مسرح الشارقة الوطني

قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني على مسرح عبد الحسين عبد الرضا في الكويت، أول من أمس، مسرحية "لا تقصص رؤياك"، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن، وهي من الأعمال المنافسة على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عرض مسرحي عربي، والمسرحية من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، ولقي العرض الإماراتي حضورًا كبيرًا من جمهور وعشاق المسرح، كما شهد مسرح التحرير في منطقة كيفان عرض مسرحية "عطيل" الجزائرية، وهي مسرحية خارج المنافسة، في حين شهد مسرح الدسمة في منطقة الدسمة عرض مسرحية "صدى الصمت" الكويتية المنافسة على الجائزة.

وانطلق عرض مسرح الشارقة الوطني مع عبارة "اقصص رؤياك" التي بقيت حاضرة بين الحين والآخر لتبدو وكأنها شرارة وإشارة الصراع الذي يعيشه "منار" الذي كان غط في نوم عميق واستيقظ للتو، وسط محيط غريب وأصوات تصدر منه تقول "إني أرى"، مع محاولات من زوجته كي لا يقصص رؤياه، تقديرًا منها في ما يبدو أن تلك الرؤيا ستكون محطة مفصلية وذات تأثير عميق في مستقبل العالم المتقلب الذي ينتمي إليه الزوجان، وكأنه يشير إلى واقع عالمنا العربي اليوم بما فيه من إشكالات. ووضعت "لا تقصص رؤياك"، التي تدور حول شخص يقوده مصيره إلى الدخول في متاهة، جمهور المسرح في أجواء شعرية واحتفالات صوفية ممزوجة بواقعية، فاللغة التي سادت في العمل والحوارات كانت شاعرية عمومًا، كما صاحب تلك الشاعرية إبهار سينوغرافي وتنوع بصري تكامل مع شاعرية اللغة.

وكان " منار" في العتمة، بطل المسرحية، ومن حوله أشباح تقودهم امرأة على هيئة عرّافة، تقترب من الرجل وتحرضه قائلة "اقصص رؤياك، اقصص رؤياك"، وتردد المجموعة خلفها "اقصص رؤياك"، ثم ينتفض الرجل من جديد، وتنتفض المرأة التي بجانبه مذعورة وتنهر تلك العرافة لتردعها عن تحريض زوجها على قص رؤياه، ثم تبدأ بمناداة زوجها، فيستيقظ منار مذعورًا، ويقول لزوجته لقد رأيت رؤيا وقد تحققت، لكن المرأة تذعر من تلك الرؤيا، ولا تريد أن تسمعها، وتقول له "لا تقصص رؤياك"، فيجيبها أنه لا يستطيع أن يكتم ذلك، لأنه رأى تحقق تلك الرؤيا، وهنا تتدخل العرافة فتبدأ في تحريضه من جديد على قص رؤياه.

وتتنوع مشاهد المسرحية لتقدم للجمهور مشهدًا يظهر أهل المدينة وهم يتندّرون على ما صار إليه "منار" من وجاهة، بين مدّعٍ أنه صاحب كرامات وخوارق، ومكذب يتهمه بالاحتيال والدجل، وتنتهي المسرحية بمشهد أخير تظهر فيه حشود شعبية تتنافس على منار وتريده أن يكون زعيمها، ويُركبوه في سيارة، لتأتي زوجته محاولة استرجاعه ومنعه من الذهاب معهم، لكنها تسقط أرضًا وتدهسها السيارة وتتركها جثة هامدة، في حين ينطلق الرضيع حيًا بعيدًا عنهم مواصلًا الحياة، كما يُفترض أن تكون.