هيئة الشارقة للكتاب

خلال حضورها السنوي المتجدد، في عاصمة الثقافة الأوروبية، تواصل هيئة الشارقة للكتاب، مشاركتها في معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا، بدورته الثالثة والخمسين التي تستقطب أكثر من 1200 عارض من 98 دولة حول العالم، تتقدمها هذا العام، ألمانيا، ضيف شرف دورة 2016، ومهد أول كتاب مطبوع في التاريخ، وسط حضور لافت لإمارة الشارقة، التي استأثرت باهتمام متزايد من قبل المختصين والمهتمين بكتاب الطفل. 

وتميّزت مشاركة الهيئة في الدورة الحالية من معرض كتاب الطفل الأقدم في العالم، بالتركيز على مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تقام دورته الثامنة في الفترة ما بين 20-30 ابريل الجاري، وتشهد تنظيم أكثر من 1500 فعالية، ثقافية، وفنية، وتربوية، وتوعوية، إلى جانب 130 دار نشر من 15 دولة. حيث حظي المهرجان بالقسم الأكبر من استفسارات زوار جناح الهيئة، لما يتمتع به من مكانة مهمة بين معارض الكتاب في المنطقة، وللعلاقة القوية التي تربطه مع معرض بولونيا، الذي تلتقي معه الشارقة في تركيزها على الطفل، وتنمية معارفه، وتطوير مواهبه وقدراته.

وعقد سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والوفد المرافق له، والذي يضم كلاً من هند عبدالله لينيد، مدير إدارة المعارض والفعاليات في الهيئة، وسالم عمر سالم، مدير إدارة التسويق والمبيعات، عدداً من الاجتماعات مع الناشرين العرب والأجانب المشاركين في المعرض. وتم خلال هذه الاجتماعات استعراض أهم المبادرات التي تقدمها الشارقة في مجال تطوير ودعم صناعة كتاب الطفل.

وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري: "هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين الشارقة وبولونيا، ولدينا تاريخ طويل من المشاركات المتبادلة في المعارض والفعاليات التي ينظمها الجانبان، في إطار علاقات الصداقة التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية إيطاليا، وبالتأكيد فإن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تشكل دافعاً إضافياً لنا لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها".

وأكد العامري أن اهتمام إمارة الشارقة بالطفل، والتركيز على تطوير كتبه، وتنمية مداركه المعرفية، في ظل توجيه ومتابعة قرينة صاحب الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، "باتت مصدر فخر وإعجاب المهتمين بالطفل، حيث وجدنا ترحيباً كبيراً من قبل الناشرين من دول العالم كافة، بالتواصل معنا، وبالرغبة في التواجد بالشارقة، والمشاركة فيما ننظمه من معارض ومهرجانات ومبادرات". 

وعقدت الهيئة ضمن جناحها بالمعرض، ورشة عمل بعنوان "حيوانات ورقية" قدمتها الفنانة الإيطالية كارين لافاتا، والتي تمتلك مشروعاً فنياً متميّزاً، وسبق لها المشاركة في معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل. وشهدت هذه الورشة حضوراً جماهيريا لافتاً، حيث اطلع المشاركون على الأفكار الخيالية التي تستلهمها الفنانة من عالم الكائنات الحية والحيوانات لتقدم رؤى فنية جديدة ومبتكرة تعكس القدرة على الإبداع وتثري المخيلة الإنسانية بالجديد والمتطور.

وأعربت هند لينيد عن سعادتها بالإقبال الكبير على المشاركة في هذه الورشة، وقالت: "هذا التفاعل الجميل مع مبادراتنا الثقافية والفنية هو ثمرة لنتائج التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في نشر الثقافة الرصينة والفن الهادف على مستوى العالم، وهذه الورشة هي جزء بسيط من اهتمامنا بالارتقاء بمجال رسوم كتب الطفل، الذي شهد تطوراً كبيراً في الأعوام الخمسة الماضية، مع انطلاقة معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، الذي ما زال الأهم والأفضل من نوعه في المنطقة". 

وتحول جناح هيئة الشارقة للكتاب إلى خلية نحل، لا يتوقف النشاط فيه، على مدى أيام المعرض الأربعة، وكان أشبه بالسفارة العربية الثقافية، التي يلتقي فيها كل عربي محب للكتاب، وكل أجنبي يرغب بالاطلاع على جانب من اهتمام إمارة الشارقة وهيئة الكتاب فيها، بالمؤلفين والرسامين والناشرين وكل معني بهذا العالم الجميل. وتراوحت استفسارات الزوار بين منحة الترجمة والجوائز التي تقدمها الهيئة، والمعارض والمهرجانات والمؤتمرات والبرامج التدريبية التي تنظمها على مدار العام.