مهرجان طيران الإمارات للآداب

يختتم مهرجان طيران الإمارات للآداب، السبت، فعاليات دورته الثامنة، التي امتدت لأول مرة على مدار 12 يومًا متتالية، استهلتها بـ"أضواء من الإمارات"، قبل أن تستوعب الفعاليات أجناسًا ثقافية وأدبية وإبداعية شتى، تنهل فيها من ثقافات العالم المختلفة بمشاركة نحو 150 أديبًا ومثقفًا، في حين وصل عدد المتطوعين إلى نحو 1600 متطوع مع ختام المهرجان.

 تنوع الثقافات وتباينها صاحبهما أيضًا تنوع في مواقع استضافة الفعاليات، كما هو في "صحراء" منطقة العوير، على أطراف إمارة دبي، التي استضافت، مساء أمس، فعالية أمسية "أبيات من أعماق الصحراء"، إلى جانب الشعر العربي الفصيح والنبطي الشعبي، في بانوراما شعرية عكستها ثقافات الحضور الذين يبقون في كل دورة من "الإمارات للآداب" على موعد مع أمسية خاصة في قلب الصحراء بعيدًا عن أضواء المدينة.

وقدم جون أجارد، الحائز وسام الملكة الذهبي للشعر، نخبة من قصائده التي يصفها النقاد بأنها ثرية الخيال الخصب والصور الشعرية الرائعة، فيما قدم سيمون أرميتاج جانبًا من شعره الهزلي المختلط بالحزن والجدية المقنعة والنظرة المتعمقة في وقائع حياتنا اليومية.

أما هاري بيكر، الذي يعد أصغر شاعر يفوز بمسابقة الشعر العالمية، فجاءت قصائده موسومة بسرعة الإيقاع، ومتأثرة بالمحتوى العلمي لبعض العلوم على صعيد الصور الشعرية، فيما مثلت الشعر العربي في الأمسية السنوية الشاعرة الإماراتية، نجوم الغانم، بالإضافة إلى الحضور الشعري الطاغي لإبداعات غريس نيكولز التي تتميز بالعفوية والصدق وبالغنائية والابتكار المميز في التراكيب اللغوية.

ومع احتفاء رواد أمسية "الصحراء" بخصوصية واحدة من أكثر البيئات المحلية سيادة وانتشارًا في الحقب السالفة، كان الاحتفاء ذاته أيضًا في موقع آخر استضاف فعاليات المهرجان في أيام انطلاقته الأولى، وهو منطقة الشندغة التاريخية، بكل ما تمثله من عبق التاريخ، وتجليات الماضي، حيث احتضن مركز دبي الدولي للكتاب، الواقع على بعد أمتار قليلة من بيت الشيخ سعيد، والقرية التراثية، العديد من الفعاليات، خصوصًا الفعاليات المرتبطة بشكل مباشر بخصوصية الأدب المحلي، فضلًا عن الأدب العربي عمومًا.

الموقع الثالث المحوري لفعاليات المهرجان، كان في قلب المدينة الحضرية، وهو المقر التقليدي للمهرجان، في فندق إنتركونتننتال، في دبي فيستفال سيتي، بإطلالته المتميزة على مياه الخليج العربي، من جهة خور دبي، لذلك جاء هذا الموقع ليستوعب مزيجًا من نتاج الثقافات الحديثة والمعاصرة، فضلًا عن عشرات الورش والمحاضرات التي مزجت بين الجانبين الأكاديمي والعملي.

وشهد يوم أول من أمس العديد من الفعاليات المتزامنة، منها إعلان الفائزين بمسابقة "صور وحكايا 380"، حيث أعلن مهرجان طيران الإمارات للآداب 2016 عن الفائزين في مسابقة "صور وحكايا 380" التي تم إطلاقها بالشراكة مع طيران الإمارات، إذ تمّ تكريم الفائزين خلال حفل كبير أقيم على هامش المهرجان، وحصل الفائزون على أربع تذاكر للسفر إلى أي وجهة في العالم ضمن شبكة محطات طيران الإمارات.