الأسواق المالية العالمية

أشار تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز إلى أن الأسواق المالية العالمية تترقب بحذر التطورات الجيوسياسية التي تحدث في العالم ما بين توترات كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة الأميركية واقتراب الحسم في الانتخابات الفرنسية يوم الأحد 7 مايو 2017.

ولفت التقرير إلى أن الأسواق على الرغم من اجتماع الفيدرالي الأميركي وقراره بخصوص إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير، وإشارته إلى أن التضخم وصل تقريباً إلى هدف الفيدرالي، وسوق العمل في تحسن مستمر وملحوظ، مما دفع توقعات رفع الفائدة من 70 إلى 90% لشهر يونيو 2017، وأثر ذلك إيجابا على الدولار الأميركي، ولكن تبقى التطورات الجيوسياسية وقدرة الرئيس الأميركي على تطبيق برامجه الاقتصادية هي المحور الأساسي الذي يضغط على الأسواق التي ما زالت متأثرة بشكل آني مع الأحداث والمتغيرات.

وشهد الدولار مكاسب جيدة نتيجة توقعات رفع أسعار الفائدة في يونيو، وصعد الدولار إلى أعلى مستوى في هذا الشهر مقابل الين، ليصل إلى مستويات 113، نتيجة تصريحات الفيدرالي، وإشارة وزير الخزانة منوشين بأن إصدار أدوات دين يتجاوز أجل استحقاقها 30 عاما "قد يكون منطقياً"، ليرتفع عائد السندات لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، وسندات عشرة أعوام لأعلى مستوى خلال الجلسة.

وتأثر اليورو إيجاباً بتقدم مرشح الرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون على منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين في المناظرة الأخيرة بنسبة 63%، ما انعكس بنوع من الارتياح على الأسواق المالية، وعلى اليورو تحديداً الذي يبقى عرضة لنتائج الانتخابات واتضاح الصورة لدى المستثمرين، ما دفع اليورو صعوداً أمام الدولار الأميركي إلى مستويات 1.0950، وهي لم يصلها منذ نوفمبر 2016.

وكانت قد أظهرت تقديرات أولية لمكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي (يوروستات) يوم الأربعاء أن اقتصاد منطقة اليورو بدأ العام بنمو قوي تجاوز بكثير الاقتصاد الأميركي.
وسجل الناتج المحلي الإجمالي تسع عشرة دولة في منطقة اليورو، في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، نمواً بنسبة 0.5 في المئة، على أساس فصلي، و1.7 في المئة، على أساس سنوي، وهو ما يتماشى مع توقعات السوق.

ولا يزال الجنيه الاسترليني يتداول في نطاق إيجابي، ومحافظاً على المكاسب التي حققها الأسبوع الماضي، بعد الإعلان عن الانتخابات المبكرة من قبل رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي.

وساهمت البيانات الإيجابية من المملكة المتحدة في دعم الجنيه، حيث سجلت بيانات التصنيع والإنشاءات أعلى مستوى لها منذ 2007.
ولكن يبقى الجنيه متأثراً بأي متغيرات حول المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وتحركات الأحزاب المعارضة لحزب المحافظين الذي تمثله رئيسة الوزراء أو أي عامل مستجد قد يؤثر على فوزها في الانتخابات المبكرة المقررة في شهر يونيو 2017.

ولا يزال الين الياباني متأثراً بالتوترات الأمنية في بحر الصين بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية مقابل تهديدات كوريا الشمالية، وبالتموضع الجديد لليورو والاسترليني أمام الين، ما دفع الدولار أمام الين الياباني إلى ملامسة مستويات 113.