"الاقتصاد" تستكشف آفاق تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية مع الصين

استقبلت وزارة الاقتصاد الإماراتية وفداً رفيع المستوى من «الأكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي» لبحث سبل توطيد الروابط الاقتصادية المتينة بين دولة الإمارات والصين واستكشاف آفاق جديدة لتعزيز حجم التبادل التجاري الثنائي.
واستحوذت مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» على الحيز الأكبر من المباحثات الثنائية، وسط تأكيد الوفد الصيني على الدور المحوري لدولة الإمارات في دعم أهداف المبادرة الصينية الطموحة، باعتبارها بوابة رئيسة للوصول إلى الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
وناقش الوفد الصيني برئاسة كوي ويجي، نائب مدير «الأكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي»، مع المسؤولين في وزارة الاقتصاد السبل الكفيلة بتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية التي تجمع كل من الصين ودولة الإمارات، وسط تأكيد الجانبين على تكثيف الجهود المشتركة للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى من النجاح، مع التركيز بشكل رئيس على مبادرة «الحزام والطريق»، التي تشكل رؤية اقتصادية طموحة تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين القارة الآسيوية وأوروبا. كما استعرض الوفد أيضاً المزايا العديدة لهذه المبادرة وانعكاساتها الإيجابية على الدول التي يمر فيها حزام طريق الحرير الاقتصادي. وتطرق النقاش إلى سبل تعزيز المساهمة الفاعلة لدولة الإمارات في مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، لا سيّما عقب انضمامها رسمياً إلى «البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية» الذي تم الإعلان عنه في شهر أكتوبر 2013، في خطوة تمثل تحركاً إيجابياً في البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق»، التي تشكل دعامة هامة لتحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستمر.
وقال محمد ناصر حمدان الزعابي، مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بالوزارة: «نحرص على تعزيز علاقاتنا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع الصين وتطويرها بما يرقى إلى تطلعات حكومتي البلدين. ونظراً لما تشكله الصين من أهمية لدولة الإمارات باعتبارها واحدة من أبرز الشركاء التجاريين حيث تأتي في المركز الأول كأهم شريك تجاري للإمارات من حيث قيمة التجارة الخارجية غير النفطية شاملة تجارة المناطق الحرة، فإن الدولة تحرص على تطوير الروابط التاريخية في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتبادل التجاري غير النفطي الذي وصل حجمه إلى نحو 47.5 مليار دولار أميركي في العام الماضي».
وأضاف: ومما لا شك فيه بأّنّ دولة الإمارات ستكون من الدول المساهمة في إنجاح مبادرة (الحزام والطريق)، نظراً لما ستقدمه من فرص استثمارية هامة لدعم المشاريع المستقبلية المنضوية تحت مظلة هذه المبادرة الطموحة، مدعومةً بإمكانياتها الكبيرة لا سيما من حيث الموانئ والمطارات وشبكات الطرق والدعم اللوجستي، فضلاً عن كونها مركزاً مالياً وتجارياً على المستويين الإقليمي والدولي، بإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الهام.
يذكر أنّ تجارة الصين الخارجية مع الدول المطلة على «الحزام والطريق» قد سجلت 235 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو ما يشكل 26% من إجمالي تجارة الصين العالمية، ما يعكس مدى أهمية مبادرة «الحزام والطريق» لكافة الدول المعنية.