هيئة دبي للثقافة والفنون

أكدت نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم،: "نجح معرض سكة الفني، على مدى السنوات الخمس الماضية، في تقديم منصة حيوية، تدعم الحركة الفنية الملهمة في دولة الإمارات، ويسرنا أن نرى المعرض يفتتح آفاقًا جديدة، من خلال احتضان المواهب المحلية من منطقة الخليج العربي ورعايتها".

وأوضحت آل مكتوم "يوفر المعرض تجسيدًا حيًا لواقع المشهد الثقافي والفني الثري لدبي، وذلك من خلال المشروعات الفنية البصرية، والموسيقية، والعروض الحية، وعروض الفيديو التي يشتمل عليها، ونحن نثق بأن المعرض سيواصل دوره الحيوي في إتاحة الفرصة للمواهب الناشئة للبروز، الأمر الذي يعكس تطور الإمارة وتنوعها كمركز إقليمي وعالمي لدعم الإبداع والابتكار".

وجاء ذلك خلال افتتاح سموها الدورة السادسة من "معرض سكة الفني"، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون، يرافقها وزيرة الدولة للسعادة،عهود بنت خلفان الرومي، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي في إطار فعاليات "موسم الفن"، بمشاركة ما يقارب 40 فنانًا من الإماراتيين والخليجيين والمقيمين، الذين وجدوا فيه بداية لحلمهم الفني.

وتتوزع الأعمال الموجودة في حي الفهيدي التاريخي، بين أروقة البيوت القديمة والتراثية بشكل متناغم مع الأعمال المعاصرة، التي تنوعت بين التصوير والتشكيل، والتركيب الصوتي، إلى جانب المسرح الذي يضم مجموعة من الفعاليات، منها عروض الموسيقى والشعر، ويستمر حتى 24 مارس الجاري.

وشدد المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، على أن وجود المعرض في المنطقة التاريخية يعطي زخمًا حول اهتمام الحكومة بهذه المناطق، وهذا يقيم تفاعلًا مع معارض سبقته مثل آرت دبي، وهو تحدٍ جميل ينصبّ في زيادة الاهتمام بهذا المعرض، بالإضافة إلى أن البعد الخليجي يسجل للحدث في هذه الدورة. ولفت إلى أن المعرض بات عائليًا، ويجذب مختلف الشرائح، مشيرًا إلى أن دعم المواهب يأتي ضمن استراتيجية الهيئة، لأنه يمنح الفنان منصة لتقديم أعماله، إلى جانب دعوة المقتنين للوجود واكتشاف المواهب، وكذلك اختيار قيّم قادر على توجيه المواهب.

وذكر الفنان مطر بن لاحج، القيّم على المعرض: "كان الوقت ضيقًا لاختيار المشتركين، لكن في هذه الدورة قللنا الزخم العشوائي، بينما تكون الإضاءة بين البيوت تمهيدًا للاحتفال بـ(سكة)، إلى جانب اختيار الأعمال المتنوعة للموازنة بين أنواع الفنون، مع الموازنة بين الشباب والقدامى". ولفت إلى أن المعايير الأساسية لديه في اختيار الأعمال، تنطلق من حساسية وشاعرية الفنان وتعاطيه مع العمل، فالفن مسؤولية وليس للتسلية، موضحًا أن المعرض يحمل أسلوبًا خاصًا وغير تقليدي، يقوم على تطوير التجارب، فهو بداية فنان مغمور.

وقدمت المصورة الإماراتية، روضة الصايغ، معرضًا بعنوان: "فرسان العنوان"، حول رجال الإطفاء ومهامهم البطولية، التي شاهدتها في فندق العنوان، حينما كانت فيه أثناء اندلاع الحريق ليلة رأس السنة، وقالت: "شاهدت قدرتهم السريعة على الإنقاذ، لكن للمفارقة كنت قبل أيام أعمل على تصوير رجل الإطفاء، وكيف يكون بطلًا بنظر أولاده، حيث صورت قريبي الذي يعمل في الإطفاء مع ابنه". ولفتت إلى أنها كانت تنظر إلى والدها نظرة البطل منذ الطفولة، كونه إطفائيًا، معتبرة عملها هذا رسالة شكر لكل ما يقومون به، ومشيرة إلى أنها قدمت لوحة تضمنت أسماء كل من أسهم في إخماد حريق العنوان، وقد حصلت على كل الدعم من الشرطة، كما قدموا لها البدلة التي عرضتها في المعرض. ورأت أن الفن يجب أن يعكس صورة حياتنا اليومية وتفاصيلها البسيطة.

وقدم المصور الإماراتي، حمد الفلاسي، عمله الذي صور فيه مجموعة من العمال مع الحقائب اليدوية القديمة، التي يحملونها والتي استبدلوها بجديدة قدمها لهم، في مشروع فني مفاهيمي. وقال عن مشاركته في المعرض: "قدمت العمل في هذا المعرض، لأنه منصة جيدة لتقديم العروض، وتؤمن احتكاكًا واسعًا مع الجمهور، ويمكن أن يروا العمل بشكل مغاير، لكن بشرط أن يكون العمل متجددًا ويلمس الناس".

من مشكلة ازدحام السير اليومية، استوحت الفنانة الأميركية جوليا تاونزند، عملها الذي قدمته على الألمنيوم، حيث نحت السيارات جانبًا، ووضعت مكانها الأطفال الذين يحاولون التنازع على الوصول أولًا، وكذلك في حالة حركة قوية ومتعمدة. ولفتت إلى أنها اختارت مادة صلبة لتقديم لوحتها عليها بدلًا من الكانفاس، نظرًا للطبقات التي تمنحها للعمل، فيبدو كأنه منحوتة، وهذا يمنحه بعدًا، لا يمكن تقديمه من خلال الكانفاس.

من عالم التصوير، قدم الفنان عمر الكندي، مع المصور يوسف بن شكر الزعابي، معرض "رحلتنا إلى كشمير"، وقال الكندي إن المعرض تخلله الكثير من الصعوبات والتحديات، فقد واجهتنا أماكن ينخفض فيها مستوى الأوكسجين إلى 10%. وأشار إلى أنهما اختارا التفاصيل الحياتية لتقديمها في المعرض، كون التصوير يعكس الحالة التي يعيش فيها الناس. وفي السياق نفسه، قال الزعابي إن الصور المتعلقة بحياة الناس تجذب الناس، وإن المصور المحترف يمتلك العين الذكية، ومن هنا ينجح في نقل ما يراه.

واختارت المصورة الإماراتية عائشة العبار تصوير الصراع بين الخير والشر، من خلال المرأة التي ترتدي العباءة البيضاء وتحمل أقنعة سوداء وبيضاء. ولفتت إلى أنها أرادت تقديم النقاء داخل الإنسان، معتمدة على تقنيات بسيطة جدًا في الإضاءة، مع التلاعب بالخلفيات والألوان. واعتبرت المعرض ملتقى مهمًا للفنانين لتبادل الخبرات وعرض أعمالهم للناس، خصوصًا الفن المفاهيمي الحديث في الإمارات.