كُتاب الطفل يدعون إلى توظيّف المرح في المناهج الدراسيّة

ناقش مجموعة من أدباء وكتاب ومتخصصو أدب وثقافة الطفل قيم ومعاهدات حقوق الطفل الدولية على مستوى العالم كله، حيث أنها جزء مهم وحيوي من حقوق الإنسان، وهي قيم بشرية كاملة تشمل جميع البشر، وهذا يعطيها صفة "الكونية، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المقامة على هامش مهرجان الشارقة القرائي السادس في ضوء موضوع " تربية الطفل العربي على القيم الكونية".
استهل الكاتب محمد الشيباني حديثه عن الموضوع بتعريف القيم الكونية التي تعني قيم ومعاهدات حقوق الطفل الدولية على مستوى العالم كله، وبين أنها جزء مهم وحيوي من حقوق الإنسان، وهي قيم بشرية كاملة تشمل جميع البشر، وهذا يعطيها صفة "الكونية"، وتقوم على مبادئ وأعراف وقيم إنسانية ثابتة بعضها: المساواة، ونبذ التميز، كما أنها قيم لاتتجزأ، بمعنى لا يعطي بعضها دون الآخر، ولا تطبق على فئة معينة من الأطفال في مناطق معينة من العالم وتستثني آخرين، بل هي تشمل الجميع.
وأشار الشيباني  إلى اهمية منح الطفل حقوقه وتعريفه بها، وحث جميع الجهات العاملة في مجال الطفولة على تفعيلها وأخذها بعين الاعتبار لأنها تعد جزءاً لا يتجزأ من رقي وحضارة الأمم، وان من المهم تربية الطفل على حقوقه، وضمن شروط أبرزها :عدم التمييز بين الأطفال، وشمولية الحقوق، والربط بين النظري والعملي من الحقوق، وان تكون مستمرة لا وقتية أو تزول بزوال الظروف التي دعت  إلى اطلاقها.
وبينت الكاتبة كارولين كريمي مبدأ حقوق الطفل، وأهمية ادراجها في قصص الأطفال، واستعرضت نماذج من كتبها التي تضم جوانب كثيرة من حقوق الطفل، مشيرة أن الطفل لابد ان يتعلم أهمية السلم، والتعايش، والتواصل، وان نحرص على غرس قيم اخرى فيه مثل: أهمية عدم الانطواء، ووجود والاصدقاء، والانفتاح على العالم، ودعت  إلى غرس المرح والفرح في نفوس الأطفال، وطالبت بتطبيق هذا الجانب في المناهج الدراسية لاسيما في ظل نتائج الدراسات الحديثة التي اثبتت ان المرح اقصر طرق ايصال الرسائل الإيجابية للطفل، وعاملا مهما من عوامل تخفيف الضغوط، ونبذ الخلافات، وتشجيع مبادئ العمل الجماعي.
في الإطار ذاته قالت الباحثة في شؤون الطفل وفاء الميزغني " من المهم الإكثار من كتب الطفل التي تتحدث عن حقوقه، وتناولها بأسلوب متميز غير ممل، والتركيز على حقوق الطفل باعتباره أبرز مكونات المجتمع واولاهم بالرعاية والحقوق لضعفه وقلة إدراكاته، ولاسيما: حقه في البقاء، والصحة، وإبداء الرأي، والرعاية الأسرية، وعدم العنف، كذلك التركيز على فئتين مهمتين من الأطفال هما: فئة المعاقين، وفئة المكفوفين.
ودعت الميزغني في ختام ورقتها الناشرين  إلى التعرف  إلى هذه المضامين من خلال تنظيم ورش عمل خاصة بذلك، وشمول الكتاب والرسامين ايضاً، لتصب في خدمة موضوع حقوق الطفل، كما دعت  إلى إيصال الفكرة عن طريق الأدب الشعبي بعد غربلته من بعض الصور السلبية التي يتضمنها في ضوء المراحل المختلفة التي مر بها، والتي لاتنسجم مع التوجهات العالمية الحضارية، وبالوطن العربي باعتباره منبع القيم الأصيلة التي استمد العالم المعاصر معظم مبادئه منها".
هذا وتشهد الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل محاضرات وندوات أخرى في مجال تربية وثقافة وادب الطفل منها: قراءة لأطفال التوحد، وترجمة الثقافات، والطفل وزمن الميديا، وفن كتابة القصة للطفل، ومسرح الطفل بين الازدهار والتراجع، والإعلام الإماراتي وقضايا الطفل، والمقررات المدرسية بين التعليم والتثقيف، وقصص الأطفال في الأدب الإماراتي، وسينما الطفل بين الواقع والطموح وغيرها.