الشارقة – صوت الإمارات
أكدت ندوة "احتفالية الصايغ"، التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، الاثنين، تفرد التجربة الشعرية للشاعر حبيب الصايغ، وأنه شاعر ضد ديكتاتورية النص، ووصف المشاركان في الندوة، التي أقيمت في قاعة الشاعر أحمد راشد ثاني، بعنوان "حبيب الصايغ أول أديب إماراتي يفوز بجائزة العويس"، الصايغ بأنه رائد من رواد الحداثة في الإمارات، تجمع قصيدته ذات أبعاد محلية وعربية وإنسانية، تتلمس الواقع بلغة رمزية. كما أكدت مقدمة الندوة، الشاعرة شيخة المطيري، ريادة الصايغ الحداثية، مشيرة إلى تجربته التي تمتد أكثر من 40 عامًا، واصفة الصايغ بأنه "قنديل الليلة" الاحتفائية، وقالت "نحتفي اليوم بقصيدة إنسانية اسمها حبيب الصايغ".
وفي الاحتفالية التي حضرها حشد كبير من المثقفين، كشف رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات، الدكتور صديق محمد جوهر، خلال الاحتفالية، عن أن "الترجمة الإنجليزية للجزء الأول من الأعمال الشعرية لحبيب الصايغ، ستكون متوافرة في الدورة المقبلة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب"، مشيرًا إلى مشروع لترجمة أعمال الشاعر إلى اللغة الإنجليزية، مبينًا أن للصايغ 11 مجموعة شعرية، صدرت الأولى منها عام 1980.
وتحدث جوهر عن بنية القصيدة لدى الصايغ، وعناصر تفردها، سواء قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر، مشيرًا إلى رصد تجربته لتحولات الواقع والبيئة المحلية، بلغة رمزية، علاوة على القضايا الوجودية التي تسبرها تجربة الصايغ، وموقفه المناصر لقضايا المرأة ودورها الحضاري، وكذلك روح التسامح والتآخي التي تميز المجتمع الإماراتي. وقال إن "الصايغ ضد ديكتاتورية النص"، موضحًا أن قصيدته مبنية بمعمار فني عالٍ، وتحتاج إلى قراءة في طبقات النص. كما أشار إلى ما وصفه بـ"العنصر العقلي في القصائد".
وتحدث الشاعر محمد نورالدين، في الاحتفالية، عن ملامح أساسية في تجربة الصايغ الشعرية، مشيرًا إلى نشأته وعلاقته بالمكتبة والدراسة النظامية في أبوظبي. وقال إن "الصايغ استطاع أن يوصل صوته إلى الوطن العربي، بوصفه شاعرًا حداثيًا كتب قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر"، وأشار إلى أن الشاعر نزار قباني لفتت انتباهه تجربة الصايغ.
وتناول عرض كتابه "تجربة حبيب الصايغ الشعرية: دراسة تحليلية لديوان رسم بياني لأسراب الزرافات"، إضافة إلى رؤيته الخاصة المتصلة بشخصية الصايغ وانشغاله بقضية الانتقال بالثقافة الإماراتية إلى الأفق العربي، عبر تقديم وجوهها ورموزها وطاقات شبابها.
وقرأ حبيب الصايغ نماذج من قصائده في ختام احتفالية اتحاد الكتاب، بمناسبة فوزه بجائزة العويس الثقافية في فرع الشعر، في الدورة الـ14، ليكون أول كاتب وأديب إماراتي يفوز بهذه الجائزة.
وكان الصايغ بدأ النشر مبكرًا عندما كان في الـ12 من عمره، وأصدر 11 عملًا مطبوعًا بدءًا بمجموعته الأولى "هنا بار بني عبس - الدعوة عامة" عام 1980، وصولًا إلى مجموعتيه "كسر في الوزن" و"أُسمّي الردى ولدي" عام 2011، ثم أعماله الشعرية الكاملة في جزأين عام 2012.
ويعد حبيب الصايغ واحدًا من أهم القامات الشعرية العربية البارزة، لما تحمله قصيدته من خصائص أسلوبية متفردة، فضلًا عن القيم الوطنية والإنسانية التي بشرت بها، ما أهله للفوز بعدد من الجوائز الكبرى، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007، وكانت المرة الأولى التي تمنح فيها لشاعر، وجائزة تريم عمران "فئة رواد الصحافة" عام 2004، وجائزة شخصية العام الثقافية في الدورة الـ31 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2012.
ويشغل الصايغ منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إضافة إلى رئاسته مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. وله تاريخ طويل في الصحافة والإعلام، فهو مؤسس عدد من المجلات والصحف، وعمل مديرًا للإعلام الداخلي في وزارة الإعلام والثقافة السابقة، ونائبًا لرئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" في السبعينات، ويشغل الآن مركز مستشار دار الخليج، ورئيس التحرير المسؤول لصحيفة "الخليج".