"البيت" ثمانية شعراء إلى جولة "التتويج والمليوني درهم"

من سيربح المليوني درهم، ليس هو السؤال الجوهري في كواليس برنامج "البيت"، الذي أقيمت منافسات الجولة ما قبل الختامية له، الليلة قبل الماضية، في مدينة دبي للاستوديوهات، وهي الجولة التي حسمت هوية المتنافسين الثمانية في جولة "التتويج"، المقررة يوم الاثنين المقبل، فعلى الرغم من القيمة المادية الكبيرة التي سيحصل عليها المتصدرون، لاسيما الفائزان في مسابقتي "الشطر" و"نبض الصورة" (مليون درهم لكل منهما)، إلا أن الألق الجماهيري، والموقع الذي سيتبوأه الفائزون في دائرة الشعر النبطي، يبقيان الأكثر أهمية بالنسبة للمشاركين في البرنامج.

وتحوّل جانب كبير من أسرة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي يتولى إنتاج البرنامج إلى خلية نحل، استعدادًا لجولة التتويج، بعد أن كشفت جولة أول من أمس عن هوية المجموعة الثانية من المتأهلين إلى الجولة الختامية، إذ تنافس المشاركون الذين تمكّنوا من تصدّر حلقات البرنامج الأخيرة، في كل من مسابقة "الشطر" و"نبض الصورة".

وتنظيميًا؛ حظيت الجولة بحضور أكبر عدد من الشعراء المشاركين، على الرغم من تعذر وصول أحد شعراء مسابقة "نبض الصورة" لظروف تتعلق بجهة عمله في السعودية، في حين كان كل شيء في الحلقة "مباشرًا" بدءًا من أداء الفنان الوسمي، الذي حل ضيفًا على فقرة "الشلة"، وانتهاء بالأبيات والأشطر التي أبدعها المشاركون، في حضرة المحكمين، إذ لم يكن لدى كل مشارك سوى 15 دقيقة فقط للوفاء بالمطلوب، في مقابل أسبوع لـ"نبض الصورة"، ونحو 120 دقيقة لمسابقة "الشطر" في الحلقات الماضية.

ولم تقف إثارة جولة ما قبل التتويج عند حد معايشة الجمهور عبر شاشة قناة دبي الأولى، الناقلة للحدث على الهواء مباشرة، لأجواء إبداع النبطي، بل جاءت النتيجة في إحدى مراحلها متعادلة بين المتنافسين، ليتم اللجوء إلى إعادة التصويت السري بين المحكمين الذين وصلوا في هذه الجولة إلى سبعة محكمين، بعد استبعاد أصحاب الأبيات الأقل ترشيحًا.

وعبر "نبض الصورة" بدأ خمسة متسابقين المنافسة على الهواء مباشرة: محمد المطيري وعلي الغنبوصي وأحمد حسن المجاحمة ومحمد المغيرفي، وجاءت الصورة محور المنافسة - وهي من بين الأعمال المشاركة في جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي - لتعكس لقطة قطار راحل لم ينتظر شخصًا بدا أنه وصل متأخرًا بصحبة حقيبته، في حين أن مؤشر ساعة المحطة، يشير إلى تسارع عقارب الساعة.

وتصدّر السعودي المطيري ترشيحات لجنة التحكيم ببيته: "غريب.. فات سنينه ف انتظار الوطن.. ما عاد تفرق بعينه.. لو يفوت القطار"، الذي حاز إجماع لجنة التحكيم (سبعة أصوات). وبررت اللجنة اختيارها البيت لنجاح الشاعر في الجمع بين كل معاني وأبعاد الصورة، ليقدم بيتًا فاجأ الجميع، خصوصًا عندما أبدع في توظيف مفردة "الوطن" ومعنى الغربة وعذاباتها.

وجاء في المركز الثاني متأهلًا إلى الجولة الختامية بيت الكويتي محمد المغيرفي: "واقف على سكة الوقت يتحرى القطار.. على أمل ياخذه لأقرب محطة فرح".

وبذلك انضم الشاعران إلى الفائزين في النصف النهائي الأول، وهما سعود الفليح وسلطان البندر، ليشارك الأربعة في الحلقة الحاسمة الاثنين المقبل.

وكانت مسابقة "الشطر" على موعد مع مزيد من التشويق والإثارة من خلال منافسات ستة شعراء تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة بعد تأهلهم من الحلقات الست الماضية لدور نصف النهائي الثاني من هذا البرنامج، وهم: عايض الهاجري ومحسن آل مهذل وتركي القحطاني وصامل الشريف وعبدالله المطيري وبداح حبيب العازمي. وأُطلق الشطر الذي طلب منهم إكماله بعجز يكمل صوره ومعانيه: "يقولون الوفا نعمة خلقها الله في الوافين". وتبارى المتسابقون في إنجاز الشطر المتمم في 15 دقيقة، كان الجمهور فيها على موعد مع إنشاد متميز للوسمي، قبل أن يعود مذيع البرنامج، بركات الوقيان، مرة أخرى للمتسابقين، ويكشف عن نتاجهم، وهي ستة أشطر: "وانا اقول الخيانة نقمةً منبوذ راعيها"، "وأنا اقول ان وفايه بعد ربي ورث جداني"، "واذا ما هي ب فيني جعل راسي ما يطوّل حيّ"، "يا قل أهل الوفا والله على الدنيا يكثرهم"، "يد الاحسان زلات الخلايق ما تكبلها"، "ولكن قلة الوافين في هذا الزمن نقمه".

وقررت لجنة التحكيم في البداية - حسب نظام المسابقة - استبعاد ثلاثة أشطر، هي الأقل تصويتًا (الثاني والثالث والخامس)، لتكون المفاجأة تعادل ثلاثة أشطر في التصويت قبل أن يتم الاحتكام إلى إعادته بعد استبعاد الأشطر الأقل تصويتًا.

وحصل الشطر الأول، للسعودي تركي القحطاني، على ثلاثة أصوات، وهو الرصيد الذي حصده الشطر الرابع لمواطنه صامل الشريف، ما يعني انضمامهما إلى المتأهلين عن الفئة نفسها في نصف النهائي الأول، وهما: فيصل العطاوي والحارث وازع.