وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني

مساحات لونية تتخذ موقعها على "الكانفاس"، في تمازج أو تضاد، يعبر عن تدفقات شعورية، وإيقاعات موسيقية تنقلها ريشة الفنان إلى عين ووجدان المشاهد، ليحاول بدوره منح هذه الألوان تفسيرات ومشاعر وإيقاعات، قد تتفق ورؤية الفنان أو تختلف عنها، وإن كان هناك من يستطيع فهم هذه التكوينات اللونية أو ما يسمى الفن التجريدي، فكثيرون قد يرونه "مجرد شخبطة أطفال"، ويقفون أمام هذه اللوحات عاجزين، وهم يبحثون عن معنى أو مضمون للوحات تجريدية، يرى من يرسمها أنها "مشاعر تعبر عن قيم الجمال، وليست كتابًا أو أدبًا يحتاج إلى شرح وفهم".   وتحت عنوان "تجريد"، يعود الفنان المصري ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني إلى الكويت، بعد 20 عامًا، في معرض فني يضم 39 لوحة، هو الأول بين سلسلة معارض يعكف حسني على تحضيرها في الفترة الجارية، في كل من مصر والكويت ونيويورك، وربما هذه هي المرة الأولى التي يحمل كتالوج معرض لفاروق حسني اسمًا، وهو الذي اعتاد عدم منح لوحاته أو معارضه أسماء، لكن الاسم هذه المرة يحمل الجدل الدائر بشأن طبيعة هذا النوع من الفنون، فهو ليس اسمًا بقدر ما هو تعبير عن نوعية الفن الذي سيقدمه هذا المعرض.   ويقول حسني لـ"الشرق الأوسط"، إن "التجريد فن بسيط لا يحتاج إلى جهد في الفهم، فأنا أتعامل مع عاطفة المتلقي، تمامًا مثل الموسيقى التي تخاطب المشاعر، وأنا لا أقدم مضمونًا أدبيًا أو حكاية تحتاج إلى شرح أو تبحث عمن يفهمها، بل أقدم مضمونًا وجدانيًا يترجم قيم الجمال والمشاعر المختلفة في مساحات لونية"، مشيرًا إلى أنه "يرسم عندما تأتيه الدفقة الشعورية، فيبدأ في تفريغ مشاعره بالألوان على الكانفاس".   ويدرك حسني صعوبة الفن التجريدي على المجتمع، ويقول، "أول معرض لي كان من الممكن أن أُضرب بالكراسي، لكن اليوم الوضع اختلف، وكثير من الناس أصبح متابعًا للفن التجريدي".   ويفتتح حسني معرضه الجديد في الكويت، في قاعة "منصة الفن المعاصر"، بمؤسسة الكاب (Cap) يوم 4 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ويستمر المعرض حتى يوم 11 يناير/ كانون الثاني المقبل، وهذه هي المرة الثانية التي يعرض فيها حسني أعماله الفنية في الكويت، حيث عرض فيها للمرة الأولى عام 1998، ويضم 39 لوحة متنوعة الأحجام، معظمها لوحات تجريدية، وإن كان بعضها يحمل ملامح الفن التشخيصي.   ويضيف حسني، "عرضت لوحاتي في الكويت منذ سنوات، ولاقى معرضي نجاحًا كبيرًا، واليوم أعود إلى الكويت بدعوة من غاليري خاص، وأقدم لوحاتي من جديد للجمهور الكويتي"، مشيرًا إلى أن "التجريد هو السمة الرئيسية للمعرض، وإن كان هناك عدد من اللوحات قريب من التشخيص". ومن بين اللوحات التي تحمل بعض التشخيص الممتزج بالتجريد في المعرض، لوحة تصور سيدة ممسكة بمظلة، ومشهد لرجل يجلس متكئًا في محيط من الألوان والخطوط.   ويعمل حاليًا على الإعداد لسلسلة معارض أخرى، حيث يعد لمعرضه السنوي في القاهرة الذي تستضيفه قاعة "بيكاسو"، في 3 فبراير/ شباط المقبل، كما أن هناك معرضًا آخر في القاهرة، سيكون في قصر عائشة فهمي، بجانب معرض ثالث بمكتبة الإسكندرية، ويجري الإعداد لمعرض جديد في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.