صورة لقردة البابون المحفورة في المقبرة

اكتشف علماء الآثار، مقبرة تابعه لرجل وٌصف بكونه "كاتب شهير"، مزينة بشكل معقد بمنحوتات من القردة، واعتقد العلماء أن قردة البابون، ربما كانت مصدر إلهام للكاتب، ما جعله يعطيها هذا الاهتمام في قبره، ويُعتقد أن صاحب المقبرة الذي يدعى "خنسو"، كان كاتب ملكي لأحد فراعنة مصر القديمة، الذي حكم مصر خلال فترة Ramesside نحو عام 1200 قبل الميلاد، واكتُشفت المقبرة بين أنقاض مقبرة واسعة في الأقصر.

وأوضح  عالم المصريات في جامعة واسيدا في اليابان، وقائد عمليات الحفر، البروفيسور جيرو كوندو، أن الاكتشاف يلقي ضوءًا جديدًا على دور الكتبة في مصر القديمة، واكتشف الفريق المقبرة خلال الاستكشاف في مقبرة طيبة، المنتمية لمسؤول كبير يدعى "Userhat"، إذ أنه خدم أمتحتب الثالث في الفترة بين 1386- 1349 قبل الميلاد، مبينًا أنهم وجدوا حفرة أثناء إزالة الأنقاض من قبر Userhat، ودهشوا بما شاهدوه في الداخل.

وتابع كوندو، "لم يكن أحد يعرف أنه لا تزال هناك مقابر بها زخارف جميلة ونقوش في الداخل غير مكتشفة بعد، حيث وجدنا على الجدار الشمالي من المدخل مشهد يظهر قارب شمسي للإله رع أتوم، ويعبده 4 من قردة البابون، يجسدون شكلًا من العشق".ويذكر أن الاعتقاد السائد، أن قردة البابون كانت موقرة في مصر القديمة وارتبطت بالحكمة والدقة، ويشير وجودها في مقبرة كاتب ملكي إلى قيمتها بين الناس، لذلك وضعت في نقوش المقبرة، ويعتقد بعض الخبراء أن القردة كانت مصدر الإلهام للكتبة.

واتخذت المقبرة التي اكتشفها البروفيسور كوندو وزملاؤه، شكل حرف T مع محور شرقي وغربي رئيسي، ويواجه المدخل غرفة رئيسية امتدت بطول 15 قدمًا، وتواجدت صالة أخرى بطول 18 قدمًا في اتجاه الشمال إلى الجنوب، ورصدت المنحوتات على الجدار الشمالي من المدخل، لتجسد قارب يحمل الإلة أتوم رع عبر السماء ويعبده 4 قردة، ووجدت لغة هيروفغليفية عموديًا تصف خنسو، باعتباره كتاب شهير حقيقي.

وأضاف البروفيسور كوندو، "اكتشفت المقبرة أثناء تنظيف المنطقة إلى الشرق من فناء قبر Userhat، المسؤول الرفيع تحت حكم أمنحتب الثالث، وبعد الدخول إلى الحفرة تبين أنها توصل إلى الجدار الجنوبي لقاعة مقبرة غير معروفة تنتمي لخنسو".

وكان خنسو، قد شوهد وزوجته في الجزء الجنوبي من الجدار الشرقي يعبدون الألهة المصرية إيزيس وأوزوريس، وشوهد خلف خنسو وزوجته اثنين من الألهة على هيئة رأس كبش، ربما يكونوا خنوم أو خنوم رع، ويعد أوزوريس إله الآخرة وحاكم الموتى وإيزيس زوجته، وشوهد نمط إفريزي من الزخارف في السقف على غرار عصر Ramesside.

فيما أوضح البروفيسور كوندو، أن زخارف السقف عادة ما تكون في حالة أفضل من لوحات الحائط، مشيرًا إلى إحتمالية وجود مقابر أخرى لكتبة لم يتم الكشف عنها في المنطقة نفسها.ويخطط كوندو وفريقه، لبدء حفر الغرفة الداخلية لضريح خونسو، مضيفًا "أعتقد أن هناك المزيد الذي يمكن العثور عليه، وآمل أن نجري المزيد من البحوث في الموسم المقبل".