل إستعادة الكنائس التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى في بولونيا، بينما سوف يتم إنفاق 18 ملايين يورو على القصور في جنوة ومانتوا.

وتأمل الحكومة الإيطالية في إسترداد ذلك المبلغ الضخم من خلال السياحة، مع إستعادة هذه المواقع الأثرية والمتاحف لرونقها وفتح الباب أمام السائحين لزيارتها لأول مرة, وتحصل معارض أوفيزي الفنية التي إشتهرت بأعمال رافائيل و ليوناردو دا فينشي و بوتيتشيلي فضلاً عن غيوتو و مايكل أنغلو على 40 مليون يورو من أجل تنفيذ أعمال التطوير.