استفتاء إيطاليا يضع البنوك في مأزق

أبرزت صحيفة بريطانية تقريرًا تناول الصدمة التي حدثت في الأسواق المالية بعد هزيمة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في استفتاء شعبي حول إصلاحات دستورية كانت من اقتراحه، والذي أظهر رفض غالبية الإيطاليين لها.
واستهلت صحيفة "ذا تايمز" تقريرها بالقول: "لما كانت هناك مخاوف كبيرة من حدوث ارتباك سياسي في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، فقد ارتفعت تكلفة الاقتراض بعدما شهدت أسهم البنوك نزولًا قبل هزيمة رينزي في استفتاء أمس". فقد اصطف القادة الأوروبيون لدعم رينزي، والتي جاءت خسارته الليلة ما قبل الماضية كنذير بموجة عدم استقرار سياسي ستشكل خطرًا على البنوك الإيطالية المثقلة بالديون، وهي مرحلة حرجة للغاية من شأنها أن تودي بالاقتصاد الإيطالي الضعيف.
ويؤكد التقرير أن الأضواء سوف تُسلط على بنك "مونتي دي باشي دي سيينا"، وهو أقدم بنك في العالم؛ بيد أنه بحاجة إلى اقتراض 5 مليارات يورو، وهو الأمر الذي قد يلاقي فشلًا ذريعًا في حالة انسحاب المستثمرين الإيطاليين في الوقت الراهن. فيما يعد البنك الخاسر الأكبر وسط مجموعة من البنوك الإيطالية المثقلة بقروض غير عاملة تناهز الـ360 مليار يورو، في حين انخفضت قيمة أسهمها إلى النصف هذا العام.
وسعى وزير المالية والمرشح الأقوى لرئاسة الوزراء بيير كارلو بادوان، إلى تهدئة الأسواق يوم الجمعة الماضية، قائلًا إن التصويت بـ"لا" في الاستفتاء قد يؤدي إلى نشوب اضطرابات لمدة يومين فقط. ونقلت الصحيفة عن مارسيلو ميسوري، أستاذ الاقتصاد في جامعة LUISS الإيطالية، قوله: إنه "في حال تشكيل حكومة جديدة بسرعة، فسرعان ما ستختفي الصدمة التي تعانيها الأسواق".
وتزعمت حركة "النجوم الخمس" الإيطالية، والتي تأسست على الكوميديان الإيطالي الناشط جوزيبي غريللو، التيار المعارض لإصلاح رينزي الدستوري، وزعمت أن الحكومة الإيطالية تسلمت سلطة غير مسبوقة في نفس الوقت الذي أخلت فيه باقتصاد البلد.
كما اتهم سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزاراء السابق، رينزي، مؤكدا أنه حول إيطاليا إلى ديكتاتورية من خلال الحد من صلاحيات مجلس الشيوخ الإيطالي. فيما قال قائد رابطة الشمال وأحد أبرز الداعيين للتصويت بالنفي، ماتيو سالفيني، إنه كان يأمل في أن يعيش تجربة "انتقام الشعب" والتي أدت إلى انتصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للفوز في سباق الرئاسة، مشيدًا بنتيجة الاستفتاء ووصفها بأنها "انتصار للشعب ضد القوى المهيمنة على ثلاثة أرباع العالم".
ولفت التقرير إلى أن معسكر مارين لو بان، زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، كان ضمن الصفوف الأولى التي احتفت بنتيجة الاستفتاء، حيث قالت: "لقد خرج الشعب الإيطالي من عباءة الاتحاد الأوروبي ورينزي".
ويخلص التقرير بالقول إنه في حال كانت نتيجة الاستفتاء "نعم"، فمن شأن ذلك تعزيز حكومة رينزي لتمتد خمس سنوات أخرى وفتح لها باب انتخابات 2018، فيما إذا كانت النتيجة "لا" فسوف تسنح الفرصة لإجراء انتخابات مبكرة لصالح الشعبويين. ومن المقرر أن يقوم الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، بالإشراف على عملية تشكيل الحكومة الجديدة.