شبكات دولية توصل السجائر المهربة الى كبار المهربيين في تونس

اعتمدت الديوانة التونسية، أقصى المجهودات والأساليب والتجهيزات لمقاومة ظاهرة تهريب السجائر التي انتشرت بعد الثورة لتصل إلى مداها خلال الفترة الأخيرة. ولا يكاد يمر يوم دون أن نسمع فيه أخبارًا عن حجز سلع مهربة متمثلة أساسا في السجائر..اقتحام مخازن سرية، حجز سلع مهربة في شاحنات، كراتين مخبأة ومهربين محنكين يخوضون مجال التبغ المحظور.

وسجلت الديوانة التونسية، 1300 مليار من  الملّيمات، العام الماضي لفائدة السجائر المهربة مقابل 1500 مليار لمبيعات الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد أي 43 ٪ للموازي و47 ٪ للمنظم..  وشرعت الديوانة  في استغلال جملة من أجهزة الكشف المتطور التي تتلاءم أكثر  مع حيل المهربين والتي وصلت حدّ إدخال تحويرات على الهيكل الحديدي للشاحنات.

وأحبطت الديوانة عدة عمليات تهريب في مينائي رادس وحلق الوادي تورطت فيها شبكة دولية لتهريب السجائر تنشط في دول الجوار. واعتمدت عمليات التهريب على دس السجائر بين المنتجات الفلاحيّة حتى لا يتم التفطّن لها باعتبار أن المنتج الذي يحتوي على مادة عضوية لا يظهر بوضوح على شاشة "السكانار".. وتبعًا لذلك فإن الكشف عن العمليات المذكورة تم عن طريق ما يسمى "الحدس" الديواني للأعوان.ولعل ظاهرة تهريب السجائر تراجعت ومن المنتظر أن تتقلص أكثر بعد مجهودات كبرى من أجل تجفيف منابع التهريب بما في ذلك السجائر عبر تكثيف الرقابة في مناطق التخزين على الشريط الحدودي لاسيّما جنوب البلاد.

ويقف وراء السوق السوداء للسجائر، شبكات موازية توزع السجائر بما في ذلك منتجات الوكالة ليقفز هامش  الربح إلى نحو 30 ٪ مقابل 6 ٪ فحسب على الورق. وأفادت مصادر لـ"صوت الإمارات" بأن المهرّبين محترفون إلى درجة لا تخطر على بال، فهم يلجؤون إلى حيل غريبة لمغالطة عون الديوانة مثل إنجاز صندوق خفيّ صلب الهيكل الحديدي للشّاحنة  أو إخفاء التبغ ​​في أكوام التبن أو مع قطيع الماشية حتى لا يتشجع العون على تفتيش الشاحنة. وفيما يتعلق بمصادر السجائر المهربة فإن مسلك المهربين الذين يستوطنون في دولتي الجوار إلى جانب التشاد والنيجر يتولون إيصال البضاعة إلى الحدود التونسية ليتسلمها منهم كبار المهربين  في تونس الذين يتولون تخزين المنتجات المهربة في المناطق الحدودية قبل أن تنطلق إلى مختلف جهات البلاد.

وعلى إثر عمليات التخزين في المناطق الحدودية يتم توزيع المنتجات المهربة في كامل أنحاء البلاد عن طريق سيارات يقودها أشخاص يحصلون على عمولة لقاء مهمّة النقل.. وتتلقى تلك  السيارات القادمة من المناطق الحدودية تعليمات من كبار المهربين بعدم التوقف تحت أي طائل وهو ما يجعل مطاردتها لا تخلو من مخاطر. كما أن كل سيارة أو شاحنة صغيرة تنقل منتجات مهرّبة عادة ما تسبقها سيارات أخرى تسمى "كشّافة" وتتمثل مهمتها في رصد انتشار أعوان المراقبة لتحديد المسلك الآمن.وعادة ما يستعمل المهربون سيارات كراء أو سيارات تم اقتناؤها عبر شركات الإيجار المالي. ويتم ترويج المنتوجات المهرّبة حتى صلب المسالك المنظمة.وقد تم ضبط عدد من أصحاب  رخص توزيع التبغ بصدد  ترويج منتوجات مهربة سواء أجنبية أو تونسية مقلدة وقد تم اتخاذ إجراءات وعقوبات ضدهم وصلت إلى سحب رخص التوزيع.