النفط

تجاهل النفط مجموعة من الأنباء السلبية أمس الأربعاء، في وقت استفاد المستثمرون والمتعاملون من الخسائر التي تكبدها في وقت سابق، ودفعوا الأسعار مجدداً صوب 52 دولاراً للبرميل وأعلى مستوى في ثمانية أسابيع سجلته هذا الأسبوع. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" 12 سنتاً إلى 51.90 دولار للبرميل لتصعد من أدنى مستوياتها في الجلسة البالغ 51.18 دولار للبرميل. وبلغ السعر 52.93 دولار الاثنين وهو أعلى مستوياته منذ أواخر أيار/مايو.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سنتاً واحداً إلى 49.17 دولار للبرميل. وتراجع العقدان كثيراً في الجلسة السابقة بعدما أعلنت "رويال داتش شل" أن مصفاة "بيرنيس" التابعة لها والبالغة طاقتها 400 ألف برميل يومياً في هولندا، ستظل خارج الخدمة في الأسبوعين المقبلين على الأقل بعد حريق. وأكد "معهد البترول الأميركي" أن مخزون الخام الأميركي ازداد بواقع 1.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 28 تموز/يوليو، إلى 488.8 مليون برميل ليقوض آمالاً بأن انخفاض المخزون في الآونة الأخيرة كان مؤشراً إلى تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق الأميركية.

وخارج الولايات المتحدة تراجع خام "برنت" بسبب تقارير نشرت هذا الأسبوع، وأظهرت أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بلغ أعلى مستوياته هذه السنة عند 33 مليون برميل يومياً، على رغم تعهد المنظمة ومنتجين مستقلين من بينهم روسيا بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً بين كانون الثاني/يناير الماضي وآذار/مارس 2018.

في سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت جمال جعفر إن الكويت ملتزمة تماماً باتفاق الخفض، مؤكداً الالتزام  تماماً بالاتفاق ولن ترتفع برميلاً إضافياً عن الحصة المقررة. وذكر أن الشركة ستبدأ إنتاج النفط الثقيل في نهاية 2018 على أن يصل الإنتاج إلى 60 ألف برميل يومياً خلال ستة أشهر من بدء الإنتاج. وأضاف أن الإنتاج الحالي من الغاز الحر يبلغ 200 مليون برميل يومياً ومن المتوقع أن يصل إلى نصف بليون برميل يومياً بنهاية هذه السنة.

وفي روسيا، أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أن إنتاج روسيا من النفط بلغ 10.95 مليون برميل يومياً في تموز/يوليو من دون تغير عن مستواه للشهر الثالث على التوالي، وبما يتفق مع تعهدها خفض الإنتاج بهدف دعم أسعار الخام. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون بقيادة روسيا على خفض إنتاج النفط حتى نهاية آذار 2018. وأوصت لجنة تضم دولاً من "أوبك" وخارجها بمد الخفض لما بعد ذلك إذا اقتضى الأمر.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أول من أمس، إن روسيا خفضت إنتاجها النفطي بمقدار 307 آلاف و600 برميل يومياً في تموز مقارنة بتشرين الأول/أكتوبر ما يعني التزامها بتعهداتها في إطار اتفاق خفض الإنتاج. وأظهرت البيانات الشهرية التي أعلنتها الوزارة أن إنتاج النفط الروسي بلغ 46.309 مليون طن في مقابل 44.801 مليون طن في حزيران. لكن مستوى الإنتاج اليومي ظل من دون تغير لأن تموز يزيد على حزيران بيوم.

وبلغت صادرات أنابيب النفط الروسية في تموز 4.099 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من 4.131 مليون برميل يومياً في حزيران. وخفضت غالبية شركات النفط الروسية أو جمدت إنتاجها في الشهر الماضي باستثناء "غازبروم" التي زادت إنتاجها 6.7 في المئة و «نوفاتك» التي زادت الإنتاج 2.1 في المئة و "روسنفت"، ثالث أكبر منتج للنفط في روسيا، التي زادت إنتاجها 0.1 في المئة. وبلغ إنتاج البلد من الغاز 50.8 بليون متر مكعب الشهر الماضي، بما يعادل 1.64 بليون متر مكعب يومياً، مقارنة بـ 51.28 بليون في حزيران.

إلى ذلك، أكدت مذكرة صادرة عن بنك "غولدمان ساكس" أن نتائج شركات النفط الكبرى في الربع الثاني من السنة، تشير إلى أن القطاع يتأقلم مع سعر 50 دولاراً للبرميل. وأشارت المذكرة إلى أن نسبة تغطية التدفقات النقدية من النشاطات التشغيلية للنفقات الرأسمالية والتوزيعات بلغت 91 في المئة في الربع الثاني، ما يظهر أن القطاع قريب جداً من القدرة على تمويل التوزيعات من التدفقات النقدية الذاتية في ظل سعر يبلغ 50 دولاراً للبرميل.

وأظهرت دراسة أن العلماء الباحثين عن أي شيء بدءاً من النفط والغاز إلى النحاس والذهب، يتبنون تقنيات تستخدمها شركات مثل "نتفليكس" أو "أمازون" لغربلة الكميات الهائلة من البيانات. وكتب العلماء في دورية "أميركان مينرالوجيست" يقولون إن الطريقة ساعدت بالفعل في اكتشاف عشرة معادن تحتوي على الكربون، وإنها قد تطبق على نطاق واسع في التنقيب. وأضافوا أن "البيانات الكبيرة تشير إلى معادن ورواسب جديدة".

وتتخطى هذه التقنية الجيولوجيا التقليدية من خلال جمع البيانات بشأن كيف وأين تكونت المعادن، مثل بعد أن تبرد الحمم في أعقاب ثوران البراكين. وقد تستخدم البيانات في المساعدة على اكتشاف معادن أخرى. وقال المدير التنفيذي لمرصد الكربون العميق في "مؤسسة كارنيغي للعلوم" في واشنطن وأحد واضعي الدراسة روبرت هيزين، إن "المعادن تقع في الأرض في شكل كتل (...) عندما تراها معاً فإنها تشبه الطريقة التي يتفاعل بها البشر معاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك".

وأضاف أن التقنية تشبه أيضاً عمل شركة "أمازون" التي توصي بالكتب بناء على طلبات الزبائن السابقة، أو شركة البث الإعلامي "نتفليكس" التي تقترح الأفلام اعتماداً على عادات المشاهدة السابقة للمستخدمين. وأضاف في تصريح الى وكالة أنها تستخدم كميات كبيرة من البيانات وتقيم علاقات مترابطة قد لا تصنعها أنت أبداً". وأشارت كبيرة الباحثين في الدراسة شونا ماريسون والتي تعمل أيضاً بمرصد الكربون العميق في "مؤسسة كارنيغي للعلوم"، إلى أن الحظ يلعب عادة دوراً كبيراً في بحث الجيولوجيين عن رواسب المعادن الجديدة. وقالت عن المشروع: "نبحث عنها نحن بطريقة أكثر منهجية".

وكان معدنا "الأبيلايت" و "البريسايت" من المعادن العشرة النادرة التي اكتشفها المشروع. وليست لهذه المعادن استخدامات اقتصادية.