صورة أرشيفية لمجمع "سينما سيتي"

أصبحت دمشق خالية تمامًا من أي صالة سينما، بعد إغلاق مجمع "سينما سيتي" أبوابه، الذي يُعد آخر صالة سينما عاملة، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة السورية دمشق، وسقوط قذائف عدة، أخيرًا، في مناطق قريبة منه.و"سينما سيتي"- "سينما دمشق" تعد الأفخم في  العاصمة السورية، ويعود تاريخها  لعام 1955، أغلقت لسنوات لسبب الترميم، وتم إعادة افتتاحها في 2009، بفيلم "سيلينا" للمخرج حاتم علي، بعد إعادة تجديدها بمقاييس عصرية، وتتضمن صالتي عرض، وهي الأولى من نوعها في البلاد، التي عرضت أفلام بتقنية الأبعاد الثلاثية .وكان فيلم "مريم" لباسل الخطيب، هو آخر الأفلام التي عرضتها "سينما سيتي"، واعتبر العرض الرسمي الأول للفيلم، في 19 آذار/مارس الماضي، دعوة للاحتفاء بالحياة، رغم الألم الذي يعيشه السوريون من جرّاء ما يجري في بلادهم.يذكر أن السينما السورية عانت لسنوات من غياب الصالات السينمائية، والطقس السينمائي في دمشق، بعد أن كان في سبعينات القرن الماضي أحد أهم الطقوس العائلية، ولكن مع استلام حزب "البعث" للسلطة في مطلع سبعينات القرن الماضي، وحصر استيراد الأفلام بالمؤسسة العامة للسينما (الحكومة)، فرض واقع إغلاق دور السينما، التي كان يزيد عددها عن 70 دار في الستينات والسبعينات في دمشق وحدها، ليصل إلى 4 صالات فقط في تسعينيات القرن الماضي.ورفع قرار حصر الاستيراد في بداية الألفية الجديدة، لتزداد عدد الصالات بصورة نسبية، وتصل إلى عشر صالات في دمشق، ولكن الأحداث التي تشهدها البلاد، دفعت الصالات التي أعادت افتتاح دورها إلى الإغلاق، ليبقى مجمع "سينما سيتي" الوحيد على الساحة، قبل أن يغلق، في وقت سابق هذا الأسبوع، لتصبح دمشق خالية تمامًا من دور السينما، باستثناء صالة واحدة، هي صالة "الكندي" التابعة للحكومة