أحد لوحات بيكاسو في غرفة مزاد في لندن

يقدم المعرض الوطني للفنون أكثر من 75 لوحة فنية وبعضها لا مثل له في بريطانيا. وفي إحدى اللوحات يظهر بيكاسو راسما نفسه كشاب مراهق  في القرن التاسع عشر، وفي لوحة أخرى قدم بيكاسو جمجمة كرتونية تبدو وكأنها صخرة على وشك السقوط من أحد الجبال. وذكرت المؤرخة الفنية إليزابيث كولينغ عن لوحة بيكاسو التي رسم فيها نفسه عام 1972 والتي تعرض ضمن لوحات المعرض الوطني " إنه عمل رائع يجمع بين النظر في المرآة وتجسيد الموت في الوجه".
وتبدو بعض الأعمال من المجموعة الخاصة متناقضة مع البورتريه الذي رسمه بيكاسو لنفسه عام 1896 وكان يبلغ من العمر 14 عاما، ويظهر أسلوب التناقض في أول معرض كبير لأعمال بيكاسو خلال 20 عاما. وأضافت كولينغ أمينة المعرض تقول: " يعد هذا من أكثر الأشياء غير العادية عن بيكاسو، إنه معروف بتغيير أسلوبه، وهو لا يعتمد على أسلوب معين، ثم يقوم بتغييره مثل الآخرين ولكنها مجرد خيارات جديدة بالنسبة له".
ويضم المعرض أكثر من 75 لوحة لا مثيل لها في بريطانيا، ومنها لوحة التكعيبة للتاجر دانيل هنري عام 1910 والتي قدمها معهد الفن في شيكاغو، وهناك لوحة أخرى ممثلة في بورترية شخصي يرجع لعام 1906 من متحف فيلاديلفيا للفنون، والتي جسد بيكاسو فيها نفسه باعتباره فنان عامل، وتقول كولينغ "يعد هذا البورترية واحدا من أروع أعماله، ونحن سعداء للغاية  بعرضه"، وأوضحت كولينغ أن اختيار لوحات المعرض لم يكن أمرا سهلة وأنها أغفلت بعض اللوحات التي يتوقع الزوار رؤيتها.
وعلى سبيل المثال لوحة "بكاء إمرأة تيت" والتي وصفت بأنها لوحة لحبيبة بيكاسو دورا مار. وتعتقد كولينغ " أن هذه اللوحة تجسد اليأس أثناء الحرب الأهلية الأسبانية والخوف والهيستريا التي تتبع الكارثة، إنها تجسد المعاناة الإنسانية، ونحن نسيء إلى بيكاسو إذا اعتقدنا أن كل لوحة لإمرأة هي صورة لإحدى عشيقاته".
وأوضحت كولينغ أن الزائرين سيستمتعون بمجموعته الفنية المذهلة حيث قدم بيكاسو مجموعة لوحات فنية مميزة معبرا فيها عن نفسه وعن الجانب العاطفي من عمله مثل كتاب المسرح والروائيين الكبار. نُظم معرض بيكاسو مع متحف بيكاسو في برشلونة في أول معرض كبير له منذ عام 1996، عندما نظن ان كلا من متحف الفن الحديث في نيويورك والقصر الكبير في باريس معرض كبير يضم أكثر من 300 عملا فنيا.
ويضم المعرض الخريفي رسوما كاريكاتورية صنعها بيكاسو لأصدقائه ومعارفه وتحمل طبيعة جنسية، حيث قدم بيكاسو في إحدى اللوحات صديقة والسكرتيرة الشخصية له غومي سوبارتيز وهما يفعلان أشياء بذيئة، ويضم المعرض لوحات مُعارة من مختلف المعارض في أوروبا والولايات المتحدة ومن جامعي الأعمال الفنية الهواة، ولكن لم يتم استعارة لوحات بيكاسو التي تصدرت عناوين الصحف في السنوات الأخيرة بسبب الأسعار الاستثنائية التي حققتها في المزاد، وعلى سبيل المثال بيعت لوحة انجيل فرنانديز دي سوتو بواسطة أندرو لويد ويبر بأكثر من 34 مليون أسترليني، ويُعتقد أنها حاليا في الشرق الأقصى، ولن تكون في المعرض، وأضافت كولينغ " حاولنا استعارة اللوحة جديا ولكن إن لم تحظ بلقاء مباشر مع مالك اللوحة تكون فرصة الحصول عليها قليلة".
وذكر برناردو روميرو مدير متحف بيكاسو أن المعرض يستكشف كيف استطاع الفنان إعادة تعريف لوحات البورتريه، مضيفا " سيكون المعرض مفاجأة ومواجهة  للأفكار المسبقة عن الشكل الذي يفترض أن يظهر به البورتريه، وعن شكل البورتريه الذي قدمه بيكاسو"، وتشهد تذاكر المعرض عرض يُرى عادة في دور العرض والمسارح، حيث تباع التذاكر المائة الأولي في صباح كل جمعة بسعر 5 أسترلينيات بدلا من السعر الكامل للتذكرة وهو 19 أسترلينيا.