الناشطة العالمية السورية نوجين مصطفى

مساحة ملهمة جديدة في كل مرة، تفردها فضاءات «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، للجمهور والزوار، لتكرس بها توجهاتها في إثراء الثقافة وبناء المعرفة وصناعة العقول، عبر استضافة شخصيات عالمية شهيرة، استطاعت الإمساك بمصائرها، وتحدي عثرات الطريق وصولاً إلى تحقيق أهدافها وصناعة مستقبلها، وهو حال الناشطة العالمية السورية نوجين مصطفى، الداعمة لحقوق اللاجئين من أصحاب الهمم حول العالم.

 نوجين أطلت على جمهور «الإمارات للآداب» في جلسة حوار موسعة، حضرها جمهور غفير من الشباب الإماراتي والعربي وعدد من المهتمين بتجربة الفتاة ذات الـ16 ربيعاً، التي سلكت أكثر من 3500 ميل وصولاً إلى ألمانيا على كرسي متحرك، وتحملت معاناة المرض بعد إصابتها بالشلل الدماغي، واضطرارها إلى البقاء سجينة البيت في مدينة حلب، وسعيها بجهد شخصي إلى تعلم «الإنجليزية» من التلفزيون، ومن ثم الهروب مع عائلتها، مع اندلاع الحرب، إلى مسقط رأسها «كوباني»، وانتقالها بعدها إلى تركيا، وبحثها مع شقيقتها عن فرص حياة عبرتا من أجلها البحر الأبيض المتوسط، متحديتين مخاطر الطريق. كلها تجارب تحولت بها نوجين إلى أيقونة كفاح حقيقية، وترجمتها بعد استقرارها في ألمانيا وبمعية الصحافية البريطانية «كريستنا لامب» إلى كتاب حمل عنوان «فتاة من حلب». في لقائها مع الجمهور، أبدت نوجين استعدادها لاستقبال جميع الاستفسارات التي جالت في مخيلة الحضور، في الوقت الذي استطاعت مديرة الجلسة منال عمر، إدارة الحوار والوقوف على أهم المحاور والمحطات الفارقة في رحلة الناشطة التي رسمت ملامح مشوارها وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي الذي دافعت أمامه عن قضية اللاجئين، مطالبة باعتماد قرار خاص نجحت في إقناعهم بإصداره في شهر يونيو الماضي.

من جانب آخر، نجحت نوجين في المشاركة في عدد من المؤتمرات التي أقامتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حول العمر والنوع والتنوع في قصر الأمم في جنيف، كما شاركت في منتدى «تيدكس» الدولي في المملكة المتحدة والعراق، وكانت المتحدثة الأساسية خلال حفل توزيع جائزة نانسن للاجئ لعام 2017 «أتمنى أن أسهم في رسم البسمة على وجوه جميع اللاجئين، بعد أن منحتني المصادفات الشهرة بعد خمس دقائق من وصولي إلى أوروبا، عندما نشر مصور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين صورتي لحظة انتشالي من القارب المطاطي في جزيرة ليسبوس اليونانية، لتنتشر بعدها أخباري في كل أصقاع الأرض»، لافتة «عندما أنظر إلى لحظات التغيير في حياتي أقول إنه يجب أن يعرفني الجميع ليستفيدوا من تجربتي، لهذا قررت أن أتحدث عنها، وأؤكد أن إعاقتي الجسدية لم تكن حائلاً دون إيصال رسالتي، بل محفزاً على الاستمرار والعطاء».

قـــد يهــــــــــــمك ايــــــــضــــــا:-

عقارب ساعة باب الفرج في حلب تعود إلى الدوران بعد ترميمها مجددًا

حلب تشهد قصصًا مرعبة مستمرة بعد أن كانت عنوان الازدهار والتطوُّر