التشكيلية راجحة القدسي

تعدّ التشكيلية راجحة القدسي من الفنانات العراقيات اللاتي حملن هموم الغربة في ريشتهن، فتبحث دائمًا عن العناصر الجمالية والتراثية، وأطلقت خلال مشوارها الفني الكثير من المعارض الشخصية والجماعية.
وأكد الناقد صلاح عباس أن القدسي استطاعت وضع بصمتها في الواقع التشكيلي العراقي، وقبل مغادرتها البلاد كانت تشرف وتُدرس الفن التشكيلي في معهد وأكاديمية الفنون الجميلة، وبعد استقرارها في عمان التقت بعشاق الفن التشكيلي هناك.
ونظمت القدسي بمشاركة فنانات عراقيات رائدات معارض تشكيلية كثيرة جسّدت ، بحسب عباس، الواقع العراقي وفولكلوره وجمال طبيعته، إلى جانب تجسيد واقع المرأة العراقية التي تحملت العناء والمسؤولية منذ سبعينات القرن الماضي، ومع ذلك كانت ريشة الفنانة ماهرة في رسم المشهد الجمالي لواقع المرأة رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها، لتنقل الجمال والطبيعة والتاريخ والفولكلور.
وأوضح أن منجزات القدسي كثيرة ومتميزة وأبرزها لوحاتها التي تشارك بها في معارض عمان ودول عربية وعالمية، وأن أهم ما يميز لوحاتها أنها تحاكي الغربة والتراث وأساطير وحكايات العراق الذي كان من أكثر المجتمعات انفتاحًا في الشرق الأوسط، بألوانها الداكنة الحزينة من جهة وأخرى صارخة تترجم صخبًا ومواضيع مستقاة من الثقافة الاجتماعية الشعبية الشائعة.
وتخرجت الفنانة العراقية في كلية الفنون الجميلة في بغداد العام 1972، درست تحت إشراف الفنان الرائد فائق حسن، وعملت مصممة في وزارة الثقافة والإعلام بين العامين 1974-1980، وأبرز المعارض التي شاركت فيها معرض الفن العراقي المتجول في الدول الأوربية: بون، وباريس، ولندن العام 1976، ومعرض الفن العراقي في باريس في بداية السبعينات.