المصرف المركزيّ الإماراتي

أغلقت البنوك الوطنيّة 17 فرعًا من فروعها في إمارات الدولة كافة، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بينما زاد عدد أجهزة الصرّاف الآليّ لجميع البنوك (الوطنية والأجنبية) 51 جهازًا جديدًا خلال الفترة نفسها، وذلك وفقًا لتقرير التطورات النقديّة والمصرفيّة وأسواق المال، الصادر عن المصرف المركزيّ.
وأرجع خبيران مصرفيان تقيلص البنوك الوطنيّة عدد فروعها، إلى خفض كلفة التشغيل، والتوجه الحالي نحو الخدمات المصرفيّة الذكيّة، لتكون متاحة على هواتف المتعاملين، إلى جانب التوسّع في أجهزة الصرّاف الآلي، التي باتت تقدم 70% من خدمات البنوك.
وتفصيلاً، قلصت البنوك الوطنية عدد فروعها إلى 857 فرعًا في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، مقارنة بـ874 فرعًا في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2015، إذ أغلقت 17 فرعًا، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
وبيّن تقرير التطورات النقديّة والمصرفيّة وأسواق المال، الصادر عن المصرف المركزيّ، أمس، أنه مقابل ذلك، بلغ عدد أجهزة الصرّاف الآليّ لجميع البنوك (الوطنية والأجنبية) في نهاية أيلول/ سبتمبر 5170 جهازًا، مقارنة بـ5119 جهازًا نهاية العام الماضي، بزيادة 51 جهازًا جديدًا خلال فترة تسعة أشهر.
إلى ذلك، قال الخبير المصرفي، أمجد نصر، إن "البنوك تستشرف حاجات المتعاملين بشكل دائم، والتي بات واضحًا أنها تميل إلى استخدام الخدمات الذكيّة عبر الهواتف الشخصيّة، وخدمات الـويب"، مشيراً إلى أن "هذا التوجه يعدّ أحد الأسباب التي أدت إلى تقليص البنوك الوطنية عدد فروعها".
وأضاف نصر أن "خفض كلفة التشغيل كذلك من الأسباب التي تدعم التوجه الحالي نحو الخدمات المصرفية الذكية"، موضحًا أن "نحو 70% من الخدمات البنكية، يتم تقديمها عبر أجهزة الصرّاف الآلي المنتشرة في المراكز التجارية والأماكن العامة، فضلاً عن مراكز الاتصال الخاصة بخدمة المتعاملين"، لافتاً إلى أنه لم تعدّ هناك ضرورة إلى الذهاب للفروع إلا لبعض المعاملات.
وأكد نصر أن "هذه البدائل المتعددة والخيارات المتنوعة تصبّ في مصلحة راحة المتعامل، وعدم تحميله كلفة الذهاب إلى الفرع، أو استقطاع الوقت، الذي ربما يكون في حاجة له لإنهاء معاملته".
من جهته، قال الخبير المصرفي مهند عوني، إن "خفض الكلفة التشغيليّة، وزيادة الأرباح، من أهم الأسس التي تعمل عليها إدارات البنوك، مع مراعاة ألا يؤثر ذلك في جودة الخدمات التي تقدمها لمتعامليها، في ظل المنافسة القوية بالسوق"، مبيناً أن "الإنفاق على افتتاح الفروع لم يعدّ له أولية بقدر التركيز على الخدمات الذكيّة، والوصول السريع للمتعامل في مكانه، لذا يوجد حاليًا الكثير من التطبيقات المصرفيّة على الهواتف الذكيّة والإنترنت، ومن خلال أجهزة الصرّاف الآلي".
وذكر عوني أن "هناك أموالاً كبيرة تمّ إنفاقها من قبل البنوك لتطوير بنيتها التكنولوجية، التي من الطبيعي أن يتم استغلالها"، لافتاً إلى أن "بعض الفروع لا يوجد إقبال عليها يغطي كلفة الإيجارات والتجهيزات ورواتب الموظفين، وغيرها من النفقات، لذا يصبح إغلاقها أكثر فاعليّة من استمرارها من دون فائدة".